«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد فؤاد نجم يسجل شهادته عام 98 :أنا بقي وعادل حمودة
نشر في الصباح يوم 25 - 01 - 2014


الجياد.. لا تباع فى السوبر ماركت
بقلم عادل حمودة:
هل هو نفسه أحمد فؤاد نجم الذى مشينا وراءه فى يوم من الأيام منومين بسحر شجاعته وجرأة قصائده.. كيف انقلب من شاعر يحطم أصنام السياسة إلى شاعر يغنى على ربابة.. من دفع قدمه لتفلت عن حافة شرفة هذا الوطن.. دون أن يجد شرفة.. ليظل معلقًا بين السماء والأرض ما الذى أغراه أن يتكلم بلسان غير لسانه، ويأكل طعامًا غير طعامه.. ويسامر أصحاب غير أصحابه، وينسى أنه كان يقتسم مع البسطاء أفراحهم وأحزانهم ليقبل تكريمًا فى ملهى ليلى بمناسبة عيد ميلاده السبعين.. يبدو بجلبابه الشهير فى هذا المكان الغريب، وكأنه فى حفلة تنكرية.. أو فى جلابية فلا المكان مكانه، ولا الجمهور يناسب ولا أشعاره يمكن أن تولد هناك. هل هو نفسه الشاعر الذى أدمنا شعره أم أننى واهم ومصاب بالهواجس والوساوس.
أشعاره كانت تعيش على الفول والعدس لا على الفواجرة والسيمون فيميه، أشعاره كانت تتحدث عن الصحافة لا عن البورصة وشركات الصرافة رغم كل التساؤلات فإننى لن أضع علامة استفهام واحدة.. فنحن فى زمن لا يعرف علامات التعجب والاستفهام.. ومن كثرة الدهشة لم نعد فى دهشة.
إن أحمد فؤاد نجم ليس أى شاعر حتى نتركه يقبل ما لا يجب أن يقبل.. أن يفعل بنفسه ما لا يجوز أن يفعل، فنحن نمتلكه أكثر مما يمتلك هو نفسه، وهو جزء منا تكون فى وقت كنا فى حاجة إليه هو جزء من تاريخ هذا الوطن، ومن ثم فليس من حقه أن يتصرف دون مشورتنا، ودون أن يضعنا فى حساباته.
لقد خرج مثل كل الأشياء الجميلة معمدًا بالنار والحديد المنصهر جاء فى الوقت المناسب وكنس مستوطنات العنكبوت التى نشرت خيوطها فى هزيمة يونيو 1967 جاء ليغرز مسمارًا حادًا مدببًا فى عقولنا التى كانت فى حالة استسلام واستكانة وبدا فى ذلك الوقت مثل راهب بوذى ثائر قرر أن يحرق نفسه فى الطريق العام لينبه الناس أنهم فى حاجة للتطهر والاستشهاد على رمال سيناء، لا على مكاتب النفاق العام، فى هذا الوقت خرج من رحم الصبر والمعاناة شاعر اسمه أحمد فؤاد نجم كانت مهمته تكدير السكوت بالأنغام أو إشعال الحرائق فى الوجدان العام.
كان جيلنا على عتبة الحياة الجامعية حين جاء الزلزال.. وزلزال الهزيمة الذى كان مثل دبوس فرقع بالونة الذات التى كانت منتفخة على آخرها.. فكان أن رحنا مثل رفاق الإمام الحسين نجلد أنفسنا، وكأننا نحن السبب فيما جرى.. ولأن ما جرى كان أكبر من أن يفسره أحد أو يتجاوزه أحد، فقد كنا فى حاجة إلى قشة نتعلق بها لعلنا لا نغرق أو نذهب ضحية الاكتئاب العام، كنا نحب جمال عبدالناصر كما نحب أنفسنا لكننا لم نستوعب ما جرى فرحنا نعلن مع كل الإيمان به غضبنا منه.. فوجدنا فى قصائد أحمد فؤاد نجم ما ينزع الشمع الأحمر عن هذا الغضب فرحنا ننسخها فى دفاتر المحاضرات التى بدت خافتة.. باهتة.. بالية.. كانت هذه القصائد شهادة لا تقبل الزور على العصر ووثيقة دفاع عن النفس فى جناية وطنية عامة لم نرتكبها، وإن وجدنا أنفسنا نحاكم عليها، لم تكن ماكينة الفوتوكوبى قد اخترعت بعد عندما رحنا نكتب بأيدينا مئات النسخ من كل قصيدة طازجة.. ساخنة يكتبها أحمد فؤاد نجم، ولم نكن نصدق ما يقول ما نردده وراءه: «الحمد لله خبطنا تحت باطاتنا يا محلا رجعة ظباطنا من خط النار يا أهل مصر المحمية بالحرامية.. الفول كتير والطعمية إيه يعنى فى العقبة جرينا واللا فى سينا وهى الهزيمة تنسينا أننا أحرار إيه يعنى شعب فى ليل ذله.. ضايع كله ده كفاية بس أما تقوله إحنا الثوار.. أشعار تمجد وتعاين حتى الخاين وإن شاالله يخربها مداين عبدالجبار».
