وزير الزراعة عن المبنى القديم للوزارة: لا نية لبيعه وقد ننفذ مشروعا يليق به    بعد رفع العقوبات.. السعودية وقطر تعلنان دعما ماليا مشتركا للقطاع العام في سوريا    رسميا.. إمام عاشور يتوج بلقب هداف الدوري الممتاز    الزمالك ينهي الدوري بثنائية أمام فاركو    حريق هائل داخل مطعم شاورما في شارع ترسا بالهرم    انطلاق فعاليات الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي سبتمبر المقبل    محمد صبحي يؤكد أهمية حديث الفن والمجتمع عن قضايا حقوق الإنسان في ظل ما يحيط بالعالم من أحداث    وزير الصحة يتفقد أحدث غرف العمليات «الكبسولة» والأولى في مطروح بمستشفى العلمين النموذجي    «الأعلى للجامعات» يعتمد قواعد تنسيق القبول    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    عاصفة الإسكندرية.. أستاذ استشعار عن بعد: البحر المتوسط يشهد ظواهر مناخية جامحة    تباين أداء القطاعات وسط تحسن المؤشرات وصعود رأس المال السوقي    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    غدا.. تنبيه من «البترول» بشأن تسجيل قراءة عدادات الغاز يونيو 2025    وزير الحكم المحلي الفلسطيني: مصر تلعب دورا محوريا للتوصل إلى وقف إطلاق النار    وزير الثقافة وخالد جلال وحماده الموجي أول الحاضرين فى عزاء والد رئيس دار الأوبرا    حكم صيام يوم عرفة وعلى من يجوز    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    بعد تداول فيديو ضربها.. القومي للطفولة والأمومة يودع ضحية عنف والدها في المهندسين دار رعاية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    «بقالي 20 سنة بغني ولسه بيداري».. موقف طريف بين روبي وجمهورها في الأردن (فيديو)    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: سياسة التجويع الإسرائيلية مستمرة منذ 20 عاما    مصرع وإصابة 3 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة في قنا    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال رصف شارع الجيش بدسوق    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    إنتر ميلان يطارد النجمة الرابعة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2025    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    وزارة الصحة تعلن خطة التأمين الطبي لعيد الأضحى المبارك وموسم الاجازات الصيفية بجميع المحافظات    أيمن أبو عمر يوضح أعظم العبادات والطاعات في عشر ذي الحجة    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    وزير الخارجية ل"صوت الأمة": السياسة الخارجية المصرية تستند لمبدأ "الاتزان الاستراتيجي"    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    سقوط طالبة من سلم الدور الأول بكلية البنات عين شمس والجامعة تنقلها لمستشفي الطوارئ    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    عبدالصادق: تجديد الاعتماد لكلية الطب البيطرى يعكس تطوير منظومتها التعليمية    محمد الريفي عن طليقته: ربنا يكرمها ويكرمني.. ومستحيل أتكلم عن الماضي    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    كسر ماسورة غاز في المنيا والحماية المدنية تسيطر على الموقف    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    وزيرة التنمية المحلية تطمئن على جاهزية محافظة الإسكندرية لمواجهة الطقس السيئ    250 مليون نحلة طليقة في الهواء بعد انقلاب شاحنة.. ماذا حدث في واشنطن؟    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    الزمالك وفاركو.. استعداد أمني مشدد لتأمين مباراة الجولة الأخيرة من بطولة الدوري    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    رسوم ترامب والسباق الانتخابي الكوري الجنوبي: من يحسم المواجهة؟    القنوات الناقلة ل مباراة الأهلي والاتحاد مباشر في دوري سوبر السلة والموعد    الإفتاء تكشف كفارات الحج التي وضعها الشرع    «كنت سندي في مواقف كتير».. نجم الأهلي يودع معلول برسائل مؤثرة    "ليس جمهور الأهلي".. إمام عاشور يعلق على لقطة إلقاء الزجاجات على كولر    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العرابي وزير الخارجية السابق ل آخر ساعة:
مقعد مصر لايمكن لأحد أن يحتله
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 02 - 2012

❊❊ في بداية الحوار سألته عن مدي تأثير الأوضاع غير المستقرة علي الصعيد الداخلي في مصر والأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط علي إمكانية إيجاد سياسة خارجية مصرية فاعلة في الوقت الراهن؟
قال : مصر تعاصر اليوم وضعا غير مسبوق في تاريخنا الحديث فلم يحدث أن تعرضت مصر في الماضي القريب لمثل ما نتعرض له حاليا من الدخول في مثل هذه الدوامة السياسية والاقتصادية ولا أعتقد أن السياسة الخارجية يمكن أن تنطلق بشكل فعال في مثل هذه الأوضاع الراهنة لأن السياسة الخارجية لها جذورها في نطاق السياسة الداخلية وكل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر ومن ثم فنحن نمر بمرحلة من القلق وعدم الاستقرار وبالتالي فإن سياستنا الخارجية لن تكون فاعلة ومؤثرة بالشكل اللائق بدور مصر.
