إنه طوفان تبدو نذره واضحة و ظاهرة للعيان لا يخطئها نظر و لا حدس،إنه طوفان نفاق الرئيس.....طوفان النفاق.....ذلك الوجه القبيح بابتسامته الساخرة الذي يمكن لك أن تراه واضحة بين الكلمات، أو حتي في باطن الأفعال التي يقوم بها محترفو النفاق...انها تلك الابتسامة الساخرة التي تتبدي لك من إناس إحترفوا تركيب و استخدام قرون استشعارٍ يلتقطون بها اشارات تنبئ عن اتجاهات الرياح داخل مراكز النفوذ و القرار في أي بلد أو مؤسسة أو حتي شركة، ليبدأوا موجة تسونامي من التطبيل نفاقاً لمن بيده القرار.....هم يعرفون الي أين يتجهون.....لديهم حساسية عالية في تحديد من يجب آن يتوجهوا اليه بنفاقهم ، و مدي قبوله أو رفضه...فهم يملكون مجسات تقيس عرض الابتسامة علي وجه المسؤول ليعرفوا منها إتجاه أشرعتهم في بحر النفاق ....لديهم الجرأة علي إطلاق بالونات إختبار لقياس أعماق الجمل و الكلمات التي سوف يستخدمونها....يعرفون - بقرون استشعارهم- أي نوع من النفاق يستخدمون، و ما إذا كان كافياً إسباغ صفات الحكمة و الذكاء و التفرد علي المسؤول الذي ينافقونه أم أن الأمر يستدعي السير في طريق الهجوم علي منافسي المسؤول و معارضيه و من لا يرضي عنهم ، يعرفون الي أي حد يمكن الإستمرار في الهجوم....و هل يكتفي بنقل أخبار المنافسين للمسؤول أم أنهم يمكنهم الإتجاه إلي منحدر "فرش الملاءات" بكل مشتملاته. إنه النفاق الذي يجعل واعظا يصف قرارات إدارية لمسؤول بتغيير قيادات قطاع من الحكومة بإنها أهم من قرار تأميم قناة السويس ، و لمن لا يعرف من الأجيال الجديدة أن قناة السويس حين أُمِمتْ كانت في يد الأعداء مغتصبي الوطن من الانجليز و الفرنسيين، و كانت استعادتها هي في الحقيقة استعادة لحق المصريين في أرضهم و مالهم...انه النفاق الذي يجعل مطبوعة حكومية تصور المسؤول علي غلافها في صورة فارس يمتطي صهوة جواده ليتخطي الحواجز، و ربما يقول قائل إنها تأتي في إطار ال " صورة تعبيرية" ، و لكن كان يتوجب علي إدارة المجلة أن تكون آكثر إدراكا لحساسية المصريين للنفاق و كل مايدل عليه بالذات في الفترة الأخيرة بعد أن عانوا منه لسنوات طويلة في أنظمة سابقة....إنه النفاق الذي يجعل كاتبا معروفاً يهين فنانة قررت الإشتراك في مظاهرات معارضة للحكومة، و يسخر منها و يصفها بما يمكنننا إعتباره في أقل الأحوال خروج علي الذوق و اللياقة....إنه النفاق الذي لا يعرف سقفاً و لا حداً و يجعل واعظا يمد خط النفاق علي إمتداده ليتهم من يخرج في مظاهرات ضدد الحاكم بالخوارج الذين يجب قتالهم، ليلتقط آخرٌ طرف الخيط و يصل به الي الذري ليتهم المعارضين للحكومة بأنهم معارضين لل ،فالحاكم يحكم باسم الله. ياسادة.... إن للنفاق رائحة تزكم الأنوف ، إنها تلك الرائحة التي تميز أناس بأعينهم....آناس إحترفوا تسلق كل الأشجار ، أناس أحترفوا اللعب علي كل الحبال في سبيل تحقيق مكاسب شخصية من أي نوع....حتي و لو كانت مكاسب وهمية يوحون بها إلي بسطاء الناس ليوهموهم بأنهم الاقرب إلي مراكز النفوذ و صنع القرار ، ليوهموا البسطاء بانهم المَرضيُّ عنهم من أصحاب السلطة.....إن هؤلاء المنافقين يشكلون خطرا ماديا و حقيقيا علي الأرض علي آصحاب السلطة أنفسهم فصاحب السلطة ربما يحتاج إلي جهاز دعائي قوي و محترف ليبرز إنجازاته الحقيقية و الواقعي، و لكن وجود المنافقين حوله يقتل كل إنجاز و جهد مبذول، إن المنافقين خطر لأنهم مستعدون لبيع ذممهم و ضمائرهم لمن يدفع آكثر . و هنا يمكنهم أن يبيعوا أصحاب السلطة من أجل مكاسبهم....إنهم يشكلون خطراً ، لأنهم بإستخدامهم المفرط لإسمه يجعلون الناس تنفر منه و ترسم له صورة ذهنية سلبية كمن يقبل النفاق و يكافئ عليه، و تضيع كل جهود صاحب السلطة في الإصلاح بسبب حاملي المباخر ، قارعي الطبول ،الأكالين علي كل الموائد.....إن صاحب السلطة لابد آن يكون واعيا لهذه الطائفة من الناس....لابد أن لا يفقد القدرة و الإصرار و الصبر علي كشفهم و تعريتهم و رفض نفاقهم علانية أمام الرأي العام....لابد من إيقافهم عند حدهم و عقابهم إذا لزم الأمرُ إن هم أصروا علي النفاق فهم كالسوس ينخر في جسد أي منظومة تملك السلطة و النفوذ حتي يقضي عليها في النهاية.