لقد كانت للشخصيات ذات التوجه الإسلامى المتشدد دور بارز فى قيام الثورة الإيرانية المضادة للحكم الملكى بزعامة الشاه رضا بهلوي، بالإضافة إلى دور الإسلام السياسى أو الإسلاموية التى ترسخت فى إيران، إضافة إلى مشاركة أيديولوجيات مختلفة فى هذه الثورة، مثل الاشتراكية والليبرالية والقومية لتصبح بذلك الثورة الإسلامية فى إيران أول ثورة أدّت إلى حكم الإسلام السياسى والأصولية وما أحدثته من فوضى واضطرابات واغتيالات بالمنطقة، وفى حينه وعلى المستوى العربى والإقليمى أزعجت تلك الثورة الأنظمة الحاكمة والتى كانت تنعم بالاستقرار فى العراق والكويت والسعودية ودول الخليج ومصر وكثيرا من الدول الإسلامية السنية التى كانت تتعايش بسلام مع كافة المذاهب والأديان والاثنيات الأخرى فلم يكن هناك فرق بين سنى وشيعى أو بين مسلم ومسيحى أو أشورى وازيدى وغير من العرقيات والأقليات، ولكن مع ظهور وعودة أبرهة للمنطقة من خلال انتشار الراديكالية الشيعية وتكوينها واعتمادها على حكومة دينية فاشية بقيادة الخمينى ودعوتها إلى إسقاط الأنظمة الملكية واستبدالها بجمهوريات إسلامية كل ذلك أدى إلى انطباعات سلبية بالنسبة للأنظمة العربية فى الجوار الشيعى وبشكل سلبى على الأقليات الشيعية وذلك بعد أن وضعت إيران لنفسها الحق بقيادة الخمينى أن تصبح منارة للثورة وحامية حمى الشيعة فى البلدان العربية والإسلامية، وانطلاقا من فاشيتها ونزعاتها العرقية العنصرية والمذهبية قامت بتصدير أفكارها التكفيرية المتشددة والمتعصبة إلى الدول المجاورة وبدأت فى إعداد الميليشيات الشيعية لإحداث قلاقل دينية فى البلدان الإسلامية والقيام بالعديد من الاغتيالات والانفجارات وتنفيذ الإعدامات ومن تلك الصور الإجرامية فى حينه قيامها بسلسلة من انفجارات فى الجامعة المستنصرية بهدف تأجيج الشارع العراقى ومن ثم إمكانية القيام بالثورة فى العراق على غرار الثورة فى إيران، كما قامت أيضًا بقصف بعض المناطق الحدودية فى محافظتى ديالى والكوت ما اعتبره العراق فى حينه خرقا لاتفاقية الجزائر ومحاولة من إيران لغزو العراق وهكذا بدأت حرب السنوات الثمانى بين العراقوإيران،والتى تعتبر بسبب أهوالها وخسائرها واحدة من أكثر الحروب دموية وخراب فى القرن العشرين. ومع فشل الخمينى فى تصدير الثورة إلى العراق إلا أنه نجح فى تصديرها إلى جنوبلبنان عن طريق إعداد وتمويل حزب الله وتكوين فريق سياسى وعسكرى كبير، وعلى المستوى الدولى نظر إلى الثورة الإيرانية باعتبارها المسئولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية بداية من حزب الله فى لبنان، إلى تنظيم القاعدة بأفغانستان إلى الجماعات الجهادية المتنوعة ومنها حركة التكفير والهجرة فى مصر وقيادات الإخوان المسلمين بها والدول العربية. وصولا إلى ميليشيا الحوثى باليمن، والحشد الشعبى وغيرها من الميليشيات المتعددة بالعراق وعلى رأسها الحرس الثورى الإيرانى بقيادة قاسم سليمانى بالعراق وسوريا ثم إلى حركة حماس فى غزة بفلسطين، ونشر الثورة الإيرانية للمذهبية والعرقية وإشعال الفتن والاضطرابات بهدف قلب أنظمة الحكم داخل بلدان الخليج وكل ذلك من أجل فرض الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية بهدف زيادة المد الشيعى والسيطرة على ثروات ومقدرات المنطقة.