بين الحين والآخر يخرج علينا نجيب ساويرس بتويتة يهاجم فيها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقد أتحفنا ساويرس بتويتة جديده قال فيها إن عبد الناصر (خرب البلد وكتم الحريات)، بالضبط كما كتب تويتة سابقة قال فيها إن أيام عبدالناصر كانت أيام سوداء، وأنا هنا أريد أن أقول ردًا على هذه الادعاءات والأكاذيب: 1- إن زمن عبدالناصر كان زمن النضال والكفاح من أجل التحرر الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. 2- إن عبدالناصر لم يعرف الطريق إلى الاستسلام والهروب إلى الخارج كما فعل البعض في الأزمات، فهو رفض الاستسلام للإنذار البريطاني الفرنسي يوم 30 أكتوبر 56 ولم يركب طائرته ويهرب أو يرسل بأسرته خارج البلاد، بل قاتل وبقي مع الشعب وذهب إلى الازهر ليتحدى ويعتلي منبره ويقول سنقاتل. 3- تحمل بشجاعة الرجال المسؤولية عن هزيمة يونيه 67 ولم تجئ نهاية 67 حتى استطاع استكمال قدرات مصر الدفاعية وبدأ الاستعداد لحرب الاستنزاف التي مهدت لانتصار أكتوبر 73. 4- كان عبدالناصر منحازًا إلى العدالة الاجتماعية ويرفض الاحتكار ويعادي الطبقات الطفيلية التي سعت إلى تحقيق ثرواتها غير المشروعة علي حساب الشعب، وكان يرى أن مخاطر الصراع الطبقي تزداد بمقدار ما تتزايد الفوارق بين الطبقات، مما يؤدي إلى إسالة الدماء واشتعال الحرب الأهلية بين الفقراء والأغنياء، وهكذا صدرت قوانين الإصلاح الزراعي وقوانين تأميم البنوك ثم قوانين التأميم في 61 ثم قوانين الحراسة، وكانت تستهدف جميعها تحقيق التوازن والعدل، فكانت التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي أنهت الصراع الطبقي والذي كاد يودي بمصر إلى الهاوية. لقد حافظ عبدالناصر علي المال العام ولم ينهبه أو يهرِّبه إلى خارج البلاد، بل عاش فقيرًا ومات فقيرًا ولم يجدوا في حوزته بعد رحيله أكثر من أربعة آلاف جنيه. 5- ليس صحيحًا أن عبدالناصر خرب البلد كما يدعي ساويرس، فقد بنى وخطط وأنشأ المصانع التي لا تزال شاهقة، كما أن الاقتصاد تحمل عبء إعادة بناء القوات المسلحة وإعادة بناء السد العالي وعبء تثبيت الأسعار حتي في ظل عدوان 67 وإعادة بناء القوات المسلحة. 6- رغم كافة هذه الظروف الصعبة فعند رحيل عبدالناصر كان مجموع الديون التي تتحملها مصر فقط 4 مليارات دولار ديونًا عسكرية ومدينة ولم تزد نسبة التضخم عند رحيله على 5% سنويًا. 7- أما عن كبت الحريات فأنا أقول لساويرس إن الإبداع الفكري والثقافي والفني لم يتجلَّ إلا في فترة الستينيات، كانت رؤية عبدالناصر للحرية والديمقراطيه معلنة، لا حرية سياسية بدون حرية اجتماعيه إذ كيف يمارس الجائع حريته؟ وأخيرًا.. إذا كان نجيب ساويرس مصممًا على التطاول على عبدالناصر منطلقًا من رؤية اجتماعية ضيقة، فأنا أقول له إن تقييم التجارب التاريخية يختلف عن لغته في التجارة وتقييم البضاعة، وإذا لم تكن تعرف عبدالناصر وقيمته يا سيد ساويرس فانزل وواجه الشارع وساعتها أراهنك إن عرفت تفلت من الجماهير وغضبتها. وهناك حقيقه تتأكد كل يوم (قل لي من أعداؤك لأعرف من أنت).