العليمي يلغي اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات ويطالب قواتها بالخروج من اليمن خلال 24 ساعة    السيطرة على حريق هائل في مخزن قطع غيار سيارات بالقطامية    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة في حي بطن الهوى يقطنها أكثر من 100 مقدسي لصالح المستعمرين    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    طقس اليوم الثلاثاء| عودة الاستقرار الجوي.. ودرجات الحرارة في النازل    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر    القاهرة الإخبارية: خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول ملف الضفة الغربية    محمد منير في جلسة عمل مع أمير طعيمة لتحضير أغنية جديدة    السيطرة على حريق داخل محل أسفل عقار بمدينة نصر.. صور    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    وفاة خالدة ضياء أول رئيسة وزراء لبنجلاديش    نجما هوليوود إدريس إلبا وسينثيا إيريفو ضمن قائمة المكرمين الملكية    تراجع الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات اليوم    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    الداخلية تكشف حقيقة فيديو تحذير المواطنين من المرور بأحد الطرق ببدر    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    عرض قطرى يهدد بقاء عدى الدباغ فى الزمالك    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    3 مباريات للفراعنة بالكان بدون صلاح = تعادلات منذ 2017.. فيديو    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    نجم الأهلي السابق: زيزو لم يقدم أفضل مستوياته.. ومصطفى محمد يفتقد للثقة    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باكينام‏ الشرقاوي‏..أول‏ مساعدة‏ للرئيس‏ في‏ تاريخ‏ مصر‏

كان‏ لاختيار‏ الدكتورة‏ باكينام‏ الشرقاوي‏ كمساعد‏ للرئيس‏ محمد‏ مرسي‏ للشئون‏ السياسية‏ وهو‏ منصب‏ تاريخي‏ لم‏ تتقلده‏ مصرية‏ من‏ قبل‏ وقع‏ الفخر‏ والتفاؤل‏ بأن‏ المرأة‏ ودورها‏ المحوري‏ لن‏ يشهدا‏ تراجعا‏ أو‏ إقصاء‏
‏فهي‏ أستاذة‏ جامعية‏ ليست‏ لها‏ أية‏ انتماءات‏ سياسية‏ تؤمن‏ بالإسلام‏ الوسطي‏ الحضاري‏ وأنه‏ الحل‏ لتحقيق‏ النهضة‏ والتنمية‏ الاقتصادية‏ تريد‏ أن‏ تؤثر‏ وأن‏ تعيد‏ لمصر‏ مكانتها‏ الحقيقية‏ كدولة‏ لها‏ سيادة‏ في‏ العلاقات‏ الخارجية‏ وتؤمن‏ بالانفتاح‏ علي‏ الشرق‏ وكل‏ دول‏ العالم‏ وتتبع‏ مبدأ‏ العمل‏ الجماعي‏ وتري‏ أن‏ معركتها‏ الحقيقية‏ هي‏ الإصلاح‏ السياسي‏ وتحقيق‏ التحول‏ الديمقراطي‏ .

