موعد صرف معاشات المعلمين عن شهر أغسطس 2025 بالزيادة.. رابط الاستعلام    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم الثلاثاء 29-7-2025    شعبة الذهب: لا طفرات سعرية قادمة.. والاتفاق الأمريكي الأوروبي سيؤدي للعزوف عن الشراء    ضياء رشوان: الأصوات المشككة لن تسكت.. والرئيس السيسي قال ما لم يقله أحد من الزعماء العرب    الولايات المتحدة تمنع رئيس تايوان من التوقف في نيويورك بعد اعتراضات الصين    مصرع 30 شخصًا في العاصمة الصينية بكين جراء الأمطار الغزيرة    عاجل- قافلة "زاد العزة" تنطلق من مصر صوب غزة عبر كرم أبو سالم: مساعدات عاجلة وغذاء يكفي لآلاف الأسر    «هيعمل عمليات صعبة».. خالد الغندور يكشف تطورات حالة حسن شحاتة    «داخل وخارج الملعب».. رمضان صبحي: مسيرة حافلة بالأزمات    بفرمان من ريبيرو.. الأهلي يتراجع عن صفقته الجديدة.. شوبير يكشف    "أزمة امتحان ونفي ".. أبرز 3 نقاط تلخص أزمة رمضان صبحي لاعب بيراميدز    المرحلة الأولي 2025 أدبي.. مؤشرات تنسيق الثانوية العامة (الألسن 84.26%)    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    «رجب»: احترام العقود والمراكز القانونية أساس بناء الثقة مع المستثمرين    رئيس الإسماعيلي يعلق على أزمات النادي المتكررة    ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد نهاية رحلته مع الهلال    وصول قطار الأشقاء السودانيين إلى محطة السد العالى بأسوان.. صور    رسميًا.. موعد بداية العام الدراسي الجديد 2026 بالمدارس الرسمية والدولية والجامعات    سفير تركيا: خريجو مدرسة السويدي للتكنولوجيا يكتسبون مهارات قيّمة    يوسف معاطي: «سمير غانم بيضحك ودمه خفيف أكتر من عادل إمام»    «Jaws».. نصف قرن على عرض الفيلم الأشهر فى العالم    ماجدة الرومي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها المؤثر في جنازة زياد الرحباني: حضور مُبكٍ وموقف تاريخي    "إحنا بنموت من الحر".. استغاثات من سكان الجيزة بعد استمرار انقطاع المياه والكهرباء    بدء اختبارات مشروع تنمية المواهب بالتعاون بين الاتحادين الدولي والمصري لكرة القدم    وزير الخارجية: العالم يصمت عن الحق في قطاع غزة صمت الأموات وإسرائيل تغتال الأطفال بشكل يومي    إطلاق نار على ضابط شرطة ومدني وسط مدينة مانهاتن الأمريكية    لليوم الثالث على التوالي.. شكاوى من انقطاع الكهرباء مُجددًا في عدد من مناطق الجيزة| التفاصيل كاملة    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 29-7-2025    السيطرة على حريق بمولدات كهرباء بالوادي الجديد.. والمحافظة: عودة الخدمة في أقرب وقت- صور    مصرع طبيبين في حادث تصادم بالطريق الدائري بالبساتين    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    نشرة التوك شو| الوطنية للانتخابات تعلن جاهزيتها لانتخابات الشيوخ وحقيقة فرض رسوم على الهواتف بأثر رجعي    سميرة صدقي تكشف حقيقة زواجها من معمر القذافي (فيديو)    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    جوتيريش: حل الدولتين أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى    الاندبندنت: ترامب يمنح ستارمر "الضوء الأخضر" للاعتراف بدولة فلسطينية    تشييع جثمانى طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما فى حادث على الدائرى.. صور    الأهلى يناقش تطورات عروض رحيل رضا سليم فى الميركاتو الصيفى    