سيل من الفتاوي التي تزيد الفرقة في المجتمع وحدة الاحتقان في الشارع مثل الفتوي التي رددها بعض الشيوخ في مظاهرات التيارات الدينية أن قتلي 'الاسلاميين' في الجنة وقتلي 'الليبرالين' و'العلمانين' في النار، بجانب الهجوم علي بعض الاعلاميين، مما حدا ببعض كبار العلماء أن يعيب علي مطلقي مثل هذه الفتاوي ويطالبهم بالرجوع عنها. وكيل وزارة الأوقاف الدكتور سالم عبد الجليل أكد أن إصدار مثل هذه الفتوي يزيد حالة الاحتقان وأنه يجب التصدي لها بمعرفة شروط من له حق الفتوي فليس لأحد حق إصدارالفتوي و الأحكام علي الناس بشكل مطلق فدور علماء الشريعة وعلماء الدين هو إظهار الحلال والحرام والجائز وغير الجائز شرعا ويكون ذلك علي أسس من القواعد والضوابط الشرعية. وأما عن إصدار الأحكام علي من يقتل بأن في الجنة او النار فيؤكد عبد الجليل أن هذا الأمر لايعلمه الا لله ولا يحق لأحد أن يوزع الصكوك و يقول فلان في الجنة أو فلان في النار إلا رسول لله صلي لله عليه وسلم كان يقول هذا، أما نحن فلا نملك الحديث عن هذه الامور الغيبية وإن كان القران قد وضح من في الجنة ومن في النار.. ولا ضير أن نتناقل هذا عن كتاب ربنا دون ان نحكم علي أحد بأن نقول يا فلان أنت في النار فهذا لايجوز أبدا، من مات علي كفر فهو في النار، فلابد انه سيدخل النار أنا لاأدري إن كان لله تعالي قد يختم له بالإيمان حياته. وأوضح عبد الجليل أن التيار الاسلامي هدفه الاستحواذ علي المؤسسة التشريعية من خلال الحصول علي الأغلبية في البرلمان المقبل بأي شكل وهو ما جعل الخلافات السياسية تتحول الي فتاوي دينية لتكون مصر الخاسر الأكبر في هذه الحرب بين جميع التيارات المتناحرة في مشهد غاب عنه العقلاء من المخلصين من أبناء الوطن. أما عضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور محمد مختار المهدي فيقول إن تفشي ظاهرة الفتوي في هذا التوقيت وراءه أغراض لكل متحدث وكل شخص يتكلم عن نفسه أو حزبه أو عن أمله ومستقبله لامانع عنده أن يطعن في الآخرين ويركب الموجة ويسيء لغيره ولأشياء كثيرة، فالأزهر أوضح كل مقاييس الإيمان والتكفير فلا يمكن أن أصف أحداً بأنه كافر إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو أنكر ضرورة أو أنكر الاسلام نفسه وصلاحية الانسان لحكم الحياة في غير ذلك لايمكن أن نحكم علي إنسان أنه كافر ولو احتمل الكلام الذي نسمعه من شخص 99% كفرا و1% ايمانا لا أحمله علي الكفر فيجب علي الجميع ان يبتعدوا عن تصنيف الناس هذا مسلم وهذا كافر فعملية الايمان امر قلبي كما أخبرنا الرسول صلي لله علية وسلم لا يصل اليه أحد لكن معرفة الكفر تكون بالأثر الناتج عما في قلبه كأن يقف شخص علي المصحف أو واحد يقول الإسلام كان زمان وينفي وجود الاسلام أو يقول محمد من زمان غير الزمن وينفي صلاحيته او ينكر معلوما من الدين بالضرورة، اما غير ذلك فلا يحق أن يصدر انسان علي إنسان حكما لأن هذا يحتاج إلي القضاء بعد التحقيق وليس لأحد حق الفتوي أو الحديث في الدين سوي المتخصص ويتساءل لماذا نأخذ بالتخصص في الهندسة والطب وغيرهما دون الاعتراض علي ذلك؟ فمن باب أولي نرجع التخصص في الدين والشريعة لأهله وأقصد الأزهر وعلماءه. وتري أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير أن مسألة توظيف الدين وانفراط عقد الفتوي لتوزيع الصكوك في المرحلة كل حسب هواه وحسب مايريد أن يربح في تجارته وكلها بعيدة تماما عن صحيح الدين فالإسلام لم يعط وصاية ولا ولاية لأحد علي أحد أو لانسان علي أخيه الانسان بل علينا جميعا أن نتأدب أمام لله بمعني أننا نتكلم بصحيح الدين وبوسطيته وبأدب القول والابتعاد عن خشن القول والتلاسن هذا هو الذي كلفنا لله فيه أما ما نراه في الساحة بأن هناك من يطلق الكفر أو يمنحه للانسان أويمنحه الاسلام ليس هذا من فعل البشر فرب العزة عندما يكلم رسوله الكريم فيقول له 'لست عليهم بمسيطر''ماعليك إلا البلاغ''أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين' فإذا كان ربنا سبحانه وتعالي يحذر نبيه الكريم ويوصيه هذه الوصايا. وأري جرأة الإنسان في هذه المرحلة أنه يمارس هذه الوصايا وهذه المنح بالجنة والنار اللتين يمنحهما لمن يريد من الناس سواء من باب الكراهية أو من رغبة التهديد أومن حب التطاول أو أنه يعطي لنفسه مرتبة المنح في أمور أخروية لا يعرفها إلا رب العزة فهي تدل علي أمرين: الأول عدم التأدب مع رب العزة فالله تعالي يعذب من يشاء ويعفو عمن يشاء والانسان لايمتلك إلا الدعاء، الأمر الثاني ان هذا اغتيال معنوي من قبل انسان لأخيه الانسان بأي حق يسحب منه الايمان ويضعه في خانة النار أو حتي في خانة الجنة من أدراك أنه من أيدها صحيح الدين أهل الجنة أومن أهل النار و هذه كلها سلوكيات كانت تعاني منها أوربا في زمن سيطرة رجال الكنيسة وتحذرالدكتورة آمنة من هذا السلوك لأن نهايته غير محمودة مطالبة بأن يتعلم الجميع كيفية الأدب مع لله والعلاقة الطيبة مع الانسان وأن نبتعد عن هذه الوصايا التي لم تمنح من قبل لله لاحد ليمارسها علي غيره. وطالب أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور محمد النشار بإيقاف مثل هذه الحروب التي تدمر الوطن علي ان يحدد الازهر من له حق الفتوي لايقاف كل من يتحدث في الدين وباسم الدين دون إجازة من العلماء الكبار المشهود لهم في ذلك دون قصرها علي مؤسسة الازهر فقط ولكن هو من يضع شروطها العامة لتوسيع الدائرة ولكن بشكل صحيح لقول النبي: 'بلغوا عني ولو اية' ولكن يشترط تلقي العلم الشرعي والحصول علي اجازة فيه.