تنتظر أسرة الشاب مصطفي جبر الشريف الذي قتل في احدي محطات المترو بإيطاليا وصول الجثمان عبر احدى طائرات مصر للطيران تمهيداً لدفنه بمسقط رأسه بمقابر قرية الكرما التابعة لمركز السنطة بالغربية . وكان الشاب مصطفي جبر البالغ من العمر 19 عاماً قد تعرض لحادث قتل بشع علي يد مجموعة من الأشخاص خلال مشاجرة في محطة المترو بمدينة روما الإيطالية . تعود تفاصيل الواقعة عندما سافر الشاب مصطفي جبر الشريف إلي إيطاليا منذ 3 سنوات بطريقة غير شرعية عبر مركب صغير يضم المئات من الشباب والصبية الصغار حيث التقفتهم السلطات الأمنية واتخذت معهم الإجراءات المتبعة بحسب القانون الإيطالي الذي يحظر إعادة المهاجرين دون سن ال 18 عاماً إلى بلدهم الأصلي ويتم إدخالهم في أحد مراكز الإيواء حتى يبلغون السن القانوني , وفي غضون أشهر قليلة استطاع مصطفي استخراج أوراق له وحصل علي الإقامة هناك كما تمكن من الحصول علي فرصة عمل في مغسلة بالعاصمة روما , ظل يعمل ليل نهار حتي يستطيع إثبات نفسه وتكوين مستقبله وتحقيق هدفه المنشود , لكن بمرور الوقت بدأ يشعر أن السفر والغربة لم تحقق طموحه فالعائد المادي من العمل لم يعد يكفيه كما كان يتوقع , ذات يوم استيقظ مصطفي مبكراً للذهاب لعمله في المغسلة وتوجه لميدان محطة مترو ليدو في مدينة أوستيا بروما بصحبة أحد أصدقائه المصريين , وحدثت مشادة كلامية بينهما وبين أحد الإيطاليين بسبب سوء تفاهم حدث بينهم علي خلفية زعمه قيامهما بمعاكسة ابنته التي تبلغ من العمر 15 عاماً والتحرش بها وتطور الأمر بعد قيام والد الفتاة بالاستعانة ببعض أقاربه وأصدقائه وقاموا بالاعتداء علي الشابين باللكمات والطعنات بالأسلحة البيضاء حتي سقطا علي الأرض وسط بركة من الدماء وتدخلت الشرطة التي قامت بالقبض علي المتهمين ونقل المجني عليهما في حالة خطرة لمستشفى جراسي في بوليسلينيكو أمبرتو ثم نقل الشاب مصطفي إلى المستشفى الجامعي الروماني وخضع لعملية جراحية لكنه لفظ انفاسه الأخيرة هناك متأثراً بجراحه بينما يتلقى زميله العلاج وحالته بين الحياة والموت في المستشفى فيما تم احتجاز جميع المتهمين وعددهم 7 أشخاص وأحدهم من اكوادور في سجن ريجينا كويلي في روما للتحقيق معهم في الواقعة . وفي قرية الكرما التابعة لمركز السنطة بالغربية يعيش جبر الشريف والد الشاب مصطفي في منزل متواضع للغاية وتنتابه حالة من الحزن العميق منذ علمه بوقوع الحادث الأليم وتطل عليه ابنته للاطمئنان عليه من حين لآخر , ويقول الأب المكلوم قائلاً أنه علم بالواقعة من خلال أحد أقاربه يخبره أن نجله مصطفي توفي في مشاجرة بينه وبين بعض الإيطاليين فأصيب بصدمة كبيرة وسقط علي الأرض مغشياً عليه لم يصدق ما حدث ثم بدأ يستعيد وعيه ويتواصل مع ابن شقيقه الذي يعمل في ايطاليا لمتابعة آخر الأوضاع مضيفاً ابني مصطفي كان يساعدني في العمل قبل سفره لكنه أصر علي السفر رغم إلحاحي عليه بعدم السفر نظراً لكون شقيقه الأكبر مسافراً لإيطاليا منذ 7 سنوات وقلت له " حاتسيبنى لواحدي مش كفاية أخوك مسافر " لكنه فاجأني وهاجر وحدثني من هناك وأخبرني بعد شهور أنه عمل في مغسلة بالعاصمة الايطالية روما وكان يتصل من حين لآخر علي فترات متباعدة نظراً لظروف عمله ولقلة امكانياته المادية فكان يقول لي دائماً أن الشغل بسيط والحال ضيق وقبل الحادث بشهرين عاد شقيقه الأكبر عبد الفتاح للبلد وكان يستعد هو الآخر للعودة قبل العيد وبدأ في تجهيز نفسه وقام بشراء بعض الملابس والهدايا استعداداً للعودة لكنه مات قبل أن أراه وينهمر والده في البكاء مردداً " حسبي الله ونعم الوكيل " قائلاً منذ وقوع الحادث ولم نعلم شيء عن التحقيقات أو كيفية نقل الجثمان وعودته لمصر مضيفاً أنه قام بتقديم طلب للجهات المختصة لإعادة الجثمان علي نفقة الدولة وينتظر وصول الجثمان لاستلامه مشيراً أن دم نجله ليس أقل من دم رجيني الشاب الإيطالي الذي مات في مصر وانقلبت الدنيا عليه مطالباً بالمساواة وتحقيق العدل في هذه الواقعة نافياً ما تم تناوله عبر الصحف الإيطالية بشأن قيام نجلة بمعاكسة احدي الفتيات قائلاً أن نجله علي خلق متسائلاً هل من المنطقي أن يحق لشخص أن يعتدي علي شخص آخر بهذه الطريقة لمجرد خلاف بسيط ؟ أما شقيقه المجني عليه وتدعي حكمت جبر فتقول أن شقيقها كان شاب جدع وفي حاله ويسعى لفعل الخير طوال عمره وكان يريد أن يحسن من معيشته ومعيشة الأسرة فقرر السفر وتحمل المعاناة حتي يحقق ما يريد لكن القدر لم يمهله مطالبة بالقصاص من قتلة شقيقها ومساواتهم بواقعة ريجيني مرددة حسبي الله ونعم الوكيل .