وأضاف: لديّ قناعة كاملة ويجب أن نستبشر خيراً بشأن مستقبل السياسة الخارجية المصرية فعندما يكون لدينا دستور دائم ورئيس منتخب ووزارة مستقرة ودائمة بالإضافة إلي مجلس شعب مستقر سوف يساعد ذلك علي دعم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والأخلاقية، ومن ثم ستؤثر هذه المنظومة المتكاملة إيجابيا علي دور مصر الإقليمي والدولي.
وقال العرابي: إن مقعد مصر في حقيقة الأمر شاغر ولكنه في انتظارها ولايمكن لأحد أن يحتل مقعد القيادة في المنطقة العربية سوي مصر.
مزايا متعددة
❊❊ ماذا بشأن رؤيتكم لملامح وأبعاد السياسة الخارجية المستقبلية التي يجب أن تتواءم مع مرحلة مابعد ثورة 25 يناير؟
سياسة مصر الخارجية في المرحلة القادمة سوف تتميز بعدة مزايا أولي هذه المزايا هي أنه سوف يكون هناك اعتبارات كبيرة لقوة الرأي العام داخل مصر وسوف تعبر السياسة الخارجية بصفة دائمة عن إرادة الشعب بمعني أنه بعد 25 يناير استعاد الشعب المصري سيادته أكثر من أي وقت مضي وهذا سيكون له انعكاس إيجابي بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية.
ثانيا: في العهد الماضي كانت السياسة الخارجية المصرية تستقطع جزءا كبيرا من جهدها وطاقتها في الدفاع أكثر من الهجوم بمعني الانشغال الدائم واضطرارها إلي الدفاع عن بعض المواقف السلبية مثل نقص الديمقراطية وبعض الموضوعات المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان وعدم الشفافية وغيرها ومن ثم فإن هذا الجهد سوف يتوجه إلي نطاقات أخري تحترم مصالح الوطن بصفة إيجابية.
ومن ناحية ثالثة فإنني أعتقد بأن السياسة الخارجية لمصر في الفترة القادمة لابد أن تتحلي بذراعين هامين أحدهما اقتصادي والآخر ثقافي ولابد من إعادة تدعيم الدور الذي تقوم به الدبلوماسية المصرية في خدمة الاقتصاد علي أساس أن السياسة والاقتصاد لاينفصلان عن بعضهما البعض وكل منهما يؤثر في الآخر إيجابا وسلبا.
وأضاف الوزير العرابي ل آخر ساعة: الدبلوماسية المصرية عليها أيضا استغلال قوة مصر الناعمة القائمة علي الثقافة وفاعلية دور الأزهر والكنيسة المصرية لدي بلدان كثيرة لأن كل ذلك يمكن أن يصب في النهاية لمصلحة السياسة الخارجية ويدعم من دور مصر الإقليمي والدولي.. وبلا شك وعلي حد قول الوزير العرابي فإن مصر الديمقراطية سوف تدعم من علاقاتنا بالخارج لأننا عندما ننعم بنظام ديمقراطي سوف نستطيع التعامل مع الآخرين بشكل فيه ندية وتكافؤ وعدم تبعية.
