أبرهة الحبشى ووفقا لموسوعة الويكيبديا والمراجع التاريخية هو أبرهة بن الصباح الحبشى أو أبرهة الأشرم، هو قائد عسكرى من مملكة أكسوم وأعلن نفسه ملكا على حِميَّر و حكم بلاد اليمن والحجاز من الفترة ما بين 531 أو 547 وحتى 555 أو 565 ميلادي، مسيحى وكان يعمل تحت إمرة حُكم النجاشى ملك الحبشة فى تلك الحقبة، ويرجع السبب فى شهرته تاريخيا ليس لأنه كان قائدا محاربا قويا فحسب بل بسبب بنائه لكنيسة كبيرة سمّاها كنيسة القليس فى صنعاء بهدف صرف العرب وغيرهم عن الحج لمكة ومن ثم تحويل أنظارهم إلى كنيسته فى صنعاء ليحجّ الناس إليها بدلا من الكعبة المشرّفة التى كانت مقصدا ورمزا دينيا للجميع عبر العصور كأقدم بيوت الله على وجه الأرض، وبسبب حقده على البيت العتيق، وبسبب تعصبه لدينه وحقده على الكعبة وخدامها فى هذا الزمن أعد حملة عسكرية كبيرة من أجل هدمها واستعان بفيلٍ مدرب كان قد طلبه من النجاشى ملك الحبشة، لكنه ومع عناية الله هزم أشر هزيمة وتم تدمير أفراد جيشه بسبب المعجزة الإلهية التى جعلهم الله بها عِبرة لمن بعدَهم من الأمم ،ووفقا للمرويات والمراجع التاريخية وعلى رأسها المصدر الأصلى وهو سورة الفيل بالقران الكريم تشير إلى أن أبرهة قرّب الفيل ليهدم الكعبة لكنّه أبى، وكلما وجّهوه نحو الكعبة يأبى التحرك، وإذا وجهوه نحو اليمن يهروِل نحوها، ثمّ أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل، كلُّ طير تحمل ثلاثة حجارة: اثنين فى رجليه وواحدًا فى منقاره، وما أصاب الحجر أحدًا إلا قتله، حتى أن جسد أبرهة وأجساد من معه تقطعت حتى ماتوا وأصبحوا كالعصف المأكول، وقد أورد أهل الأخبار فى ذلك بيتا شعريا منسوبا للخثعمى فى زمانه يقول: أين المفر والإله الطالب * * *** والأشرم المغلوب غير الغالب وقد حفظ الله تعالى بيته تأسيسًا واعدادا لنبوة النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-الذى وُلد فى ذات العام نفسه والمسمى بعامِ الفيل، لينتهى بذلك حكم الحبشة وسيطرتها على اليمن نهائيًا مع الغزو الساسانى الفارسى لليمن عام 575 م أى بعد وفاة أبرهة بأربعة أعوام وليتم حماية البيت ويدعو الرسول محمد بتكليف من الله لرسالته وهى الإسلام الذى انتشر من مكة إلى بقاع الدنيا محققا الأمجاد والانتصارات والفتوحات ولتظل الكعبة محمية عبر الأزمان وليستمر توافد حجاج بيت الله بأمن وسلام حتى يومنا هذا بفضل أهل الجود والكرم والإيثار من خدام بيت الله وعلى رأسهم الملوك والقادة السعوديون الذين استلموا بشرف ورفعة وتواضع شرف خدمة الحرمين والحج إلى يومنا هذا. ومع مرور تلك الأزمنة الطويلة بأحداثها الجسام فى تلك المنطقة ومع دخول الإسلام وانتشاره بالعالم، ومع انتظام مواسم الحجيج وأمانه بأرض الحجاز خلال تلك العصور يبدو أن زمن أبرهة القديم بأجوائه العدائية الحاقدة قد عاد للمنطقة بعد مرور كل تلك الأزمنة، وقد بدأت بوادره فى الظهور منذ اندلاع ما يسمى بالثورة الإسلامية فى إيران بزعامة الخمينى عام 1979ومن خلال أفكارها الأصولية والمذهبية المتشددة وبما أحدثته من شقاق وفتنة وصراعات وأحقاد بين أهل الدين الواحد، وبما حملته فى ايديولوجيتها من بغض للعرب وإرثهم الحضارى وعل رأس ذلك الإساءة للصحابة وآل البيت رضى الله عنهم جميعا ،وبما نسبوه زورا للإمام على كرم الله وجه من خلال مذهبهم الشيعى ومن ثم حقدهم على السعودية لمكانتها الدينية باعتبارها بلد الحرمين الشريفين، ولمنطقة الخليج وسائر البلدان الإسلامية السنية، وهو أمر لم يشهده المسلمون على هذا النحو من قبل، وما شجع على هذا العداء وادى إلى استفحاله هو أن الغالبية العظمى من الشعب الإيرانى الذى يبلغ عدده نحو 80 مليون شخص تدين بالمذهب الشيعي، ولهذا تعتبر إيران أكبر قوة شيعية فى المنطقة، ويرجع انتشار الفتنة والعداوة بين المذهب الشيعى والسنى وما بين العرب والفرس وتصعيده على هذا النحو إلى مرشد الثورة آية الله الخميني، ومن بعده الملا على خامنئى بمساعدة المرجعيات الدينية والحرس الثورى الايراني، والميليشيات التى صنعتها إيران وصدرتها بايديولوجيا ممنهجة إلى دول المنطقة والمسماة بدول الهلال الشيعى.