لم‏ يكن‏ الوصول‏ إليها‏ سهلا‏ خاصة‏ أنها‏ قد‏ تقلدت‏ منصبها‏ في‏ بداية‏ هذا‏ الأسبوع‏ استقبلتنا‏ في‏ مركز‏ الدراسات‏ الحضارية‏ الكائن‏ في‏ قلب‏ ميدان‏ التحرير‏ وكان‏ لنا‏ هذا‏ الحوار‏ :‏
‏‏ما‏ هو‏ شعورك‏ عندما‏ تلقيت‏ خبر‏ ترشيحك‏ لمنصب‏ مساعد‏ الرئيس‏ للشئون‏ السياسية‏ وهو‏ منصب‏ لم‏ تسبقك‏ إليه‏ امرأة‏ أخري‏ في‏ تاريخ‏ مصر؟
أمر‏ لم‏ أتوقعه‏ بالمرة‏ وعندما‏ عرض‏ علي‏ قبلت‏ من‏ الوهلة‏ الأولي‏ من‏ باب‏ الشعور‏ بأن‏ الوطن‏ يمر‏ بمرحلة‏ صعبة‏ وأي‏ مصري‏ يعرض‏ عليه‏ المساهمة‏ في‏ خدمة‏ الوطن‏ لابد‏ أن‏ لا‏ يتردد‏ لأن‏ مصر‏ في‏ احتياج‏ لنا‏ علي‏ اختلاف‏ انتماءاتنا‏ ونجاح‏ المرحلة‏ لن‏ يحسب‏ للرئيس‏ أو‏ شخص‏ بعينه‏ بل‏ للمصريين‏ وإذا‏ لم‏ ننجح‏ في‏ بناء‏ المؤسسات‏ السياسية‏ والتحول‏ الديمقراطي‏ سنكون‏ جميعا‏ خاسرين‏ وعندما‏ بلغت‏ من‏ قبل‏ الدكتور‏ ياسر‏ علي‏ لا‏ أخفي‏ أنني‏ لم‏ أشعر‏ بالفرح‏ بل‏ أحسست‏ بالمسئولية‏ والخوف‏ لأن‏ كل‏ حركة‏ وكل‏ جهد‏ إذا‏ لم‏ يدرسا‏ جيدا‏ وفي‏ مكانه‏ الصحيح‏ مردودهما‏ لن‏ يكون‏ علي‏ فقط‏ بل‏ علي‏ الوطن‏ ككل‏ فعندما‏ كنت‏ استاذة‏ جامعية‏ كنت‏ حرة‏ طليقة‏ أقول‏ وأفعل‏ ما‏ أريد‏ أما‏ الآن‏ فكل‏ شيء‏ سيحسب‏ علي‏ بعد‏ ارتباطي‏ بمؤسسة‏ مهمة‏ كالرئاسة‏ تصنع‏ القرار‏ وتساءلت‏ هل‏ أنا‏ قادرة‏ علي‏ القيام‏ بالدور؟‏
‏‏يعتبر‏ اختيارك‏ انتصارا‏ لحقوق‏ المرأة‏ واعترافا‏ بدورها‏ في‏ العمل‏ السياسي‏ فهل‏ ستتبني‏ قضاياها‏ أم‏ ستكتفين‏ بدورك‏ كمساعدة‏ عن‏ الشئون‏ السياسية‏ فقط‏ ؟
أعتبر‏ ترشيحي‏ للمنصب‏ مكسبا‏ ومعيارا‏ من‏ ضمن‏ المعايير‏ وليس‏ الأول‏ علي‏ أن‏ المرأة‏ موجودة‏ وفاعلة‏ في‏ كل‏ المجالات‏ وموجودة‏ لكفاءتها‏ وتخصصها‏ وقدرتها‏ ولو‏ اختاروني‏ لأنني‏ امراة‏ فقط‏ لتضايقت‏ كثيرا‏ ولكن‏ أفخر‏ بأنه‏ تم‏ اختياري‏ لأنني‏ أستاذة‏ جامعية‏ في‏ العلوم‏ السياسية‏ وقادرة‏ علي‏ المساهمة‏ بخبرتي‏ وأنا‏ لست‏ إخوانية‏ وليست‏ لي‏ أية‏ انتماءات‏ حزبية‏ وأحب‏ أن‏ تختار‏ المرأة‏ للمناصب‏ لأنها‏ الأصلح‏ والأقدر‏ في‏ مجالها‏ فلابد‏ أن‏ نغير‏ نمط‏ تفكيرنا‏ التقليدي‏ لدور‏ المرأة‏ بأنها‏ هشة‏ تحتاج‏ للحماية‏ ونختصر‏ دورها‏ ونعزلها‏ ونجمل‏ الصورة‏ بوضع‏ عدد‏ من‏ السيدات‏ من‏ أجل‏ أن‏ نقول‏ أنها‏ موجودة‏ ولها‏ دور‏ فالمرأة‏ قادرة‏ علي‏ أن‏ تنافس‏ بقدرتها‏ وتخصصها‏ وأنا‏ ضد‏ الكوتة‏ ومع‏ أن‏ تخوض‏ المرأة‏ الانتخابات‏ وتحاول‏ وتعافر‏ حتي‏ تنجح‏ وتحصل‏ علي‏ مكانها‏ ودورها‏ في‏ العمل‏ السياسي‏.‏
‏‏ماهي‏ أول‏ النصائح‏ التي‏ تقدمينها‏ للرئيس‏ في‏ ظل‏ صلاحياتك‏ وماهي‏ الأولويات‏ علي‏ أجندتك؟
أنا‏ لن‏ أقدم‏ للرئيس‏ نصائح‏ فلا‏ أحب‏ الكلمة‏ لكن‏ سأسعي‏ لإبراز‏ بعض‏ القضايا‏ ونحن‏ كفريق‏ معاون‏ للرئيس‏ نساعده‏ ولكن‏ لا‏ نملي‏ عليه‏ مايفعل‏ وسنعمل‏ علي‏ صناعة‏ سياسة‏ عامة‏ مدروسة‏ يتم‏ التمهيد‏ لها‏ بشكل‏ جيد‏ ونقوم‏ بمتابعة‏ التنفيذ‏ ودراسة‏ كل‏ أبعادها‏, والصلاحيات‏ حتي‏ الآن‏ غير‏ معلنة‏ وما‏ تواتر‏ إلي‏ أنه‏ في‏ الشئون‏ السياسية‏ وفي‏ انتظار‏ معرفة‏ التفاصيل‏ عندما‏ يعود‏ الرئيس‏ من‏ الصين‏ ومن‏ أولوياتي‏ أن‏ تكون‏ السياسة‏ المصرية‏ في‏ المرحلة‏ القادمة‏ تقوم‏ علي‏ المبادرة‏ كفانا‏ مسكنات‏ كفانا‏ ردود‏ أفعال‏ وكلنا‏ ندفع‏ من‏ أجل‏ ذلك‏ فهي‏ المهمة‏ الأولي‏ التي‏ نلتف‏ حولها‏ كمجتمع‏ ودولة‏ وأيضا‏ تأهيل‏ أجهزة‏ الدولة‏ لتكون‏ دافعة‏ للتنمية‏ ولن‏ أستخدم‏ لفظ‏ تطهير‏ لكن‏ الإصلاح‏ الداخلي‏ بحيث‏ نستنهض‏ العناصر‏ الإيجابية‏ ونحيد‏ العناصر‏ السلبية‏ حتي‏ لا‏ تعيق‏ عملية‏ الإنجاز‏ والمعركة‏ الأولي‏ هي‏ تفعيل‏ أجهزة‏ الدولة‏ حتي‏ تكون‏ قادرة‏ علي‏ أن‏ تقود‏ بالتعاون‏ مع‏ المجتمع‏ في‏ عملية‏ التنمية‏ ،