❊❊ العلاقات المصرية الأمريكية تمر في الفترة الحالية بحالة من التوتر والشد والجذب في ضوء قضية التمويل الأجنبي غير القانوني لمنظمات المجتمع المدني علي أرض مصر والمتهم فيها العديد من الأمريكيين وفي ضوء التهديد الأمريكي بقطع المعونة كرد فعل إزاء ذلك؟
العلاقات مع الولايات المتحدة مركبة ومتشابكة ولايمكن اختزالها في فكرة المعونات أو تمويل لمنظمات المجتمع المدني ويجب التعامل مع هذه القضية بمعزل عن جوهر العلاقات المصرية الأمريكية لأن الولايات المتحدة لا يستطيع الاستغناء عن مصر ومصر ذات الدور القوي والمؤثر في المنطقة لاتستغني عن علاقاتها الهامة مع الدول المؤثرة عالميا وعلي رأسهما الولايات المتحدة ففكرة الاستغناء التي قد يطرحها البعض في الجانبين المصري والأمريكي بها قدر من الانفعال لايراعي مصلحة الدولتين.. وأوضح الوزير العرابي: لقد كان لدينا بعض الأخطاء في النظام السابق عندما غضضنا النظر عن هذه المنظمات الأمريكية وهي بالمناسبة منظمات سياسية مرتبطة بأحزاب سياسية أمريكية وهي ليست منظمات حقوقية أو تنموية فالتنموي والحقوقي ليس له أي مشاكل وإنما هذه المنظمات ذات الصبغة السياسية كان لابد من وقفة إزاءها لأن تدريب المصريين علي الحشد والانتخابات وغيرها هي مسئولية مصر وليس مسئولية أي دولة أخري ولابد أن يدرك الطرف الأمريكي ذلك.
وأضاف: أعتقدأن زيارة ماكين لمصر أخيرا كانت تهدف إلي تهدئة الخواطر وفتح نافذة للحل وأعتقد أنه نجح في ذلك بالرغم من أنه من صقور السياسة الخارجية الأمريكية ولكن علينا أن نترك نافذة للحل حتي لايحدث تصعيد أكثر من اللازم وإيجاد الحلول يكون من خلال الدور الذي تمارسه كل من الدبلوماسية المصرية والأمريكية وكذلك الإعلام في الدولتين عليه دور في تسهيل فرص الحل المتاحة للأزمة.
جامعة للشعوب العربية
❊❊ هل يمكن للجامعة العربية بوضعها الحالي التواكب مع المتغيرات الجذرية في المنطقة والتي نتجت عن ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط وكيف يمكن تطوير دورها؟
الجامعة العربية ستواجه مأزقا في الفترة القادمة سوف يؤثر علي نشاطها إذا لم تتفاعل بفاعلية مع المتغيرات الجذرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في أعقاب ثورات الربيع العربي فتركيز الجامعة العربية دائما علي الشق السياسي وبالتالي إذا لم تطور الجامعة من نفسها في المستقبل القريب وتركز علي ما يهم الإنسان العربي بحيث تصبح جامعة للشعوب العربية فإنها سوف تضع نفسها في مأزق كبير.
وعلي كافة الأحوال فإنه من حسن الحظ أن الجامعة العربية في الفترة الأخيرة اتخذت الكثير من المواقف إلي جانب الشعوب العربية أكثر منها إلي جانب الحكومات مما أكسبها مصداقية، وبما يشير إلي أن هناك اهتماما من الجامعة بأن تصبح جامعة للشعوب العربية بمعني الاهتمام بالإنسان العربي وبكل مقومات بنائه من تعليم وثقافة واقتصاد وصيانة حقوقه وحرياته، وقد بدأت الجامعة بعقد قمم اقتصادية خلال السنوات الأخيرة وعليها أن ترتب لعقد قمم اجتماعية وثقافية وغيرها.
بداية النهاية
❊❊ الثورة في سوريا أقتربت من عامها الأول ومازالت آلة القمع التابعة لنظام بشار الأسد تحصد آلاف الأرواح البريئة دون انصات لصوت العقل أو التفات لأي مبادرة عربية أو نداء دولي فهل يمكن أن تستمر هذه الأوضاع لفترة طويلة قادمة بمثل هذا الشكل ولاسيما أن هناك مخاوف من حرب أهلية؟
ليس من مصلحة أي دولة عربية أن تري سوريا منهارة بل علي العكس وعندما توليت وزارة الخارجية قلت حينذاك أن الاستقرار وسرعة الإصلاحات في سوريا هما الوصفة السحرية للنظام السوري ولكن للأسف تأخروا كثيرا في الاستجابة وهم يجنون نتيجة هذا التأخر في الإصلاح.
وقلت مرة أخري أن أي زعيم عربي يصل إلي حد أن يصبح عبئا علي شعبه تكون هذه بداية النهاية وأعتقد أن نظام بشار الأسد وصل إلي هذه النقطة منذ فترة وكان لابد له من إدراك هذه الحقيقة وبالتالي فإن نهاية النظام تقترب ولكن نزيف الدماء، سوف يستمر لفترة في سوريا وهناك بعض المقاومة ولكن حتي يكتب لنظام بشار النهاية فإن الشعب السوري يدفع الثمن والشعب العربي يتألم لذلك لأن التغيير في سوريا استهلك الكثير من الدماء والموارد في بلد مهم جدا استراتيجيا بالنسبة لاستقرار العالم العربي.
