لم يكن مجرد افتتاح مبهر لبطولة الأمم الأفريقية ولكنه رهان الصابرين المؤمنين بقدرهم ووطنهم.. بين روعة التنظيم وبهاء الاحتفالية دارت ليلتنا الأولى تحت عنوان مصر جايه وتقدر بكل قوه وثقه وامتلأت صدور المصريين بل وصدور كل أبناء العروبة وأبناء أفريقيا بمشاعر الفخر والعزة. بعد أقل من 5 شهور من اختيار مصر لتنظيم فعاليات أكبر بطولة فى القارة الأفريقية بهذا الحجم والعدد المشارك تأتى مصر لتقول «هنا القاهرة» عاصمة التاريخ والمستقبل وهنا أبناء مصر الابطال اصحاب العبور الدائم والعزيمة التى لا تلين فيخرج حفل الافتتاح بهذا الشكل الراقى ويرى العالم بأسره عبر الشاشات شوارع القاهرة واستادها الكبير كأفضل ما يكون من حيث الشكل والتنظيم وكأننا نستعد لتلك البطولة منذ سنوات ولكنها الإرادة المصرية وحالة التحدى التى نعيشها مؤخرًا حين نقرر وننفذ فيكون الأداء رائعًا مهما كانت الصعاب. مر الافتتاح الذى شرفه الرئيس السيسى بالحضور رائعًا فى أجواء آمنة لضيوف مصر والفرق المشاركة وامتلأت جنبات استاد القاهرة عن آخرها بأبناء مصر وشبابها فى شكل مبهج يبعث للعالم بأسره رسالة قوية بأن أبناء هذا الوطن على العهد دائمًا فى الاصطفاف خلف رايتهم وفريقهم بكل التزام ودون أن يعكر صفو الليلة ولو حدثًا فرديًا واحدًا.. إنهم أبناء مصر حين يرفعون علم بلادهم فتختفى حينها كل الانتماءات ويبقى عشق الوطن ورايته الواحدة مرسومًا على الوجوه ومحفورًا فى القلوب. فى المنازل والنوادى وحول الشاشات العملاقة فى كل أرجاء مصر كنا نتابع هذا التجمع الذى افتقدناه منذ حين وتلك الأسر المصرية الطيبة التى جلست معًا لهدف واحد وهو مشاهدة كيف سيكون الحدث الكبير بعد 13 عاما من الغياب منذ أن نظمنا بطولة 2006 وكيف استعد منظمو البطولة ومن خلفهم كل الدولة المصرية لهذا الحدث فى توقيت ضيق ولكن بمجرد بداية البث عبر القناة المصرية الوطنية المميزة التى خصصت لتغطية البطولة بالمجان لأبناء مصر كانت السعادة الممزوجة بالفخر تكسو الوجوه فى كل التجمعات فما شاهدناه كان دليلاً وبرهانًا على أننا على الطريق الصحيح نحو دولة عصرية قوية قادرة على اجتياز أى اختبار وكسب أى رهان. على بركة الله بدأت فعاليات البطولة بنجاح وستستمر هكذا فى كل المحافظات ليسجل التاريخ أن أول بطولة أفريقية بنظام ال 24 فريقا كانت على أرض مصر المحروسة وأننا كنا على قدر الحدث وفوق كل التوقعات ويتبقى فقط أن نفرح فى النهايه بفوز منتخبنا المصرى بالكأس ليهنأ أبناء الوطن ويمتزج الفخر بالسعاده ونحن نرى علم مصر خفاقًا على منصة التتويج للمرة الثامنة فهذا قدرنا وتلك منزلتنا كرواد للقارة فى شتى المجالات... عظيمة يا مصر.