ورحنا نتبعه فى كل مكان كان يبدو لنا بطلًا فى تحطيم القناعة التى لا تقهر وجدنا أنفسنا نخترق حوارى الغورية والباطنية لندخل بيتا لم يكن فيه شىء سوى الجرأة والشجاعة كان فى عيوننا أجمل من قصور غرناطة، إن القصور أحيانا نوع من القبور، أما هذه الجحور فهى دافئة بالحياة وبأشعار أحمد فؤاد نجم وأنفاس المتحمسين له، كانت حارته حارة حوش قدم تسع العالم كله.. هو نفسه كان يراها كذلك «حارتنا مجارى وناموس.. مراية وفانوس.. حجارة وكراسى.. شباب ع النواصى.. دقون ع الكروش.. عرق ع القروش.. بيوت فى الشقوق.. مساء تموت صباحًا تفوق قديمة وغبية.. لبيبة وصبية»، فى هذا المكان البعيد عن النيل والبيانو بار والبيتزا المستوردة من نابولى صنع «أبوالنجوم» مجده وارتفع نجمه فما الذى أفقده الذاكرة ووضعه فى غير موضعه بعيدًا عن أهله وناسه مرة أخرى لا حاجة لنا لعلامات التعجب والاستفهام، فكل الزهور الجميلة فقدت رائحتها ونضارتها، وعرضت نفسها فى سوبر ماركت يبيع كل شىء حتى تاريخ الجياد الأصيلة.
وكان لابد أن يقبضوا عليه.. وأن يحبسوه ويكدروه ويحاولوا أن يخرسوه.. لكنه كتب معظم قصائده فى السجون والمعتقلات ولون الليالى السوداء بألوان الشعر وخرجت قصائده مهربة من وراء الجدران السمكية لتصبح الصحيفة المعارضة الوحيدة فى ذلك الوقت فهو يتحدث عن الحرية الغائبة.. فى نور الكلام.. الكلام يكسر القيد، واللجام يدفع الناس للأمام. شوف يا صاحبى قول كلامك واستخبى فى الزحام وهو يتحدث عن غياب العقاب والمسئولية.
«الجناية أن البلد من السكات بعضها راح لليهود والبعض مات واللى جابوا النكسة لسه ع الكراسى.. فوق ظهور المخلوقات.. ثم يحدد أسلوب العمل فى هذا الوقت الحرج والبلد مش عايزة المجاهدة باللسان والإيدين كلنا ومن غير معاهدة علينا دين.. يكبسونا.. يحبسونا يضربونا كرباجين البلد سامعة وشاهدة.. وكل خرم قصاده عين».
والأهم من أسلوب العمل أنه كان قادرًا على تحديد موقعه الاجتماعى والنفسى على خريطة الانتماء فى هذا الوطن بل إنه يبدو متحدثًا عن الذين خرج منهم وانتمى إليهم هما مين وإحنا مين.. هما الأمراء والسلاطين. هما المال والحكم معاهم. وإحنا الفقراء المحكومين حزر فزر شغل مخك مين فينا بيحكم مين. إحنا السنة وإحنا الفرض. إحنا الناس بالطول والعرض من عافيتنا تقوم الأرض هما الفيللا والعربية والنساوين المتنقية.. حيوانات استهلاكية.. شغلتهم حشو المصارين إحنا الحرب حطبها ونارها.. وإحنا الجيش اللى يحررها.. وإحنا الشهداء فى كل مدارها.. منتصرين أو منكسرين هما مناظر بالمزيكا والزفة وشغل بوليتيكا ودماغهم طبعا استيكة.. بس البركة فى النياشين هما بيلبسوا آخر موضة وإحنا بنسكن سبعة فى أوضة هما بياكلوا حمام وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ.. هما بيمشوا بطيارات وإحنا نموت بالأتوبيسات.
ومن موقعه الذى كان يسخر فى موال.. الفول والطعمية.. من كل الذين يصرون على بقاء الناس فى هذا الوطن على ماهم عليه فيقول: «عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول إن الطب اتقدم جدا.. والدكتور محسن بيقول إن الشعب المصرى خصوصا من مصلحته يقرقش فول، حيث الفول المصرى عموما يجعل من بنى آدم غول.. والبروتين الكامن طيه.. نادر زيه فى ايها فول.. تاكل فخدة بربع زكيبة والدكتور محسن مسئول.. يديك طاقة وقوة عجيبة.. تسمن جدا تبقى مهول لحمة نباتى ولا فى الحاتى.. تاكل قدرة وتعيش مسطول.. وتصل السخرية إلى مداها «يا دكتور محسن يا مزقلط يا مصدر غير مسئول حيث انتو عقول العالم.. والعالم محتاج لعقول.. ما رأى جنابك وجنابهم.. فيه واحد مجنون بيقول.. إحنا سيبونا نموت باللحمة.. وانتو تعيشوا وتاكلوا الفول.. ما رأيك يا كابتن محسن.. مش بالذمة كلام معقول».