نظرة جديدة
❊❊ أصيبت عملية السلام بالشرق الأوسط بالجمود والتصلب التام ولم نعد نسمع عن جهود دولية تبذل من أجل استئنافها فما هو السبيل لإعادة إحياء عملية السلام وعودة الحقوق العربية؟
نتوقع أنه خلال الفترة القادمة لن نشهد أي تقدم إيجابي فيما يتعلق بعملية السلام ولكن قد يكون هناك تطور إيجابي في جهود المصالحة بين فتح وحماس وهذا نابع من التغير الاستراتيجي في المنطقة فما يحدث في مصر أثر استراتيجيا علي مواقف فتح ومايحدث في سوريا يؤثر علي وضع حماس وبالتالي هناك حاجة استراتيجية تدفع بالطرفين نحو المصالحة وأتوقع أن تكون المصالحة بينهما قريبا.
ولكن في نفس الوقت علي الجانب الآخر إسرائيل لم تمد ذراعها خلال الفترة الماضية لجهود السلام بل ماضية في بناء المستوطنات ولا تأبه بأي نداء كما أنني لم أر أي مسئول أمريكي يتكلم أخيرا عن عملية السلام ولكنني أؤكد أن راسمي السياسة في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ينظرون للعالم العربي بشكل مختلف الآن في أعقاب ثورات الربيع العربي وأؤكد لك أن إسرائيل تدرك أنها في وضع استراتيجي جديد وأنها أكثر ضعفا من الأوضاع السابقة فعندما تصبح الديمقراطية هي السمة الغالبة في الدول العربية فهذا يعني ما يصاحب ذلك من تقدم اقتصادي وأن تصبح هذه الدول صاحبة قرارها وهذا يقلق إسرائيل إلي حد كبير.. وبالتالي فإنني أتوقع بعد استقرار الأمور في مصر والمنطقة العربية والتوصل لمصالحة بين فتح وحماس سوف يكون هناك بداية لزخم جديد لعملية السلام.
خطوة رمزية
❊❊ هناك من يتخوف من أسلوب إيران ذي الصبغة المتطرفة ومحاولة فرض الهيمنة علي الآخرين.. كيف ترون إمكانية عودة العلاقات؟
هناك جدل قائم حول العلاقات مع إيران ولكنني أري أن مصر بعد ثورة 25 يناير من الممكن لها أن تقوم بخطوة رمزية لبناء علاقات صحية مع إيران فمصر تملك سفيرا وسفارة بطهران ولكن علي مستوي القائم بالأعمال وأنا لا أري أي مانع خلال الفترة القادمة وبعد استقرار الأمور في العمل علي رفع درجة التمثيل الدبلوماسي علي مستوي السفراء بين البلدين.. ولكن هذا لايعني أن العلاقات أصبحت طبيعية فلابد من دراسة متأنية لكل خطوة نقوم بها لتطوير العلاقات مع إيران فعلي سبيل المثال نستطيع النظر في أفكار كثيرة مثل استيراد القمح من إيران أو تنشيط عضوية مصر في إطار مجموعة ال D8 التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهي مجموعة اقتصادية واعدة بحيث يتم التعاون الاقتصادي من خلالها مع إيران والدول الأخري الأعضاء كتركيا كما يمكن تنشيط العلاقات علي مستوي رجال الأعمال ورجال الصحافة والإعلام وشباب الدبلوماسيين وغيرها وكنت قد تقدمت باقتراحات مشابهة لذلك عندما كنت أمثل مصر في اجتماعات ال D8.
وكما أشرت في سؤالك فإن إيران لها أسلوب هجومي في الانتشار بعكس تركيا وهناك مخاوف أخري وهي مخاوف مشروعة تتعلق بالأمن المصري الداخلي وأمن الخليج ولابد أن يتم بحث كل هذه الأمور مع إيران بشكل مكثف فمصر دولة كبري في المنطقة وإيران يجب أن تعي هذه الحقيقة وهذا هو الأساس لقيام علاقات صحية مع إيران فرفع درجة التمثيل مع إيران لن يضر أحدا بل يأتي برسالة اطمئنان للجميع بأن مصر تدير علاقاتها بشكل جديد وأن قرارها وطني نابع عن إرادتها ومصلحتها فوق كل اعتبار.