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الثلاثاء 29 يوليو 2025    أخبار 24 ساعة.. انطلاق القطار الثانى لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    في عامها الدراسي الأول.. جامعة الفيوم الأهلية تعلن المصروفات الدراسية للعام الجامعي 2025/2026    محمد معيط: العام المقبل سيشهد صرف شريحتين متبقيتين بقيمة تقارب 1.2 مليار دولار لكل شريحة    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    حفل العيد القومى لمحافظة الإسكندرية من داخل قلعة قايتباى.. فيديو    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    للحماية من التهاب المرارة.. تعرف على علامات حصوات المرارة المبكرة    من تنظيم مستويات السكر لتحسين الهضم.. تعرف على فوائد القرنفل الصحية    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تُقدم خدماتها الطبية ل 476 مواطناً    حزب مستقبل وطن بالبحيرة يدعم المستشفيات بأجهزة طبية    حرائق الكهرباء عرض مستمر، اشتعال النيران بعمود إنارة بالبدرشين (صور)    "شوية مطبلاتية".. تعليق قوي من أحمد عبد القادر على أنباء فسخ تعاقده مع الأهلي    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعينية الثورة الإيرانية * ( ماذا قدمت الثورة الإيرانية لشعبها وللأمة الإسلامية ؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 18 - 02 - 2019

تحتفل إيران هذه الأيام بالذكري الأربعين لقيام ثورتها الإسلامية ، تلك الثورة التي عمل النظام الإيراني علي تصديرها إلى محيطها الإقليمي للتغلغل داخل الكيان العربي والإسلامي بطرق رخيصة وغير أخلاقية، وقد أدت أنشطتها إلي نشر الصراع والخراب والفوضى بالمنطقة ، ومع مرور تلك السنوات فهل ما تزال إيران قادرة على الاستمرار في إدارة تلك اللعبة وإهمال حقوق الشعب الإيراني ، وماذا قدمت تلك الثورة لشعبها وللأمة الإسلامية خلال أربعة عقود ؟ لقد نشبت الثورة الإسلامية بإيران عام 1979 بمشاركة فئات وايدولوجيات مختلفة من المجتمع، وتمكنت في حينه من تحويل إيران من نظام ملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفا للولايات المتحدة والغرب ، حتى غدرت به أمريكا ودول غربية معروفة عندما استبدلت الملكية الإيرانية في نهاية المطاف بالجمهورية الإسلامية بزعامة مرجعها الديني الشيعي آية الله روح الله الخميني في 11فبراير عام 1979المدعومة من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية ومن الحركات الطلابية الإيرانية التي تعرض الكثيرين منهم للإعدام بعدها ، و لهذا فهي تعد أول ثورة أدّت لظهور وانتشار الإسلام السياسي والأصولية والمليشيات والحركات المتطرفة بمخاطرها في المنطقة ومدي انعكاس آثارها السلبية وجرائمها النكراء خلال 40 عام من قيامها علي صورة الإسلام والمسلمين بالعالم . والتي سعت لتصدير أفكارها المتطرفة إلى محيطها الإقليمي باستخدام أدوات استطاعت بواسطتها التغلغل في دول عربية عدة ولعب دور مثير للجدل، ومع مرور هذا الزمن هل ما تزال طهران قادرة على الاستمرار في لعبتها تلك ؟ فمنذ أن وصل الخوميني إلى السلطة، دخلت جمهورية إيران الإسلامية في حرب إيديولوجية وسياسية مع دول المنطقة ،ومن ثم مع أمريكا التي تعتبرها الشيطان الأكبر ومع الغرب متحدية العالم، وأبدت عداءها الظاهري تجاه إسرائيل كحيلة لاستجداء الشعوب والحركات الإسلامية الريديكالية رافعة شعار القدس وشعار الموت لإسرائيل، برغم أن طهران كانت ثاني عاصمة تعترف بدولة إسرائيل في العالم الإسلامي عام 1950 بعد تركيا، ولم يدم الوقت طويلا حتى اندلعت الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر عام 1979بعد حادث اختطاف رهائن أمريكيين داخل السفارة الأمريكية بطهران، وبقيت العلاقات الدبلوماسية منقطعة بين البلدين حتى العام 2013 حيث تبادل الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما والإيراني حسن روحاني الحديث عبر مكالمة هاتفية ليعود التوتر بين البلدين في عهد الرئيس دونالد ترامب الآن ، ومنذ قيام الثورة الإيرانية خرجت طهران عن الركب الدولي بتوليها للإرهاب ونشر الكراهية والبغضاء وأصبحت لا تخيف فقط الغرب الذي تكبد خسائر اقتصادية كبيرة جراء الارتفاع الجنوني لأسعار النفط بعد سقوط الشاه، بل حتى الدول العربية السنية التي خشيت هي الأخرى من قيام إيران بتصدر ثورتها الدينية المتطرفة إلى العالم الإسلامي ، ولمنع تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق في حينه، أعلن الرئيس الراحل صدام حسين الحرب على إيران في سبتمبر عام 1980 بدعم من دول الخليج ودامت الحرب بين البلدين 8 سنوات (1980-1988) وأسفرت عن مقتل نحو مليون شخص خلال 8سنوات من الحرب، ، كما اتهم النظام من جانب الكثير من الدول بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب الدولي ومساندة الجماعات المسلحة المناهضة للدول الغربية والعربية، مثل حزب الله وحركة حماس وميليشيا الحوثي وغيرها من التنظيمات والميليشيات الإرهابية بالمنطقة ؟ فماذا جنت إيران بعد مرور أربعون عاما علي ثورتها من جراء ومغبة نظام الملالي الفاشي آية الله روح الله الخميني وصولا لخليفته الحالي آية الله خامنئي الذي لا يزال يشغل منصب المرشد الأعلى في إيران منذ العام 1989 ويواصل نشر أفكاره ومخططاته إلى يومنا هذا، فبرغم تقلص شعبيته وتأثيره السياسي والديني مقارنة بسابقه إلا أنه ما يزال يملك كل الصلاحيات العسكرية والسياسية وهو صاحب الكلمة الأخيرة في ملفات الأمن والدفاع والشؤون الخارجية ، والإصرار علي مواصلة طموحات بلاده النووية لتهديد دول المنطقة والعالم متحديا الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن . ففي الداخل الإيراني : قام الخوميني في البداية بقمع المعارضين وفرض التفكير الإسلامي ثم غدر وبطش برجال الثورة الحقيقيين وأمر بقتل الآلاف من الأبرياء وتوجيه التهم زورا إلي الذين قاموا بالثورة وضد معارضيه ، وعدم احترامه لحقوق الإنسان وحرية التعبير فضلا عن عدم احترام حقوق المرأة والأقليات الدينية والعرقية واحتلال إيران بإمرته لقري ومناطق عربية وتتبع حركة مجاهدي خلق وإذلال عرب الأهواز ،ونشر مبادئ ثورته في البلدان الإسلامية من خلال تأجيج الصراع المذهبي والعرقي في محيطه ، كما انتشر الإرهاب الدولي بأبشع صوره من مخططات تخريبية وعمليات قتل وخطف واغتيال وتفجير سفارات ، وتصدير أفكار الثورة الإيرانية الريديكالية البغيضة للدول الإسلامية وإنشاء التنظيمات والمليشيات، وعمله علي خلق الفتن والاضطرابات المذهبية والعرقية داخل الدول لإشاعة الفتنة والفوضى والأفكار الدينية المتطرفة وزعزعة الاستقرار والقيام بالعمليات الإرهابية داخل البلدان الآمنة ومنها تفجيرات الحرم أثناء من مناسك الحج ومد التنظيمات والخلايا الإيرانية بالعتاد والتدريبات لإحداث القلاقل والفتن والاضطرابات في دول الخليج والمنطقة والتدخل السافر في شئون الدول العربية والإسلامية ثم التركيز