بل إنه لم يكتف بتحديد موقعه ومطالبه.. ولم يكتف بأن يعطى مثالًا على قدرة المثقف على أن يدفع ثمن مواقفه.. بل إنه كان ناقدًا لاذعًا لكل من كان على الجانب الآخر من النهر كان يندفع إلى قدرة مثل كل الشعراء المفخخين.
لا يعرف قوة من يصطدم.. ولا يعرف عقاب الارتطام فما الذى سيفعلونه به أكثر من الحبس والاعتقال وحرمانه من الوصول للناس عبر القنوات المعروفة فهو يسخر من الكتاب الذين يتلونون حسب الموجة ليحققوا أعلى مكاسب هو من وصف الواحد منهم الثورى النورى الكامنجى.. هلاب الدين الشفطنجى.. القاعد فى الصف الأكلنجى.. والذى يتمركس بعض الأيام ويتمسلم بعض الأيام ويصاحب كل الحكام ويستأثر مله.
وفى قصيدته الفوازير لا يترك أحد إلا ويسخر منه الشاعر الذى وصفه بأنه نازل يقزقز أزاوزو. وخلى بالك بالك من زوزو وشاعر آخر قال عنه إنه مجاول وشاعر وبياع ملوحة وتاجر غناوى وسمسار بنات وخبير مودك على التجريدات حضر من بلدهم بمقطف ملوحة قدر واشتراله تلات تاكسيات.. والمطربة الشهيرة التى مدحت عشرين ملكا وميت وزير ورئيس تابعة قلاوون التى تغنى من أول المبتدأ إلى نهاية الكون.. والمطرب لماليمو الشخلوعة الدلوعة الكتكوت.. الليلة جايتنهد ويغنى ويموت يشيلوه قال على لندن علشان جده هناك من بعد ما يتلايم على دخل الشباك ويهرب أموالك ويقول لك أهواك.
ولا يسلم أحد من قصائده لكن هل يقدر الآن على كتابة قصيدة بنفس الجرأة والشجاعة عن نفسه وسنقبلها منه مهما كانت سنصدق كل ما سيقول فيها هل سيقدر مرة ثالثة ما حاجتنا لعلامات الاستفهام والتعجب ولم يحدث أن أصبح شاعرا نجما بهذا الحجم من الضوء، لقد أصبح اسما على مسمى، ولم يكن ينافسه على النجومية سوى نزار قبانى بل إن الناس التى اختلفت على نزار قبانى اتفقت عليه كانت الجامعات تحمله على الزعناق مثل الزعماء الذين كانوا كانت الفتيات يعتبرونه فتى أحلامهن، وكانت المظاهرات تخرج فى استقباله من بيروت إلى طنجة، كان رغم تواضعه الأكثر نفوذا، وكان رغم بساطة ثيابه الأكثر أناقة وكان رغم جيوبه الخالية من المال الأكثر ثراء، لقد حولته كلماته وقصائده إلى أسطورة، والأسطورة مخلوق من كوكب آخر يعيش محلقا فى عقولنا حتى يقرر أن يهبط على الأرض، ويتصرف مثل باقى المخلوقات المعروفة يجرى وراء أغنية ويستنفد نفسه فى معارك الكرة، ويسعد بالكريم فى الملاهى الملونة والشخصيات الغارقة فى الفراء كان الوطن الأكبر يحتضنه بعد أن ضاق به الوطن الأصغر كان ينبت له ألف ذراع كلما قطعوا له ذراعا أو كان يولد له ألف لسان كلما حاصروا صوته، وكان يفتح له ألف بيت كلما أغلقوا بيتا فى وجهه، وكان يتناسخ منه ألف نجم كلما نفخوا فى ضوئه، ما الذى لم يحصل عليه حتى يفتش عن حفل استقبال فى مطعم فايف ستارز وأى تكريم يحلم به بعد أن كرمه ملايين من عشاق الشعر وعشاق الحرية فى الوطن العربى الممتد من البحر إلى البحر، ومن مرقد الحلم إلى الحرية الذى لا يتحقق إلى مرتع الأحزان التى لا تنتهى.
إننى أعرف أن الجياد تتعب والشعراء بعد رحلة المعاناة القاسية فى حاجة إلى أن يريحوا جباههم على تراب بلدهم وأعرف أنهم فى حاجة إلى من يقول لهم شكرًا وأعرف أن أحمد فؤاد نجم احترقت يداه وهو يكتب وهى تصطاد نجوم القصائد وهى تنكش فى نيران الحرية، وأعرف أنه يستحق كل تقدير وتكريم، ولكن بشرط أن يكون على قدره، وعلى ما قد قدمه ومع كل الشكر لمن حاول.. ليس هذا هو ما يناسبه أو يناسب تاريخه، ثم إننا نخاف أن يكون ذلك نوعًا من ألعاب التجارة والعلاقات العامة فى زمن سادت فيه سطوة البروبجاندا، وأخذت فى طريقها كل شىء جميل كنا نحافظ عليه، ونعتز به من الأفلام الأبيض والأسود إلى القصائد والأشعار التى لونت حياتنا بكل ألوان الحب والحياة والحرية.
ويا (أبوالنجوم) ليس هناك تكريم أفضل من أن نتذكر ولو قصيدة واحدة من قصائدك التى علمتنا المغامرة ولو على خشبة طافية لسنوات فى محيط بلا قرار وبلا نهاية.
