فى عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكى بالإجماع على مشروع صاغه المستشرق البريطانى، يهودى الديانة برنارد لويس، وهذا المشروع أطلق عليه اسم حدود الدم blood borders يهدف إلى تفتيت وتمزيق الدول العربية الى دويلات على أساس دينى ومذهبى وطائفى وعرقي. وفى عام 2005 أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بحديث صحفى مع جريدة واشنطن بوست الأمريكية، وصرحت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتزم نشر الديمقراطية فى العالم العربى والتدخل لتشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، وفى حديثها هذا استخدمت تعبير الماسونية، المذكور فى بروتوكولات حكماء صهيون حيث أعلنت أن أمريكا ستلجأ إلى الفوضى الخلاقة creative chaos. ومن ضمن تلك البروتوكولات الصهيونية البروتوكول الرابع، الذى يقول: سنخطط خلال مراحل متنوعة، أولاها فترة الأيام الأولى لثورة العميان التى تكتسح وتخرب ذات اليمين وذات اليسار، والثانية هى حكم الغوغاء الذى سيؤدى إلى الفوضى بسبب الاستبداد من الناحية الرسمية، كل ذلك سيحدث فى وقت واحد وعندها سنعلن سلطتنا على جميع الأقطار، بعد أن تعلن الحكومات أنها غير قادرة على حكم الشعوب، كل ذلك سيستغرق زمنا طويلًا ربما قرنًا. ولا ننسى أن بوش الابن رئيس أمريكا، قد أعلن فى نوفمبر 2003 أن واشنطن ستتبنى استراتيجية جديدة فى الشرق الأوسط ،وفى عام 2004 طرح بوش الابن مبادرة الشرق الأوسط الكبير على قمة مجموعة الثمانى التى عقدت بولاية جورجيا، والجدير بالذكر أن تلك المبادرة تمت الموافقة عليها من مجموعة الثمانية حينذاك. كانت 11 سبتمبر 2001 نقطة التحول التى أظهرت الوجه القبيح للولايات المتحدةالأمريكية، والخطوات التالية التى اتخذتها لتنفيذ مخطط برنارد لويس والبروتوكولات الصهيونية، ففى عام 2011 تم اجتياح أفغانستان وبعدها بقليل فى عام 2003 تم اجتياح العراق، وذلك كبداية لتنفيذ ذلك المخطط. ولكن أدركت الماسونية العالمية وأذرعها بقيادة أمريكا، أن الثمن سيكون باهظًا جدًا فى حال استخدام الطرق التقليدية المتمثلة فى الحروب المباشرة، وفى يونيو 2004 فى مقال له بمجلة foreign affairs كتب نائب وزير الدفاع الأمريكى وعميد كلية الحكومة فى جامعة هارفارد، أن القوة الناعمة soft power هى الوسيلة المناسبة لتحقيق المصالح الأمريكية بدلا من صدام الحضارات. بعدها بدأ المخطط الماسونية يأخذ أبعادا أخرى من سيناريوهات التخطيط، عن طريق إنشاء ودعم وتمويل منظمات المجتمع المدنى ومعها تم استقطاب بعض الشباب العربى الجائع إلى المعرفة والثقافة، لتطويعه وتشكيله وتوجيهه للمطالبة بالحرية والديمقراطية، عن طريق المطالبة بإسقاط أنظمة الحكم . ومن أبرز مؤسسات المجتمع المدنى التى لعبت دورًا أساسيًا فى ثورات الخريف العربي، هى منظمة فريدم هاوس والذى وقف وراء تمويلها ودعمها الملياردير الأمريكى اليهودى جورج سورس، وقد ضمت تلك المنظمة شخصيات كبرى ذات ارتباط بالبيت الأبيض، مثل وليم تافت ابن السفير الأمريكى السابق وليم تافت وحفيد الرئيس الأمريكى السابق وليم هاورد تافت، ومعه بعض الشخصيات العربية أمثال سعد الدين إبراهيم وآخرين . وكان لحروب الجيل الرابع والخامس دور كبير فى المخطط الماسونى، ففى ديسمبر 2008 فى مدينة نيويورك عقدت قمة لتحديد وإشراك حركات الانترنت، خلال القرن الحادى والعشرين فى منظمة واحدة واشترك فى القمة وزارة الخارجية الأمريكية مع شركات إعلامية عالمية كبري، واتفق الحضور على توحيد وإنشاء شبكة عالمية لتمكين الشباب بالتواصل لمحاربة التمييز والعنصرية والاضطهاد. كل تلك السيناريوهات الناعمة التى تم استخدامها بدلا من السيناريو التقليدى للحروب العسكرية، جاءت ثورات الخريف العربى نتاجا لها وما تم التخطيط له منذ عام 1983 فى الكونجرس الأمريكى وموافقته على مشروع برنارد لويس، ففى عام 2011 اجتاحت ثورات الخريف العربى المدعومة بالمخطط الماسونى كثيرا من الدول العربية وعندها ظهر بقوة دور منظمات المجتمع المدني، التى هى أداة من تلك أدوات ذلك المخطط ومعها الشباب العربى الذى تم استقطابه كعشب لحريق أوطان تلك الدول . عندها أدركت الماسونية العالمية وابنها البكر أمريكا وذيولها حول العالم، أن قطف الثمار بات قريبًا، لكن حدث ما لا يمكن أن يكون داخل سيناريوهات المخطط، وهى ثورة 30 يونيو العظيمة التى قامت لتجتاح مخطط برنارد لويس وكل بروتوكولات صهيون، ومعها مليارات الدولات التى تكلفها ذلك المخطط، وبعدها استيقظ العرب من غفوتهم وبدأوا يواجهون المخطط بشكل عملى تنموي. ولكن سيظل الصراع قائما بين بروتوكولات صهيون وبين الدول العربية وعلى رأسها مصر التى هى مقر ونبض قلب الوطن العربى ولن يحدث الانتصار إلا اذا كانت الشعوب على يقظة تامة وإدراك ووعى بذلك المخطط.