رصيد كبير
❊❊ في السنوات الأخيرة علاقات مصر بأفريقيا شهدت بعض التراجع تجاه التعامل مع بعض القضايا الحيوية فكيف يمكن لمصر البناء من جديد علي رصيدها في قلوب الأفارقة وإزالة أي شوائب عالقة قد تضر بمصالح الأمن القومي؟
اتفق معك بأن مصر لديها رصيد كبير في أفريقيا منذ أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقد شاهدت بنفسي ذلك عندما رافقت الدكتور بطرس غالي حينما كان وزير دولة للشئون الخارجية في جولاته الأفريقية كما لمحت هذا الرصيد عندما توليت منصب وزارة الخارجية أخيرا خلال الاستقبال الحافل لي ولوفد مصر في القمة الأفريقية بغينيا الاستوائية في أعقاب ثورة 52 يناير.
وفيما يتعلق بملف مياه النيل فإنه عندما تفقد مصر الهيبة التي كانت لديها علي مر التاريخ فإن ذلك يؤثر علي مواقف الدول الأخري وعندما تنقطع الزيارات علي مستوي رئيس الدولة لهذه الدول فإن ذلك يفقد مصر الكثير من هيبتها ولكن هذا لايعني أن مصر لا تستطيع استعادة هذا الدور ومن موقع قوي بأن تؤكد لدول حوض النيل رغبتها في التعاون وأن حوض النيل هو مجال للتعاون وليس مجالا لضغط دول علي دول أخري وبالتأكيد علي أن مصر لايمكن أن ترضخ لأي نوع من أنواع الابتزاز.
ضخامة التحدي
❊❊ وفي نهاية الحوار قلت لوزير الخارجية السابق محمد العرابي بصفتك مواطنا مصريا غيورا علي مستقبل الوطن كيف تري ملامح رئيس مصر القادم وهل توافق علي ما يتم طرحه الآن فيما يعرف باسم الرئيس التوافقي؟
إنني أشفق علي رئيس مصر القادم فأمامه تحديات كبيرة وضخمة وأتمني له التوفيق ويجب أن يقف الشعب المصري من ورائه ويساعده في إنجاز مسئولياته الكبيرة وعلينا أيضا كمواطنين التهدئة وعدم التلويح الدائم بالنزول إلي ميدان التحرير حتي نعطي لمن سيتولي هذه المسئولية الفرصة للإنجاز.. وعلي كافة الأحوال فإنني أري أن ملامح رئيس مصر القادم تتركز في عدة نقاط هامة هو أنه يجب أن يكون إنسانا خلاقا ومتواضعا يسمع أكثر مما يتكلم لديه القدرة علي الاتصال بمجموع الناس ولايفصل نفسه عنهم ويستطيع التعامل بهيبة وكرامة مع الدول الأخري وعليه أن يراعي حقوق الإنسان وحماية حقوق المرأة والطفل والمسن حماية كاملة.
وأضاف : بغض النظر عن تحديدي لمن هو الأنسب لهذا المنصب أود أن أذكر شيئا هاما هو أنه للأسف هناك البعض ممن يطلقون عليهم مرشحين محتملين للرئاسة لديهم قناعة داخلية بأنهم مؤهلون لهذا المنصب ونحن كشعب مصر في غني عن مثل هؤلاء وأريد أن أوجه لهم النصح بأن يقوموا بتقديم اعتذار للشعب المصري لمجرد أنهم فكروا في الترشح للرئاسة.
وكلمة أخيرة فإنني عندما سمعت عن الأفكار المطروحة بشأن العمل علي طرح أسماء لما يسمي بالرئيس التوافقي فإنني لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة وإنما هي فكرة تسيء لأي شخصية تقبل بها أكثر من نفعها له وبالفعل فقد رفض الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية قبول هذا الاقتراح ومنذ الوهلة الأولي كنت أعلم أنه سيرفض ذلك لأنني لا أشك في ذكائه علي الإطلاق.
وهنا أود أن أؤكد بأن خدمة الوطن يمكن أن تكون من أي موقع وأنا حاليا أشغل موقع أمين حزب مصر أكتوبر الذي تم إعلانه في شهر ديسمبر الماضي ويسعي إلي تحقيق المصالحة والتوافق الوطني بين كافة أبناء شعب مصر وهو حزب سياسي بالطبع ولكن له أهداف تنموية ويهتم بهموم الشعب المصري ولايسعي إلي الحصول علي مقاعد في مجلسي الشعب والشوري أو الرئاسة في الفترة الحالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.