«ممنوع من السفر. ممنوع من الغنا. ممنوع من الاشتياق. ممنوع من الاستياء ممنوع من الابتسام. وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات. وكل يوم باحبك أكثر من اللى فات.. حبيبتى يا سفينة متشوقة وسجينة. مخبر فى كل عقدة.. عسكر فى كل مينا.. يمنعنى لو أغير عليك وأطير. إليك وأستجير بحضنك. أو أنام فى حجرك الوسيع.. وقلبك الربيع.. أعود كما الرضيع بحرقة الفطام.. حبيبتى يا مدينة متزوقة وحزينة.. فى كل حارة حسرة.. وفى كل قصر زينة.. ممنوع من أنى أصبح بعشقك أو أبات.. ممنوع من المناقشة ممنوع من السكات.. وكل يوم حبك تزيد الممنوعات.. وكل يوم بحبك أكتر من اللى فات».
يا أبو (أبو النجوم) عد إلينا فنحن أهلك .. وناسك.
عادل حمودة (الأهرام يوليو 1999)
فيه موال قديم بيقول
من فعل ليام
هجت السباع م الغاب
وحطوا واطى
لقليل المعرفة
والغاب «يعنى الغبى»
الموال ده بالذات خطر على بالى كرد فعل فورى بعد قراءة مقال عادل حمودة وكدبه وتطاوله، وقبل ما أستوعب الموضوع قال هانى عنان على التليفون بيصبح علىّ، ويرجونى عدم الرد على عادل حمودة لأن المقال مليان حب وتقدير لشخصى الضعيف وضحكت وقررت بالفعل توجيه المؤشر إلى قناة كبر دماغك الفضائية وتذكرت قال الشاعر القديم:
لو كل كلب عوى
ألقمته حجرا
لأصبح الصخر
مثقالا بدينار
إلى أن جاء الصديق حمدى رزق وطلب منى حديثًا صحفيًا لمجلة المصور فوافقت وكان هذا الحوار:
* بعد أن احتفل ساويرس بعيد ميلاده
أحمد فؤاد نجم فى غضب ومن فوق السطوح:
مستعد أجوع ولكن بنتى زينب.. لأ.
شوفوا حد يسارى يعمل لى عيد ميلادى ساويرس استضافنى ولم يشتر قصائدى وكل فلوس رجال الأعمال لا تساوى فردة شبشبى الشمال، الأوبرا رفضت الاحتفال، ولم يفكر التجمع ولا الناصرى ولا العمل أن يقول لى كل سنة وانت طيب وفعلها ساويرس أشتمه يعنى؟ ما بقاش فيه دلوقتى أحلام مجعلصة لا اشتراكية ولا عروبة أبوس إيدك هات لى مليون حرامى يشغلوا فلوسهم فى مصر الإسلام بيكسب والشيوعية بتكسب والتطبيع.. بيكسب أما نجم لأ!
بعد ليلة صاخبة احتفل فيها الشاعر الصعلوك أحمد فؤاد نجم بعيد ميلاده فى احتفال أقامه له على نفقته رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس بدار سينما «رينساس» بوسط البلد عاد نجم ليصعد سلمه الخشبى إلى فوق سطوح عمارة «1» بمساكن أطلس الزلزال ويسلم نفسه لطراوة الفجر المبللة بالندى وكأن شيئًا لم يحدث يقول نجم: رجل أعمال قال لى كل سنة وانت طيب يا أبوالنجوم أرد عليه إزاى؟ أشتمه مثلا؟ قبلت العزومة لا أنا بقيت رجل أعمال، ولا هو أصبح شاعرًا، لا أنا كسبت منه محمول ولا هو اشترى منى قصيدة دار الأوبرا رفضت الاحتفال رفضت حتى فلوس ساويرس مفيش حد من اليسار ولا حتى اليمين ولا أنتم يا أولاد الأرض الطيبة عبرنى ساويرس عبرنى أقول له لا.
ثم دى ليلة واحدة فى سجل عمرى عاجبكم 35 سنة سجن وتضنون علىّ بيوم واحد فى سينما سامحونى عليها متدققوش قوى كده هى جت على نجم ووقفت؟ ثم فيها إيه هو رجل أعمال كبيرة وأنا أعظم شاعر فى الوطن العربى أنا أبوالنجوم برضك لا أباع ولا أشترى، كنا بعنا زمان عندما كان البيع له ثمن، لا نعرف طريق السوبر ماركت، مازلنا نأكل من سوق أطلس بتاع الزلزال مش عاوز أقل أدبى ولكن لا تستفزونى ثم ماله ساويرس يهودى حرامى قولولى إيه هو ساويرس وأنا أبعد عنه، كل اللى أعرفه عنه أن عنده مصنع مواسير وشركة محمود ويبنى دور عرض عندكم حاجة ثانية قولوها لأبوالنجوم تفتكروا أنا أعمى، ولا العمى صابكم؟ أنا جاهل واللا الجهل.. راكبكم.. أقول لكم إن نجم لا يباع ولا يشترى وهى دى الحكاية.