علي التسلح العسكري ومحاولة صنع القنبلة والرؤؤس النووية وبما يهدد الأمن والسلم بالمنطقة والعالم، وقد تبنت الثورة الإيرانية طوال تلك السنوات هذا الفكر وسخرت له كل ثرواتها ومقدراتها وعلمائها وقادتها العسكريين والعمل علي تحقيقه ولو علي حساب معاناة الشعب الإيراني وانهيار اقتصاده وبناه التحتية وضياع سنواته سدا برغم غني ثرواته ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى ظهور العديد من الاحتجاجات والمظاهرات في شوارع طهران وكثير من المدن الإيرانية بسبب الأوضاع المعيشية والحقوقية المتردية ، إلا أن هذه الاحتجاجات المتواصلة قد قوبلت بالقمع من قِبل النظام ما يؤكد علي أن الشعب الإيراني قد فهم النظام ولم يعد يُخدع بشعار الدين كما كان من قبل، مع التأكيد علي رغبته في إحداث التغيير ،ناهيك عن إعدام مفهوم الحرية والديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان في ظل استيلاء نظام الملالي على السلطة واستبداده لهذا البلد، وقد باتت أذرع إيران في البلدان والمناطق السنية تُشكّل لغمًا يمكن أن ينفجر في أي وقت، بل أصبح النظام الإيراني خطرًا يهدد شعبه ومحيطه ويهدد أوروبا أيضًا فهناك العديد من الجرائم التي يقف وراءها الحرث الثوري الإيراني، تتم على الأراضي العربية والأوروبية، ما يمثل عدوانًا صارخًا وتهديدًا لسيادة هذه الدول. وعلي الصعيد الخارجي : انقلب الخميني بعد نجاح ثورته على أمريكا وبدد منذ عودته من فرنسا وتوليه السلطة في إيران حلم أمريكا والغرب ووعوده لهما ،عندما تحولت أجنحته الملائكية إلى مخالب بعد نزعه لملابس الورع ليرد الجميل للغرب ولأمريكا ويكشف عن إستراتيجيته ومن ثم القيام باحتجاز أكثر من 440 فرد من أعضاء السفارة الأمريكية بطهران وإعلانه أمريكا عدوا وأنها بمثابة الشيطان الأكبر وعلى الرغم من كل الصعاب والعوائق والمحن، تنفس النظام الإسلامي في إيران الصعداء، وعزز نفوذه إقليميا وتحول إلى قوة لا يستهان بها عسكريا واقتصاديا، سخرها لخدمة مشروعه الطموح في المنطقة، مستغلا في ذلك حالة التفكك والوهن والشقاق في دول الجوار ، ومن جديد وضعت التطورات الولايات المتحدة في مواجهة إيران، بسبب برنامج طهران النووي والصاروخي حيث وصل التصنيع الإيراني حدّ المجال العسكري، فضلاً عن أن دخول إيران المجال النووي قد ساهم في مزيدٍ من تلميع صورتها في المنطقة باعتبارها خصماً قوياً للولايات المتحدة التي تهمين سياسياً على قرارات الكثير من الدول العربية ، كما عزز من نفوذها المتعاظم الذي وصل إلى العراق بعد الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين وإعدامه ،ومن قبل ذلك تأججت العداوة بين الولايات المتحدة وإيران بسبب الدور الكبير الذي قامت به طهران في لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو دور اعتبرته أمريكا مهددا لأمن لإسرائيل، ولا يزال هذا الدور متواصلا حتى الآن عبر حلفاء إيران في هذا البلد، ولاحقا عبر تواجدها في سوريا ، وفي ظل واقع إقليمي مضطرب وظروف اقتصادية صعبة، يمضي النظام القائم في طهران مؤكدا قدرته على الصمود والاستمرار، فيما تراهن الولايات المتحدة على حتمية سقوطه يوما ، وعلى مدي تأثير العقوبات عليه، كما تراهن أمريكا علي تفجر السخط الشعبي والاحتجاجات تجاهه من اجل التخلص من هذا النظام وزواله بعد بقائه لكل تلك السنوات، وعن كيفية تعامل إيران مع قرارات الرئيس الأمريكي ترامب الغاضبة والكارهة لهذا النظام العقيم، وبادئ ذي بدء فقد تمكنت طهران من تجاوز بعضا من أزماتها، وأقامت برغم الغضب الدولي حوارات وعلاقات دولية وإقليمية وفّرت لها متنفسا اقتصاديا وسياسيا مرحليا، وبرغم ذلك فما يزال أمام النظام الإيراني ما يهدده ويخشاه ومنها التحديات والمشكلات الداخلية ومعاناة الشعب الإيراني من جهة ، ومن جهة أخري التحديات والمخاطر الإقليمية والدولية بسبب مساوئ وأخطار هذا النظام وبما يؤثر علي بقائه ومستقبله،وهو ما أكد عليه مؤتمر وارسو لسلام الشرق الأوسط الذي عقد يوم.