وذلك‏ يتم‏ علي‏ مستويين‏ الأول‏ سياسي‏ من‏ خلال‏ بناء‏ المؤسسات‏ السياسية‏ كالبرلمان‏ ومؤسسة‏ الرئاسية‏ والمؤسسات‏ القضائية‏ وحماية‏ استقلالها‏ بعد‏ صياغة‏ الدستور‏ ثم‏ الاستفتاء‏ عليه‏ والانتخابات‏ الجديدة‏ وهي‏ تسيرفي‏ طورها‏ خلال‏ الشهور‏ القادمة‏ وعندما‏ نستكمل‏ بناء‏ السلطات‏ المحلية‏ والمجالس‏ الشعبية‏ أما‏ المستوي‏ الثاني‏ فهو‏ الإداري‏ البيروقراطي‏ داخل‏ أجهزة‏ الدولة‏ وهو‏ ضخم‏ وثابت‏ تتواتر‏ عليه‏ الأنظمة‏ السياسية‏ ونريد‏ أن‏ نقلل‏ سلبياته‏ ونزيد‏ إيجابياته‏ ونستفيد‏ منها‏ بحيث‏ نستطيع‏ أن‏ نفهم‏ مفاصل‏ الدولة‏ المصرية‏ وكيف‏ نديرها‏ بشكل‏ ناجح‏ بحيث‏ تستجيب‏ لمطالب‏ المجتمع‏ ويتمكن‏ من‏ مراقبتها‏ وخلق‏ منظومة‏ أجهزة‏ دولة‏ فعالة‏ تراقب‏ من‏ داخلها‏ وأجهزة‏ دولة‏ متفاعلة‏ متصلة‏ بالمجتمع‏ تلبي‏ طموحاته‏ وتسعي‏ إلي‏ حالة‏ من‏ الشفافية‏ والرقابة‏ المجتمعية‏ علي‏ أجهزة‏ الدولة‏ ونكون‏ بذلك‏ قد‏ مهدنا‏ لانطلاقة‏ اقتصادية‏ كبري‏ .‏
أيضا‏ لابد‏ أن‏ لا‏ نغفل‏ الأبعاد‏ الخارجية‏ التي‏ تؤثر‏ بدورها‏ فكيف‏ أفعل‏ سياسة‏ مصر‏ الخارجية‏ وأبني‏ رؤية‏ قوية‏ تليق‏ بمكانة‏ مصر‏ فالنظام‏ السابق‏ كان‏ يقلل‏ من‏ دورها‏ وكفانا‏ تقزيم‏ لدور‏ مصر‏ وهي‏ عملاقة‏ والسياسة‏ الخارجية‏ لابد‏ أن‏ تكون‏ بناءة‏ طموحة‏ منطلقة‏ مبادرة‏ تساهم‏ في‏ قضايا‏ التنمية‏ والتحول‏ الديمقراطي‏ في‏ الداخل‏.‏
‏‏كيف‏ يتم‏ الإصلاح‏ السياسي‏ الشامل‏ من‏ وجهة‏ نظرك‏ وتخطي‏ المرحلة‏ الانتقالية‏ الي‏ مرحلة‏ الانطلاق؟
يجب‏ أن‏ نعطي‏ نموذجا‏ للثورة‏ المصرية‏ مختلفا‏ وأن‏ نقدم‏ مزجا‏ إيجابيا‏ بين‏ الإصلاح‏ والثورة‏ في‏ توقيت‏ معين‏ وذلك‏ بعمل‏ تغيير‏ ثوري‏ جزري‏ سريع‏ يمهد‏ لعملية‏ إصلاح‏ تدريجي‏ ولكن‏ ثابت‏ بحيث‏ يصعب‏ الانقلاب‏ عليها‏ وأحلامي‏ أن‏ تقدم‏ مصرالتوليفة‏ السحرية‏ فأنا‏ درست‏ الثورة‏ الإيرانية‏ وعلم‏ الثورات‏ وكنت‏ أشهد‏ وأري‏ الكثير‏ من‏ التجارب‏ التي‏ تبدأ‏ بطفرات‏ كبري‏ طموحة‏ ثم‏ تشهد‏ انتكاسات‏ وأخري‏ فيها‏ عمليات‏ إصلاح‏ شكلية‏ هزلية‏ لا‏ قيمة‏ لها‏ ولذلك‏ فلابد‏ من‏ وجود‏ سياسة‏ الصدمة‏ التي‏ تهزالمواطن‏ لفتح‏ الطريق‏ للإصلاح‏ لأن‏ فيه‏ مجالات‏ لن‏ أضغط‏ علي‏ زر‏ للإصلاح‏ فأنا‏ أريد‏ أن‏ تكون‏ مصردولة‏ قوية‏ ناجزة‏ نامية‏ محققة‏ للنهضة‏ الاقتصادية‏ ومجتمعا‏ مصريا‏ يؤمن‏ بالتنوع‏ الثقافي‏ والمرجعيات‏ الفكرية‏ وهي‏ ثراء‏ وتنوع‏ في‏ حرية‏ التعبير‏ فمصر‏ دولة‏ كبري‏ تستحق‏ أكثر‏ مما‏ عانته‏ خلال‏ النظام‏ السابق‏.‏
‏‏قلت‏ في‏ أحد‏ تصريحاتك‏ إنه‏ من‏ المهم‏ أن‏ يضرب‏ الفريق‏ المعاون‏ للرئيس‏ المثل‏ في‏ العمل‏ الجماعي‏ والجهد‏ المنظم‏ المتكامل‏ فكيف‏ يتحقق‏ ذلك‏ في‏ ظل‏ غياب‏ الليبراليين‏ والشباب‏ عن‏ الفريق؟‏
أؤمن‏ بروح‏ العمل‏ الجماعي‏ فمن‏ أخطر‏ آفات‏ العصر‏ الماضي‏ العمل‏ الفردي‏ وتشكيل‏ الفريق‏ الرئاسي‏ يعطي‏ نموذجا‏ للعمل‏ الجماعي‏ رغم‏ غياب‏ الليبراليين‏ والشباب‏ لكن‏ المشكلة‏ في‏ الاعتذارات‏ من‏ قبل‏ الشخصيات‏ وأتمني‏ أن‏ نري‏ مستقبلا‏ الوجوه‏ الشابة‏ والليبراليين‏ في‏ الفريق‏ لأن‏ العمل‏ الجماعي‏ يعد‏ ترجمة‏ لإعادة‏ البناء‏ السياسي‏ والمؤسسي‏ لمصر‏ ومخاطبة‏ هموم‏ المواطنين‏ والاستجابة‏ لطموحاتهم‏ وأن‏ يتم‏ وضع‏ رؤية‏ متكاملة‏ لصناعة‏ السياسة‏ في‏ مصر‏ ودعم‏ سلطات‏ وصلاحيات‏ الرئيس‏ وإعداد‏ رؤية‏ شاملة‏ تعظم‏ من‏ مبدأ‏ اتخاذ‏ المبادرات‏ والفعل‏ المدروس‏ .‏
‏‏كيف‏ يستطيع‏ السيد‏ الرئيس‏ أن‏ يكسب‏ معارضيه‏ ويصل‏ بالمصريين‏ الي‏ الوحدة‏ والتكامل‏ بينهم‏ علي‏ اختلاف‏ ميولهم‏ وانتماءاتهم‏ ؟
أن‏ يكسب‏ معارضية‏ لا‏ يعني‏ أن‏ تمشي‏ المعارضة‏ خلف‏ الرئيس‏ وحزبه‏ فلا‏ أتخيل‏ نظام‏ حكم‏ ديمقراطي‏ بدون‏ معارضة‏ حقيقية‏ تعمل‏ دورها‏ الطبيعي‏ والضروري‏ لأنه‏ دور‏ أساسي‏ لتقييم‏ السياسات‏ في‏ مصر‏ بشكل‏ موضوعي‏ ولا‏ أتحدث‏ عن‏ استقطابات‏ بقدر‏ ما‏ أتحدث‏ عن‏ أحزاب‏ حاكمة‏ تعمل‏ بموضوعية‏ ولا‏ تستنفر‏ استعداءات‏ بدون‏ داعي‏ والرئيس‏ عليه‏ دور‏ أن‏ يوضح‏ للقوي‏ المجتمعية‏ والسياسية‏ قراراته‏ وقيامه‏ بإجراءات‏ سياسية‏ معينة‏ وما‏ يتوقعه‏ من‏ مساعدة‏ الآخرين‏ وذلك‏ لإنجاح‏ التحول‏ الديمقراطي‏ وتحقيق‏ مصلحة‏ الوطن‏ .‏