سألته: إيه الحكاية:
بداية أنا لى رأى فى رجال الأعمال أحب أن أسجله إنهم مصاصين دماء عاوزين يأخذوا اللقمة من زور الغلابة وأنا غلبان مفيش رجل أعمال مش حرامى، ولكن حرامى.. حرامى بس يبنى حرامى حرامى.. بس يعمر يوفر وظائف يبنى مستشفيات وحدائق أسرق اللى تقدر عليه ولكن حن علينا أصل السرقة لن تتوقف وهؤلاء لن يتوقفوا عن الهبر اللى تطوله أحسن منه تعالوا نأخذ حقنا ماله على الزيبق، هو الحل السحرى صدقونى.
وبقية الحكاية:
كل مصر بتتكلم عن ساويرس فى معرض الكتاب التقيت به وقلنا كلام مجاملة لقيت الراجل دمه خفيف زى المصريين لسانه حلو الراجل رحب بى أعمل إيه هو أنا ماركسى ولا لينين ربما ماركس كان رمى طفاية السجاير فى وشه لو قال له سلامو عليكو ولكن أنا رديت التحية بأحسن منها هى دق أخلاق ولاد البلد.
معقول تقول ساويرس مثل طلعت حرب؟
مين مجنون قال كده؟ أنا قلت أى رجل أعمال سيبنى مصانع ودور سينما ويؤسس شركات ويبنى طوبة فى اقتصاد مصر سأحبه مثل طلعت حرب لعلمك طلعت حرب هو اللى أسس مصر الحديثة لا تقول لى محمد على ولا غيره هو بعينه طلعت حرب لو واحد جه وبنى وأسس وفتح بيوت ناس أحبه وأشيله فوق رأسي، مليش دعوة ساويرس حرامى ولا لص يهودى ولا جريجى ساويرس بنى وعمر وفتح بيوت أنا لا أتكلم هندى ولا يكون ساويرس اشترانى، ودقنك يا حمدى ولا مليم ولا شقة فى المهندسين ولا عشوة كباب يا ابنى روح قل لهم إن عمك أبوالنجوم غالى، ممكن أستلف منك عشرة جنيهات ولا أمد إيدى لساويرس الرجل استضاف عيد ميلادى الأوبرا وبيروقراطيتها رفضت اسألوا مصطفى ناجى ومخرج العرض وحيد مخيمر رغم أن الفاتورة مدفوعة مقدما من ساويرس، ساويرس قال لى تعال فى السينما عندى ليست ملهى يا أبوجهل دى سينما وياريتك حضرت الراجل حتى لم يحضر الاحتفال أنت عارف موضة الراعى الرسمى أهو كان الراعى الرسمى للاحتفال ثم هل حد فتح عليه ربنا وقال تعال نحتفل بيك حد فاكر أبوالنجوم كلهم يغنوا أشعارى ولكن مش مستعدين يمدوا إيديهم لأبوالنجوم يأكلوا السيمون فيميه ويضنوا على أبوالنجوم بعشوة كباب ده أنا زعلان قوى أنا شاعر ربابة الله يلعن الزمن اللى يخلى واحد يكتب عن أعظم شاعر عرفته مصر شاعر ربابة أرد عليه أقول إيه؟ إيه الجريمة التى ارتكبتها مسجون على طول مبدع لآخر وقت شجرة خضرة ترفرف على الجدران رفضت بدل الميات ألوف أخضر وأصفر وأحمر اليوم جاى تقول شاعر السوبر ماركت منين يابا دلونى اللى يعرف السوبر ماركت عارف نفسه ربك والحق إنها كانت ليلة سعيدة بكل المقاييس ولن أعير اهتماما لغراب النوح.
السعادة التى تتكلم عنها لا يمكن أن تكون بفلوس ساويرس؟
هو أنت لما جيت لقيتنى فين؟ فى مساكن الزلزال ولا عند ساويرس هو فى حاله وأنا فى حالى ساويرس هذا واحد من كتيبة تحكم الآن العالم كله وأنا لو بكره الصبح لقيت جيش التحرير من الرأسمالية يقاتل سأكون أول المقاتلين فى صفوفه لكن إحنا دلوقتى مابقيناش فى مرحلة صدام.
والاستغلال؟
- فعلا موجود، لكن أفهم يا بانى أبوك وأمك كانوا بيقولوا ايه بعيدا عن كتب الاقتصاد السياسي، كانوا بيقولوا: أخذ الحق حرفة لما أخلى ساويرس يعمل هنا فى مساكن الزلزال مركز شباب ومسرح ومكتبة أطفال مش أبقى نجحت؟
على طريقة على الزيبق.. تقصد؟
- بالضبط الآن انت محتاج لعلى الزيبق مش ماركس ولا لينين لأنك الآن تواجه حرامية مش عدو محترم.
ما رأيك فى الطبقة الجديدة ورجال الأعمال المسيطرين على البلد دلوقت؟
- شوية لصوص.
