قال الدكتور " حازم شاهين " رئىس قسم الأدوية بكلية الطب البيطرى بجامعة دمنهور و رئيس لجنة البحث العلمى بالاتحاد العربى بمجلس الوحدة الاقتصادية ، أن العصر الحديث شهد خلال السنوات الماضية تزايد الاهتمام الدولي في تضمين مفهوم الإستدامة في التعليم، بغرض بناء جيل جديد و جيل المستقبل، القادر على التعامل مع التنمية المستدامة بمفهومها الحقيقى ، موضحا الوضع الراهن أصبح المجتمع العربى و الدولى إيضا أصبح يعيش في زمن سريع التغيرات فضلا إلى كونه يتسم بالمنافسة الحادة فى مختلف المجالات ، مما يبرز أهمية التعليم وإعادة تشكيل مناهجة وآلياته حتى تنسجم مع الإحتياجات المجتمعية، وتتوافق مع المتغيرات التقنية والإعلامية، التي تشهدها المنطقة. وأكد " شاهين " أن أساس الاهتمام بالتنمية المستدامة هو الهدف الأساسي للمرحلة المقبلة، وان هذا الهدف لا بد أن يبدأ بالاهتمام بالتعليم بمختلف مراحله وأركانه، خاصة القائمين عليه، من أساتذة وعاملين وأدوات التعلم وغيرها بهدف رفع قيمة المواطن فى شتى المجالات . وأضاف " شاهين " أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للاستدامة تتمثل في التركيز على حياة الأجيال المستقبلية وجودة الحياة وبالتالي، إيجاد مجتمع قادر على التفهم والعمل لحماية المصادر الطبيعية، حيث تستلزم متطلبات الإستدامة المطبقة تثقيف جيل الشباب بطريقة تمكنهم من ممارسة دور قيادي لمواصلة استراتيجية الإستدامة. واشار "شاهين "الى ان تطبيق التعليم من أجل التنمية المستدامة يحتاج إلى استراتيجية محلية واضحة وتكون جزءاً من الشبكة العالمية التي تساعد في تحقيق هذا الهدف، موضحا أن العديد من البلدان في العالم قامت بدمج الإستدامة في أنظمتها التعليمية، كما ان هناك أعداد كبيرة من التجارب التي يمكن الاستفادة منها من أجل تحسين إمكانية التعليم لخلق جيل شباب جاهز لبناء قدرات معرفة استدامة عالية، ودعم ثقافة الإستدامة المحلية. وأكد "شاهين " أن التنمية المستدامة حولت اهتمام السياسات الاقتصادية من مجرد تحقيق النمو الاقتصادي ، إلى تحقيق التنمية بمفهومها الواسع الذي يأخذ في الاعتبار الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة وأضاف "شاهين " أن التعليم يعتبر حق للجنسين كونه أحد الأهداف الإنمائية للألفية، وفقا لما أكده تقرير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بشأن التنمية البشرية على أن التنمية المستدامة لا يمكن اختزالها في البعدين الاقتصادي والسياسي، بل يجب كذلك مراعاة الأبعاد الثقافية والاجتماعية والإيكولوجية والإنسانية والروحية، مما يجعل دور التعليم حاسماً بقدر أكبر. واوضح "شاهين " ان الحدّ من الفقر والقضاء على الجوع وتوفير التعليم للجميع وزيادة المستويات التعليمية للشباب وتعزيز المساواة بين الجنسين، يعد بعض الأهداف التي تتيح في رأي برنامج الأممالمتحدة الإنمائي المضي صوب تحقيق أشكال من التنمية المستدامة ، كما ان التعليم ومؤسساته يعتبر أحد العوامل المؤثرة في عمليات النمو والتنمية الاقتصادية، حيث يُعدّ إسهام التعليم في التنمية من أهم القضايا الجوهرية التي عالجها علماء الاقتصاد والتربية، وتركز اهتمام الباحثين على العلاقة بين التعليم والتنمية وعوائدها على النمو الاقتصادي ودور القوى العاملة المدربة في ذلك. وذكر "شاهين انه لا يمكن ان ينحصر دور التعليم المتعدد الأوجه في مجال الإستدامة في جانبه الإيجابي، إذ يمكن أن يعزز ممارسات غير مستدامة. وانه من خلال ذلك الاستهلاك المفرط للموارد، والإسراع في تآكل معارف السكان الأصليين وطرق عيشهم ذات الاستدامة النسبية ، قد يتطلب الأمر تكييف التعليم وتحويله لضمان تأثيره الإيجابي . واختتم "شاهين " حديثة مؤكدا على ان التنمية المستدامة في ظل التعليم هي العمليات التى بمقتضاها توجه الجهود لكل من الأهالي والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية فى المجتمعات المحلية لمساعدتها على الاندماج فى حياة الأمم، والإسهام فى تقدمها بأفضل ما يمكن. إذن التنمية بمفهومها العام، تتضمن تطوير الأرض، والمدن، والمجتمعات، وكذلك الاقتصاد، والأعمال التجارية، والمشروعات، والأنشطة، واستهلاك الموارد، وما يصحب ذلك من زيادة فى عمليات الإنتاج فى المجالات المختلفة وفقا لتوجهات الدولة واستراتيجة 2030 و دعوات الرئيس السيسى باعتبار عام 2019 عام التعليم . الذى أوجد جميع المقومات و البيئة الخصبة من أجل تعزيز الإستدامة الشاملة فى مصر.