‏ يصف‏ البعض‏ تلك‏ الفترة‏ بانها‏ تشهد‏ اخونة‏ للدولة‏ فما‏ هو‏ رأيك‏ ؟
الأخونة‏ مصطلح‏ يحمل‏ معاني‏ سلبية‏ أكثر‏ منه‏ معاني‏ إيجابية‏ لأنه‏ مرة‏ أخري‏ يضع‏ الإخوان‏ وزراعهم‏ السياسي‏ حزب‏ الحرية‏ والعدالة‏ كفصيل‏ مهيمن‏ ومسيطر‏ رغم‏ أنه‏ علينا‏ أن‏ نتعامل‏ معهم‏ كفصيل‏ سياسي‏ كبقية‏ التيارات‏ السياسية‏ الأخري‏ الموجودة‏ نتيجة‏ لانتخابات‏ برلمانية‏ أو‏ تنفيذية‏ لها‏ دور‏ محدد‏ لفترة‏ معينة‏ حتي‏ الانتخابات‏ القادمة‏ وأي‏ حزب‏ سياسي‏ يفوز‏ في‏ الانتخابات‏ ليقوم‏ بدوره‏ يحتاج‏ أن‏ يستعين‏ بكوادر‏ الحزب‏ وذلك‏ ما‏ يحدث‏ في‏ كل‏ دول‏ العالم‏ وليس‏ أخونة‏ إنما‏ أن‏ يقود‏ الحزب‏ الفائز‏ البلاد‏ تحت‏ رقابة‏ المعارضة‏ والقوي‏ السياسية‏ هو‏ أمر‏ طبيعي‏ حتي‏ انتخابات‏ أخري‏ ولذلك‏ لابد‏ من‏ وجود‏ الرأي‏ الآخر‏ للرقابة‏ المجتمعية‏ ويجب‏ أن‏ لا‏ نغفل‏ وننسي‏ أنهم‏ حرموا‏ من‏ حقهم‏ كمواطنين‏ علي‏ مدي‏ تاريخهم‏ من‏ الانتساب‏ لكافة‏ مؤسسات‏ الدولة‏ ولم‏ يسمح‏ لهم‏ بأن‏ تكون‏ لهم‏ أدوار‏ من‏ قبل‏ فمن‏ حقهم‏ شغل‏ الوظائف‏ العامة‏ وأن‏ يعاملوا‏ كبقية‏ المواطنين‏ وعودة‏ الحقوق‏ التي‏ أهدرت‏ حقوقهم‏ بسبب‏ انتماءاتهم‏ السياسية‏ .‏
‏‏هناك‏ توجهات‏ نحو‏ الشرق‏ في‏ السياسة‏ الخارجية‏ واتجاه‏ الرئيس‏ نحو‏ إعادة‏ العلاقات‏ مع‏ إيران‏ وغيرها‏ من‏ الدول‏ فما‏ هو‏ رأيك‏ في‏ ظل‏ خوف‏ الشارع‏ من‏ المد‏ الشيعي؟
أنا‏ من‏ أنصار‏ أن‏ مصرتحتاج‏ إلي‏ سياسة‏ تتيح‏ لها‏ الانفتاح‏ علي‏ العالم‏ كله‏ وتخطي‏ موروث‏ الماضي‏ وأن‏ لا‏ نختزل‏ العالم‏ كله‏ في‏ الغرب‏ فهناك‏ آسيا‏ وأمريكا‏ اللاتينية‏ والتي‏ يمكن‏ بالتعاون‏ معها‏ خلق‏ آفاق‏ للتعاون‏ الاقتصادي‏ ومن‏ الممكن‏ أن‏ نشكل‏ خطابا‏ تنمويا‏ دولي‏ جديدا‏ بالتعاون‏ مع‏ الدول‏ الأفريقية‏ والآسيوية‏ وأن‏ لا‏ نقصر‏ أنفسنا‏ علي‏ نمط‏ معين‏ فيجب‏ أن‏ ننظر‏ علي‏ النظام‏ الدولي‏ بشكل‏ شمولي‏ وهناك‏ قوة‏ صاعدة‏ لابد‏ من‏ التعاون‏ معها‏ وأنا‏ سعيدة‏ بزيارة‏ الرئيس‏ للصين‏ لأنها‏ مهمة‏ للغاية‏ وكان‏ لها‏ مردود‏ إيجابي‏ ولا‏ يمكن‏ أن‏ تتجاهل‏ مصر‏ دولة‏ مثل‏ إيران‏ وأن‏ تدير‏ لها‏ ظهرها‏ لوجود‏ خلافات‏ معها‏ ولأن‏ ذلك‏ اسميه‏ استسهالا‏،
