هى سلع بسيطة الصنع ،ومنتجة من خامات محلية، وتوفر فرص عمل لآلاف الشباب فى مصانع تنتج وتوفر دخلاً قوميًا إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتى فى السوق المحلى من تلك الاحتياجات، تلك السلع بدأت تتلاشى شيئًا فشيئًا حتى أصبح السوق مفتوحا أمام السلع المستوردة التى بالطبع تقل كثيرا فى الجودة والاسعار عن تلك التى كانت تنتج محليا. وإذا اقتصرنا فى حديثنا على تلك السلع التى تلبى الاحتياجات العادية للأسر المصرية، مثل الملابس والأحذية والجلود والأثاث والأدوات المنزلية، ودون التطرق إلى الصناعات الثقيلة، فإننا نلاحظ تراجعا كبيرا فى إنتاج هذه السلع محليا،على الرغم من أنه فيما سبق من سنوات كانت تقريبا تغطى احتياجات السوق المحلى، فعلى سبيل المثال صناعة الملابس التى كانت مزدهرة فى الماضى، لم تعد كما كانت وتراجعت، بسبب زيادة تكاليف الإنتاج، وبالتالى ارتفاع أثمانها، ما أدى إلى لجوء المستهلك إلى المستورد وهو الأرخص دون الالتفات إلى جودة المنتج. فيما مضى لم تكن الألياف الصناعية تعرف طريقا لصناعة الملابس، فقد كانت الأقمشة المصنوعة من القطن المصرى الخالص، متنوعة لكل الأعمار والمستويات، وكانت صناعة التريكو وغزل الأصواف، كفيلة بصنع ملابس شتوية فاخرة، وكانت مهنة «الترزى» و«الخياطة» مزدهرة، وتلبى احتياجات معظم الأسر،كما كانت توفر فرص عمل للكثيرين، أما الآن فقد تلاشت هذه المهن تدريجيا، وتوقف بعض من مصانع الغزل والنسيج، وحتى التى تعمل منها إنتاجها ضعيف بسبب، عدم تطوير الماكينات، وبالتالى فتح الباب على مصراعيه أمام الأنواع الرديئة من الملابس المستوردة. نفس الأمر حدث مع صناعة الجلود، حيث كانت الأحذية والشنط تصنع فى ورش ومصانع من أجود أنواع الجلود، وكانت تلبى احتياجات كثير من المواطنين، غير أن معظم الصناع المهرة تقدم بهم العمر، وهجر الباقون الصنعة، بسبب عوامل السوق التى فتحت الباب أما استيراد أنواع رديئة من الجلود الصناعية،لتنافس المحلية ،وبالتالى تكون الغلبة للأرخص،ففى ظل الأعباء الاقتصادية لا يبحث الكثيرون عن الجودة ولكنهم يبحثون عما «يمشِّى الحال»، وهكذا أصبحنا الآن نبحث فى الفتارين عن قطع محلية الصنع، فلا نجد الا بصعوبة. الأدوات المنزلية هى الأخرى، كان لها نفس المصير، فهى أيضًا تدخل منافسة ضارية لصالح منتجات دول أخرى، بعد أن كان الإنتاج المحلى من الأوانى الالمنيوم ومنتجات الصينى والخزف والزجاج تغطى الاستهلاك، أما عن صناعة الأثاث فحدث ولاحرج عما أصاب هذا القطاع الحيوى فى مقتل بسب الاثاث المستورد من الصين بالاساس ودول أخرى عموما، فمحافظة دمياط التى كانت تضم بين شوارعها ومدنها وقراها الصغيرة ورشا لتصنيع الأثاث، وكانت وجهة كل المقبلين على الزواج لتأثيث بيوتهم، وكانت تصدر إنتاجها لبعض الدول العربية، أصبحت الآن تعانى الركود والكساد، بسبب استيراد أنواع رديئة من المنتجات الخشبية بأسعار أقل كثيرا، وبالتالى اتجه الراغبون فى شراء الأثاث إلى هذه المنتجات المستوردة. لماذا لا نعيد الروح لصناعاتنا المحلية البسيطة التى كانت تغنينا كثيرا عن الاتجاه إلى شراء تلك المنتجات المستوردة رديئة الصنع؟ ولماذا سمحنا لصناعتنا بالتقهقر إلى الخلف.....؟