الخميس الماضي 14 من فبراير الجاري برعاية أمريكية وبحضور قادة وأعضاء أكثر من 60 دولة، عندما طالب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الحاضرين بتعزيز الضغط على إيران قائلا بأنه لا سلام بالشرق الأوسط دون محاسبة إيران ،كما اعتبر بعض القادة العرب أن إيران قد أصبحت اخطر من إسرائيل بالمنطقة بعد اتخاذها دور المهدد والمزعزع لأمن جيرانها والمنطقة والعالم . وعلي صعيد التدخلات الإيرانية في شئون وأمن المنطقة: بدأ الخوميني في تصدير أفكار ثورته الشيعية الجعفرية مباشرة إلي دول المنطقة ، فمن خالد الاسطنبولي وعبود الزمر وجماعة الجهاد بمصر وحادثة اغتيال السادات عام 1981حيث اعتبرت الثورة الإيرانية منذ قيامها الحركة الإسلامية المتشددة في مصر ابنا شرعيا لها ، وعملت على تحريض جماعة الإخوان والحركات الجهادية ضد الحكومة المصرية وضد اتفاق كامب ديفيد ثم ابتهاج الخميني عقب اغتيال السادات عام 1981 عندما وجدت كتب للخميني مع قتلة السادات ،واثبات أجهزة المخابرات المصرية وجود صلات قوية بين تنظيم الجهاد بمصر وبين قادة إيران وعناصر إسلامية من قطاع غزة بعد مقتل السادات ، وقد أطلقت إيران أسماء كلا من سيد قطب وخالد الإسلامبولي والشيخ كشك على بعض الشوارع بطهران ، وكذلك ترجمة وتوزيع إيران لكتب حسن البنا وسيد قطب كما ساهمت بدورها في مد الجهاديين في مصر بالقيام بأعمال اغتيال وعنف منذ عام 1981 وحتى 1989 وضبط تنظيمات جهادية شيعية في مصر تعمل لصالح إيران وغيرها من الأعمال والمخططات العدائية التي تهدف إلى قلب نظام الحكم في مصر وتورطها في أحداث ثورة 25 يناير عن طريق جماعة الإخوان الإرهابية وبمشاركة عناصر من حزب الله ومن حركة حماس في أحداث الثورة المصرية، إلى انتشار المد الثوري الإيراني في سوريا والعراق والأردن وفلسطين، ثم إلى ميلاد حركة طالبان ومن بعدها تنظيم القاعدة بأفغانستان وباكستان ، ثم إلى الخليج واليمن فمنذ بداية الثورة الإيرانية بدأت تصدر مذهبها الشيعي لدول المنطقة ، وعملت على تحريك التنظيمات الشيعية في دول الخليج وبما يدعم استقرار الحكم في طهران بعد تبني الدستور الإيراني للمذهب الجعفري الإثني عشري كمذهب رسمي لإيران لدعم هذه الصلات مما أدى إلى نفور أهل السنة الذين تخوفوا من النموذج الإيراني ،وبدأت المشاحنات والصدامات الدموية تنتشر في الكثير من البلاد الإسلامية،ومنها مصرع المئات أثناء الحج عام 1987 ،وعام 1989 عن طريق الحجاج الإيرانيين وما أحدثوه من قلاقل وتفجيرات وفتن ومؤامرات بالحج ومواصلة دعم العمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة وتأجيج الفتن المذهبية بين أبناء الطائفة الشيعية وعلمائها في السعودية والبحرين، ناهيك عن حرب الثماني سنوات مع العراق بداية من 1980 واعتبار الخميني الرئيس صدام حسين كافرا ، ثم التمدد غربا إلى بلدان المغرب العربي في كلا من تونس وحركة جبهة الإنقاذ بالجزائر وجماعات الإسلام الجهادية