‏وبالطبع‏ الخلافات‏ بين‏ ايران‏ ودول‏ الخليج‏ أكبر‏ بكثير‏ ومع‏ ذلك‏ هناك‏ بينهم‏ علاقات‏ وحوار‏ خليجي‏ ايراني‏ وهذا‏ منطق‏ العمل‏ الدولي‏ الدبلوماسي‏ فسياسة‏ المنع‏ اسهل‏ من‏ سياسة‏ المبادرة‏ وايجاد‏ بدائل‏ جهد‏ دبلوماسي‏ وتفاوضي‏ وعندما‏ تملي‏ سياسات‏ بعينها‏ اتحاور‏ معها‏ وابرز‏ وجهة‏ نظري‏ والوطن‏ لا‏ يحتمل‏ المزيد‏ من‏ السياسات‏ السهلة‏ التي‏ تقبل‏ الانصياع‏ للاملاءات‏ الخارجية‏ نعم‏ لابد‏ أن‏ ننفتح‏ علي‏ ايران‏ ونتحاور‏ ونقنع‏ الاخر‏ ونحد‏ من‏ دوره‏ السلبي‏ وأعتقد‏ ان‏ المخاوف‏ من‏ المد‏ الشيعي‏ تحكمها‏ الهاجس‏ اكثر‏ من‏ الواقع‏ وان‏ الثقافة‏ المصرية‏ الوسطية‏ الاسلامية‏ قوية‏ متجزرة‏ لا‏ تخاف‏ من‏ المد‏ المذهبي‏ بل‏ تنشر‏ وتؤثر‏ وفكرة‏ المذهبية‏ يتم‏ فرضها‏ مؤخرا‏ علي‏ العقلية‏ المصرية‏ التي‏ لابد‏ ان‏ تتخطاها‏ فنحن‏ قادرون‏ علي‏ صد‏ اي‏ تشيع‏ لمصر‏ ولدينا‏ أليات‏ مواجهة‏ ذلك‏ فمصر‏ وقعت‏ تحت‏ الحكم‏ الفاطمي‏ لمئات‏ السنين‏ ولم‏ تتشيع‏ ولكن‏ يربطنا‏ حب‏ آل‏ البيت‏ وهومتجزر‏ في‏ قلوب‏ المصريين‏ ولا‏ يمثل‏ خطرا‏.‏
‏‏لكن‏ هناك‏ اختلافات‏ واضحة‏ في‏ المواقف‏ السياسية‏ بين‏ مصر‏ وايران‏ خاصة‏ بعد‏ اعلان‏ الرئيس‏ بضرورة‏ انتهاء‏ حكم‏ بشار‏ الأسد‏ ؟
‏ المبادرة‏ والمواجهة‏ والحوار‏ مع‏ الآخر‏ سبل‏ مهمة‏ للتعامل‏ مع‏ الملفات‏ العلاقات‏ الخارجية‏ ونحن‏ مختلفون‏ مع‏ موقف‏ الصين‏ وإيران‏ وسوريا‏ و‏ لكن‏ هناك‏ علاقات‏ وحوارات‏ مستمرة‏ ويجب‏ أن‏ نحاول‏ أن‏ نؤثر‏ من‏ خلال‏ الوجود‏ والحوار‏ وكنت‏ سعيدة‏ جدا‏ عندما‏ تناقلت‏ وكالات‏ الأنباء‏ عن‏ رأي‏ الرئيس‏ مرسي‏ بضرورة‏ ذهاب‏ نظام‏ الأسد‏ والمبادرة‏ الرباعية‏ المصرية‏ التركية‏ السعودية‏ الإيرانية‏ لإيجاد‏ حلول‏ لسوريا‏ وهذه‏ مصر‏ كما‏ أفهمها‏ تدخل‏ بثقلها‏ لتؤثر‏ لا‏ أن‏ تشجب‏ وتندد‏ .‏
