«كلمتى لا ممكن تنزل الأرض أبدًا»، العبارة الشهيرة للريس حنفى أو الكوميديان الرائع عبد الفتاح القصرى فى فيلم «ابن حميدو»، والتى سرعان ما كان يتراجع عنها خلال أحداث الفيلم. وقد باتت تلك العبارة وشخصية حنفى بمثابة أيقونة لوصف أشباه الرجال الذين يتراجعون عن مواقفعم سريعًا على طريقة ال «نمر من ورق».. وهو ما ينطبق تمامًا على السلطان التركى الموهوم والقاتل «رجب طيب أردوغان» الذى قام بحملة عسكرية دنيئة ضد الأكراد السوريين شمال شرق الفرات، والتى راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين، فضلًا عن تهجير أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم وقراهم!!. أردوغان بعد التنديد الدولى الكاسح به وبعمليته القذرة ضد الأكراد، سنَّ لسانه الحاد مهاجمًا الجميع: الاتحاد الأوربي، والجامعة العربية، وغيرهما، مستعينًا بأذنابه الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية، ووسائل إعلامها فى تركيا، فضلًا عن حبيبة القلب قطر التى تسانده فى عمليته القذرة ضد بلد عربى (سوريا)، ولِمَ لا، وأردوغان يتحكم فيها عبر قاعدتيه العسكريتين؟!. أردوغان شدد منذ بدأ عمليته القذرة «نبع السلام» على أنه لن يتراجع عن استكمال عمليته ضد الأكراد، إلى أن هدده سيده «ترامب».. الرئيس الأمريكي.. بالعقوبات وتدمير الاقتصاد التركى بعد كمّ الإدانات الدولية الرهيب للعدوان التركى على سوريا، بل وتم تسريب رسالة من «ترامب» إلى أدوغان خرجت عن كل الأعراف الدبلوماسية فى لهجتها حين قال له صراحةً: لا تكن أحمق!! وثنّى «ترامب» بأن أرسل وفدًا أمريكيًا إلى تركيا برئاسة نائبه « مايك بنس»، ومعه وزير الخارجية «بومبيو» لإيقاف عملية «نبع السلام». ورغم إعلان أردوغان أنه لن يستقبلهما، إلا أنه سرعان ما خضع وتراجع، وقابلهما فى لقاء غلب عليه التهجم، وخرج «بنس» و«بومبيو» من الاجتماع وعقدا معًا - بدون الأتراك- مؤتمرًا صحفيًا أعلنا فيه عن توقف العملية العسكرية التى طالما صدعنا أردوغان- أقصد حنفي- بأنه لن يتراجع عنها!!. تراجع أردوغان عن عنتريته ليس أمرًا جديدًا، وكلنا نذكر ما حدث فى أكتوبر 2018 حين أفرج أردوغان خاضعًا عن القس الأمريكى «أندرو برانسون» الذى اتهمه أردوغان بالتجسس والتعاون مع المعارضة التركية.. مشددًا على أنه لن يفرج عنه مهما كانت الضغوط، إلى أن فرض «ترامب» بعض العقوبات الاقتصادية على البنوك التركية، مما أدى لانهيار الليرة التركية. رحم الله الريس حنفى «عبد الفتاح القصري»، ولا رحمك يا أردوغان، فمصيرك مع كل القتلة والمجرمين وسافكى دماء الأبرياء فى «مزبلة التاريخ».