بالمغرب ثم السودان والصومال وغيرها من الدول الإسلامية ، ومن بعدها نجحت إيران مرحليا في مد نفوذها فعليا في عدد من مناطق النزاع بالعالم العربي مستغلة في ذلك ظروف الحروب الأهلية والأزمات الداخلية فبدأت أولاً في لبنان أبان حربه الأهلية بدعم التنظيمات الشيعية خاصة حركة أمل وحزب الله، ما مكّن إيران من إيجاد موطئ قدم لها في لبنان ما بعد الحرب، وتكرّر نفس السيناريو لاحقا في العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، حيث استفادت إيران من الحضور القوي للمكوّن الشيعي، وتمكنت عن طريق قادة الحرس الثوري الإيراني من تدعيم حركات وميليشيات أصبحت تتحكم في المشهد العراقي، وقد حدث الأمر ذاته في اليمن الآن حيث تتهم إيران على نطاق إقليمي ودولي بمساندة الحركة الحوثية ومدها بالصواريخ البلاستية والإمدادات الحربية وغيرها ، ومن ثم التدخل العسكري الإيراني في سوريا، إذ شكّل وقوفها إلى جانب نظام الأسد ضد تنظيم داعش وضد التدخلات الأمريكية الغربية أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في استمراره ووجوده كأحد الشركاء الرئيسيين للحل في سوريا ، والمثير للجدل أنه في الحالة السورية لم يتوقف الرابط بين إيران والنظام على المذهب الشيعي فقط، بل تجاوزه لإقامة تحالف مع روسيا، ثم إقامة تفاهمات واسعة مع تركيا الآن . ولقد عملت إيران منذ نجاح ثورتها وحتى الآن باعتبارها النموذج الديني المثالي لخلق ما يسمى بنموذج الإسلام السياسي ، وأدت لخلق المشاكل وتعبئة الإعلام تجاه شيعة الخليج للتمرد على أوضاعهم وبخاصة في السعودية والبحرين والكويت والإمارات ، كما أنها استضافت حركات وتنظيمات وقيادات معارضة ونظمت مؤتمرات لهم وحثتهم ودربتهم على القيام بعمليات العنف والإرهاب وتأجيج الصراع الديني بالمنطقة واغتيال قيادات بالخارج واستغلال الحج لنشر أفكار الثورة الإيرانية واختطاف الرهائن الغربيين عام 1980 وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت ،ولقد تسببت الثورة الإيرانية عن طريق قادتها وحرسها الثوري في نشر حركة إسلامية إرهابية متطرفة في الكثير من البلدان ومنها ميلشيا حزب الله في لبنان ، في ظل غياب قوة الدولة المركزية ، واخترقت التنظيمات الجهادية الفلسطينية وتمكنت عبر حماس والجهاد في غزة تحت ما يسمى بلواء الثورة الإسلامية في فلسطين ضد إسرائيل وأمريكا من إحداث الشقاق بين حماس وفتح ، ثم انتشارها في الأردن عام 1991 والآن في سوريا ، وعن طريق الحوثيين باليمن، واللافت في هذا الأمر أن دول المنطقة توجست منذ البداية من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، نتيجة لطموحات النظام الجديد في تصدير نموذجه إلى دول الجوار، الأمر الذي تفجر في حرب ضروس مع العراق اندلعت في سبتمبر 1980 وتواصلت لنحو 8 سنوات، لتضع أوزارها في أغسطس عام 1988 مخلفة وراءها نحو مليون قتيل وخسائر مادية بمئات المليارات من الدولارات. وعلى الرغم من كل الصعاب والعوائق والمحن، تمكن النظام الإسلامي في إيران من تنفس الصعداء، وعزز نفوذه إقليميا وتحول إلى قوة لا يستهان بها عسكريا واقتصاديا، وقد سخر هذا النفوذ فقط لخدمة مشروعه الإسلامي الشيعي في المنطقة الأمر الذي عرض إيران إلي المزيد من العقوبات والسخط الدولي الذي أوصل إيران إلى تردى اقتصادها وعزلتها بين الدول ، ولهذا فقد انشغل قادتها الآن وأكثر من أي وقت مضي بتأثير العقوبات الأمريكية التي هددت وأنهكت اقتصاد إيران وباتت تهدد نفوذها