وعيد ميلادك؟
- يابنى ساويرس ما عمليش عيد ميلاد، هو استضافنى لكنى اللى عمل لى العيد أصدقائى الفنانين وحبايبى وناسي، وهو مشكور على هذا الأوبرا رفضت تعمل لى الحفل يعنى الدولة رفضت تعالى للأحزاب هل حصول مثلا إن حزب التجمع عرض يعمل لى حفل عيد ميلاد ورفضت ولا حزب العمل أو الحزب الناصرى ولا محافظ الشرقية اللى أنا منها عرض على ده وأنا قلت؟ وبعدين دى مرة فى السبعين سنة اللى عشتهم. فيها إيه؟
مرة فى سبعين سنة ولكنها تتسبب فى تحطيم الأسطورة؟
- لا أسطورة ولا حاجة جيت لى فى مساكن الزلزال ولقيتنى قاعد بجلابيتى فى حجرة فوق السطوح تطلع لها بسلم لو ماخدتش بالك منه كويس تقع من عليه تنكسر رقبتك ومش ح أطلع من هنا إلا ع القبر.
معنى ذلك أنك لا تملك شقة فى المهندسين؟
- ودى أعمل بيها إيه؟
ساويرس.. ألم يعطك شقة؟
- ويجيب لى شقة ليه هو ساويرس أغنى منى؟ ساويرس مش أغنى منى أنا اللى أغنى منه أنا شاعر الشعب المصرى، الشعب المتكلم المغنى الحكيم المتحضر وشاعره يجب أن يكون حاجة كبيرة أوى.
ربما لم تستفد من لقاء ساويرس ولكن هو استفاد؟
- ما يستفيد.
لماذا تمكنه منك وتجعله يستخدمك كسلعة؟
- ماحدش يقدر يستخدمنى كل اللى عمله إنه استضافنى مشكورا ولو عمل الحكاية دى تانى أنا حاروح له برضه.. لأنى ماليش مكان.. أنا لست عضوا فى اتحاد الكتاب حتى الآن.. وكمان ممنوع من دخول مبنى التليفزيون فما رأيك شوفولى بقى حد اشتراكى يعمل معايا اللى عمله ساويرس.
هل اليأس من الاشتراكية واليسار دفعك للاتجاه المضاد؟
- هل جيت لى لقيتنى قاعد فى الاتجاه المضاد؟ هو أنا دلوقت فى شقة فى المهندسن؟ ولا الزلمكة واقفة تحت البلوك؟
لقاؤك مع ساويرس أليس كسر الفكرة شاعر الشعب؟
- هو أنا بأقاسمه فى اللى بيكسبه أنا صباعى مش تحت ضرس حد ومع ذلك يعنى أنا عايش واقع واضح ومحدد ولا يقبل الجدل أعرف أنا فين ومع مين وضد مين؟
أنت مع مين وضد مين؟
- أنا مع الغلابة ضد اللى بيسرقوا وأنا ضد ساويرس لو كان كده.
ربما يأسا من الدولة؟
- أنا والله ما كنت عايز حاجة تتعمل لكنها اتعملت وخلاص يبقى فيه إيه؟ ثم دولة إيه يا أبو دولة.. الأوبرا رفضت باقولك رفضت حتى بالفلوس.
هل فوجئت برد الفعل العنيف للصحافة والوسط الثقافى تجاه حفلة ساويرس؟
- لا، لا لم أفاجأ أنا عارف إن الفاضى بيعمل قاضى، اليسار واليمين بيضرب ابقاق، ويقول ده حلو وده وحش.. طب ايه رأى اللى هاجمنى فى أحوال مصر اليومين دول؟ هو نجم بس اللى سقط م القفة؟ إيه اللى حصل لما شربنا شاى وعصير فى كبايات نضيفة فى السينما بتاعة ساويرس.. إيه اللى حصل البلد حصل فيها حاجة؟ المواصلات وقفت ما حدث قال بق مثلا عن قانون الطوارئ صدقنى لو عندهم قضية تشغلهم ماكانوش عملوا كده لكن تكتب مقالة فى الأهرام مكان حسين فوزى وزكى نجيب محمود علشان نجم وحفلة نجم ده كلام فارغ.
ولكن هناك كثيرين يحبونك استاءوا كثيرا للقائك بساويرس؟
- من حقهم على أنهم يعرفوا أنى زى ما أنا وأنى مش للبيع ما حدش يقدر يشترينى كان حصل ده من زمان، أو حصل وأنا بره وكانت عروض البيع تنهال علىّ وبمبالغ فلكية أنا دماغى مش للبيع.
ولكنهم ربما كانوا معذروين فرجال الأعمال الكبار يستطيعون شراء أى شخص وكل شىء بمالهم.
لو جدع حد منهم ييجى يشترينى أو حتى يفكر فى كده أو يشترى شبشبى ده بكل فلوسه كل رجال الأعمال اللى فى مصر لو دفعولى كل اللى عندهم ما يقدروش يشتروا فردة شبشبى الشمال دى.. أنا نجم وحأفضل نجم.