‏ مصر‏ تتعرض‏ للمؤامرات‏ من‏ الخارج‏ والداخل‏ وخاصة‏ التقسيم‏ فكيف‏ ستواجهين‏ ذلك‏ ؟
أقوي‏ الداخل‏ وأمكن‏ القوي‏ الوسطية‏ والليبرالية‏ واليسارية‏ والعقلاء‏ من‏ كل‏ التيارات‏ من‏ أن‏ يكون‏ صوتهم‏ الأعلي‏ لأن‏ في‏ كل‏ فئة‏ سياسية‏ فيها‏ فئة‏ تقدم‏ طرحا‏ متطرفا‏ والمؤامرات‏ ستظل‏ لصيقة‏ بمصر‏ لمكانتها‏ ودورها‏ التاريخي‏ لكن‏ الفيصل‏ دائما‏ كانت‏ قوة‏ الجبهة‏ في‏ الداخل‏ وكلما‏ وهن‏ الداخل‏ لعبت‏ الأصابع‏ الخارجية‏ وتنفث‏ في‏ نار‏ الانقسامات‏ الموجودة‏ وتضخمها‏ وتوظفها‏ لمصالحها‏ نعم‏ هناك‏ تنويعات‏ وتيارات‏ فكرية‏ مختلفة‏ لكن‏ الشراكة‏ الوطنية‏ هي‏ الحل‏ الوحيد‏.‏
‏‏متطلبات‏ المنصب‏ الجديد‏ قد‏ تفرض‏ عليك‏ الكثير‏ من‏ المسئوليات‏ فهل‏ ستتخل‏ عن‏ عملك‏ كأستاذة‏ جامعية‏ وأيضا‏ عن‏ مركز‏ دراسات‏ الحضارة‏ ؟
التفرغ‏ للعمل‏ كمساعدة‏ للرئيس‏ يترك‏ بداخلي‏ نقطة‏ حزينة‏ لأن‏ اتصالي‏ بالطلبة‏ والإحساس‏ بنبضهم‏ الشاب‏ والتعلم‏ منهم‏ معنويا‏ وعلميا‏ ولكن‏ لابد‏ من‏ التركيز‏ علي‏ مهامي‏ في‏ مؤسسة‏ الرئاسة‏ ولفترة‏ مؤقتة‏ وبمجرد‏ انتهاء‏ مهمتي‏ أعود‏ إليهم‏ .‏
‏‏متي‏ تشعري‏ أنك‏ حققت‏ كل‏ أهدافك‏ وأحلامك‏ ومتي‏ تعتذرين‏ عن‏ المنصب‏ وتنسحب؟
أحس‏ بأنني‏ تحققت‏ عندما‏ يحدث‏ تطور‏ ديمقراطي‏ حقيقي‏ في‏ مصر‏ ونجاح‏ السياسة‏ الخارجية‏ في‏ إرساء‏ النهضة‏ التنموية‏ والاقتصادية‏ وانسحب‏ عندما‏ أشعر‏ أنني‏ لم‏ أوثر‏ ولم‏ أحقق‏ ماتمنيته‏ لمصر‏ وشعبها‏.‏
‏‏مابين‏ منصبك‏ الجديد‏ وكونك‏ زوجة‏ وأما‏ كيف‏ توفقي‏ بين‏ كل‏ أدوارك؟
أنا‏ ادعو‏ لزوجي‏ وأولادي‏ لأنهم‏ يحتملو‏ ذلك‏ معي‏ وزوجي‏ يناصرني‏ دائما‏ وشجعني‏ علي‏ قبول‏ المنصب‏ ويري‏ أن‏ دوري‏ مهم‏ وهو‏ يساند‏ عملي‏ ويري‏ أنه‏ دور‏ مهم‏ لخدمة‏ الوطن‏ .‏
نقلا عن نصف الدنيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.