ومشاريعها الإقليمية وتؤثر سلبا علي الشعب الإيراني ، فبرغم النبرات العالية المتواصلة من جانب مرشدها ورئيسها ضد أمريكا وبعض الدول فإن تحركات مسئوليها الآن تعكس قلقهم البالغ تجاه ما يهددهم من تحديات عسكرية أمريكية حقيقية مقابل تهديد إيران بإشعال الشرق الأوسط وإسرائيل في حالة ضربها ، إذ تواجه إيران الآن تهديدات وعقوبات اقتصادية كما تواجه معوقات وتهديدات عسكرية دولية بسبب اتهامها بتبييض الأموال، وبتمويل الإرهاب وبسبب طموحاتها النووية ، ولهذا فهي تسعى من خلال الاتفاق النووي الهش مع عواصم الغرب بعد انسحاب أمريكا منه الدخول في علاقات اقتصادية للالتفاف على العقوبات ، إضافة إلى تحركات نشطة الآن من جانب القادة الإيرانيون لدول المنطقة ومنها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعراق مؤخرا وطرح مشاريع للمساهمة في إعادة إعمار العراق، وزيارة نائب الرئيس الإيراني إسحاق جاهنجري لتوقيع اتفاق طويل الأمد مع العراق ، وزيارة جواد ظريف الأسبوع الماضي إلى لبنان من أجل عرض أسلحة عسكرية متطورة ومنظومة دفاع جوي للجيش اللبناني برغم أن تسليح الجيش اللبناني يعود لأمريكا والغرب، وهو يفعلون ذلك ليظهروا للعالم بان إيران ما يزال لها متنفسا مع تلك الدول وبعد تخوفها من تلك التهديدات. ومع مواصلة النظام الإيراني لنهجه ، ومع معاناة الشعب الإيراني وانتهاك ابسط حقوقه هل ما تزال تلك الرموز الدينية ترضى طموحات الشعب الإيراني بعد تلك الأعوام ، فمن خلال المظاهرات الأخيرة والأحداث التي يقوم بها الشباب في إيران يثبت وجود غضب كامن ، إذ تشهد الساحة الإيرانية منذ العام2007 مظاهرات تندد بارتفاع مستوى المعيشة والفساد المالي الذي يمس جميع مؤسسات الدولة ومعاناة غالبية الشعب الإيراني، إذ يري الكثير من الطبقات الاجتماعية بأنها لم تجن ثمار السياسة الاقتصادية للنظام الإيراني طوال تلك السنوات ،باستثناء قيام الدولة الآن وسط العقوبات الدولية والتحديات الأمريكية بعمليات تحايل مع بلدان الاتحاد الأوربي على العقوبات الاقتصادية ضد إيران ورغبتها في إنقاذ الاتفاق النووي، حيث قامت بروكسل مؤخرا بإنشاء شركة تتولى تحويل الأموال بين إيران وبين دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت تتعامل في السوق الإيراني بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية مع إيران. هكذا تريد أوروبا التحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران ، الأمر الذي يثبت من أننا لسنا أمام نفس المشهد الإيراني في فبراير من عام 1979 بسبب وجود متغيرات دولية ووجود جيل جديد من الشباب وكثير من الصراعات الخارجية أدت إلى تأخر الشباب الإيراني ومعاناته مع الفشل الاقتصادي والسياسي والجغرافي الذي تعيشه إيران وانعكاس ذلك سلبا على الشعب الإيراني ، وقد شهدت السنوات الأخيرة اعتراضات ومظاهرات وتحركات ضد سياسة الملالي الفاشية ومفهوم تصدير الثورة وتدخله في شؤون دول الجوار، ،وما نجم عن الثورة من إرهاب وقمع وصراعات إقليمية ودولية ،ومن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الداخلية وانهيار العملة الإيرانية ، وبما يبتعد كثيرا عن تطلعات الشعب وطموحاته وتململه من النظام الفاشي الذي أخر إيران ودفنها في هذا القالب الديني الذي جاءت به ثورتها وبما خلفته للشعب الإيراني والدول الإسلامية والدولية من إرهاب وكوارث ونزاعات وظلامية .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.