كلامك متناقض فهمنى؟
- يابنى أنا قلت لساويرس أهلا بيك فى مصر ولكن على طريق طلعت حرب مش روكفلر ولا روتشيلد، قلت له ده على الملأ فى معرض الكتاب لأن طلعت حرب هو مؤسس مصر الحديثة لا محمد على ولا عبدالناصر حتى لو كان ساويرس بيسرقنى لكن كونه يعمل مشروعات هنا، ويفيد الناس ويشغلها ده كويس ويعنى كلهم مش واخدين بالهم من محمد الفايد اللى حايموت عشان ياخد الجنسية البريطانية ومركزين على إن ساويرس عزمنى.. إيه الخيبة ديه؟
إيه الواقعية دى؟
- مابقاش فيه دلوقت أحلام كبيرة ومجعلصة الاشتراكية والعروبة والشرف الوطنى وغيره.. دلوقت أبوس إيديك أو رجلك وهات لى مليون واحد حرامى يشغلوا فلوسهم فى مصر وكل واحد يبنى منهم مدرسة مش أحسن ما يهرب فلوسه بره ما هى بتتهرب على عينك يا تاجر أهه وحتى الآثار والتاريخ بتتهرب ساويرس أهه فاتح كام بيت أنا عندى اقتراح للحرامية اللى فى مصر كلهم يقعدوا شهر فى السنة يتفقوا عليه ما يسرقوش فيه وباقى السنة هم حرين ،والله ح نغرق خير كلنا. ده كل اللى باطلبه منهم إنما أنت ح تقدر تقول لحد أنت بتسرق؟
طبعا الأستاذ عادل حمودة ما خدش باله من دى لأنه ما بينزلش من الشيروكي.
حاسس بالمرارة من عادل لهذه الدرجة؟
- بالعكس ولكن أشعر بالمرارة علشانهم هم اللى أنا صعبان عليهم ما تسيبكوا بقى من نجم ملعون أبونجم وتعملوا حاجة بقى هو أنا حسام حسن مافيش غيرى ومافيش بديل، طب أنا بقى انحرفت وبقيت ملياردير وبامص دم الشعب المصرى وهم بقى دورهم إيه مش يشوفوا حدوتة تانية؟
هل اليسار فى أزمة؟
- هو فيه يسار جايين؟! دلوقت سنة ألفين علشان تقولولى يسار؟! تانى كلهم تاجروا بشعرى وقعدت أدخل السجن وأطلع منه وماحدش منهم جاب لى علبة سجاير.. ولما رحت قابلت القذافى جاب لى قائمة فيها أسامى اللى خدوا فلوس باسمى كلهم يسار للأسف لكن مش ح أقولها لأن بعضهم مات واللى عايش فيه ناس كتير بيحترموهم.. اليسار اللى هو إيه بالضبط هو فين اليسار قابلت يسار هنا فى الشارع ولا شفت واحد ماشى كده ع اليسار؟
هل فكرة الوطنية نفسها تآكلت بدورها فى الزحام؟
- لا، إنما هى فى طريقها للتآكل بعد مؤتمر السكان بقى اسمنا السكان لأن كلمة الشعب المصرى دى مطلوب نسفها والتخلص منها، ولكنهم لن ينجحوا لأنهم مطلوب منهم قبل ما يحولوا الناس لسكان إنهم يحولونا لسكان لأنه الأول لازم تأكلنى وتعلم ولادى وتعالجنى وتسكنى وتكسينى وتركبنى مواصلات حلوة لكن سكان فى مقابل كام؟ دلوقت فلوس الحرب قالوا إنها بقت للناس والبلد ح يعمها الخير، لكن إحنا مش لاقيين ناكل والمشروعات الكبرى اللى بتتعمل وبيع القطاع العام اللى جاب مليارات كتير.. ده كله راح فين؟
فى رأيك أن رجل الأعمال يجوز له السرقة إذا كان يبنى.. كيف؟
- وهل لديكم حل آخر بدل ما يهرب فلوسه بره؟
هل أنت صديق ساويرس؟
- لا أصادق رجل أعمال إلا إذا كان مثل طلعت حرب.
وهل تعتقد أن ساويرس يحبك؟
- أنا لما باحب ما باستعملش المنطق لكن لا يجب أن نعمل له صورة كبيرة ونفكر فيه على طول وأنا ما أعرفش هو بيحبنى ولا لأ؟
أو يستخدمك؟
- ما أعرفش.
جربت صداقة غيره من رجال الأعمال؟
- فيه غيره بالفعل هانى عنان، باحبه أوى ومربيه على إيدى وكان بيبات عندى وهو فى الجامعة فى كلية الطب. حبيبى أوى.
هل تركتنا وانضممت إليهم؟
- ياريت كنت أجيبلكوا حاجة معايا جتكو نيلة هو انتوا ولا أنا لاقيين ناكل إحنا مش حالة حرب أهلية ولا طبقية وليس هناك شارع سياسى فى مصر.
والصراع الحقيقى؟
- ح يفضل فى حالة كمون حتى ظهر حزب شعبى فى مصر يمثل الطبقة العاملة وحتى الآن لم أشارك فى أى حزب لأننى مش مقتنع بأى حزب لكن لما يظهر حزب الطبقة العاملة أنا مش هانضم له بس ده أنا ح أكنسه وأمسحه.
إذا كنت تقول أحب ساويرس لأنه يبنى مصانع يأكل الناس منها العيش لماذا لا تحب حكومة الجنزورى؟
- لأنهم فى السلطة ورجل الأعمال مش فى السلطة وإذا كان الشارع ليس مسفلتا وجاء الحاج محمود بتاع المخدرات وسفلته ضرب له تعظيم سلام، الدولة بتأخد مننا فلوس وخلاص، أروح فين ولمين وأقول يا مين؟
ألا ترى أن هناك تحالفا بين رجال الأعمال والحكومة لماذا تترفق بهؤلاء وتقسو على هؤلاء؟
- لأنهم فى السلطة، عبدالناصر لما كان عايش شتمته، ولما مات كتبت فيه قصيدة رثاء لم يكتبها شاعر وهو بره السلطة ليس خصمى.
استعصيت على رؤساء ودول ومنظمات وأجهزة ولكنك لم تستعص على ساويرس؟
- ليه؟ وهو اشترانى؟ ما يقدرش يشترينى؟
هل كانت رغبة منك فى الاستطلاع أو البحث أو التجديد؟
- البحث؟ هذه أمور تمت بالصدفة ونجيب ليس صاحبى لو جه هنا ما أضايقش من وجوده، لكن ما أروحلوش هو مش صاحبى الأنتيم يعنى.
ولكن ساويرس ليس من نوعية رجال الأعمال الذين تفضل التعامل معهم؟
- أعرف إن هو بتاع التليفونات والمواسير والسيما والبيرة وبعدين زعلانين له أنا ما باطلبش من ساويرس إنه يصلح الكون المهم يبنى مصنع أو مجمع سينما أو مدرسة أو جنينة.
آخر قصيدة كتبتها إمتى؟
- من سنة.
البعض يتصور أن على سالم عندما ذهب إلى إسرائيل كان يعنى نضوب معينه الفنى، وجفاف الإبداع بداخله.. هل أنت فى نفس الحالة؟
- اخرس أنا مبدع وحافضل مبدع، أحمد فؤاد نجم الفاجومى المشاغب أنا باكتب 30 أغنية دلوقتى فى نفس واحد لمسلسل سامحونى ما كانش قصدى، اللى بيناقش حدوتة العولمة والعمال اللى ح يتشردوا فى الخمستاشر سنة الجاية بعدما ماكينات العالم حتستغنى عن 80٪ من العمالة.
هل صرت متصالحًا مع أشياء خاصمتها طويلا؟ تظهر الآن فى التليفزيون المصرى وفى محطة ال إيه آر تى؟
- لازم تعرفوا رأيى فى الإعلام الحالى وجهازه أنا من حقى آخد مساحة فى إعلام بلدى بشرط أقول كلامى كله ويتذاع من أوله لآخره، فى القناة الخامسة قلت كلام ما يقولوش إلا أنا.. ولما يتذاع الكلام ده فى التليفزيون أنا وناسى اللى مستفيدين.
وال إيه آر تى التى يملكها خليجيون طالما خاصمتهم؟
- ماليش دعوة بالآراء ولا بالخليجيين أنا عملت 30 استعراضًا «قيمة وسيمة» فرحان بيهم دلوقت أنا وعمار الشريعى وعملنا فن مصرى اتفرج عليه العالم كله إيه الوحش فى ده؟ وأنا مامنعتوش عن تليفزيون مصر هم اللى مش عاوزينه بالعكس ده أنا ماكنتش عارف آخد فلوسى من التليفزيون، ما أنا حكيت لك من شوية بتوع ال إيه آر تى أجروا لى شقة أشتغل فيها فى العجوزة والشقة فيها كل حاجة الأكل والشرب والشاى والقهوة وبعتولى عربون وقبل ما أخلص الحلقات كانت فلوسى ع الترابيزة.
واضح أنك تبحث عن المال ومن الظلم أن نطالبك بالجوع من أجلنا؟
- مستعد أجوع ولكن طفلتى زينب لأ لأ الطفلة التى أربيها لمصر بنتى فى المدرسة الحكومى اللى قصادنا دى لو ح أبيع عمرى لازم أعلمها لو مت المجتمع ح يخلص تاره منى فيها هى ودى بنت وفى مجمع ذكورى لو مت بكره ما تلاقيش أكل بعد تلات أيام ح تيجى تلاقى زينب ما بتاكلش.
المزايدة على عيب وماحدش يقدر يزايد علىّ أنا مستعصى على المزايدة على البيع أيضا وماحدش يقدر يقنعنى بغير اللى فى دماغى والله يكون فى عون صاحب العيال.
كيف كان رأيك فى سفر على سالم لإسرائيل؟
- خيبة يومها سكت لم أنطق وقلت خلاص على سالم خاب، لكنه لما حاول ينظر للحكاية دى ويقنع بيها شوية ناس بسطا زى حالاتى مسكته، ورفع على قضية وطلعت براءة واستأنفها لكن المهم أن اللى يسافر هناك حر لكن أنك تيجى من هناك تقول اللى ما يسافرش إسرائيل شخص متخلف أقول لك اللى يسافر إسرائيل يبقى جاسوس، وإذا كانت الحوجة مرة لدرجة إسرائيل أقول عيب تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.