عندما قامت شركة توماس كوك بتسيير اول رحلة بالقطار عام 1880 بين انجلترا وفرنسا لم تكن تتوقع إقبالا كبيرا من الجماهير علي حجز التذاكر حتي انه يقال أن التذاكر نفذت في غضون ايام قليلة. واستغرقت الرحلة حوالي خمسة ايام،وكانت حدثا مهما تحدثت عنه كافة الصحف الاوروبية آنذاك. والفضل في ذلك يعود الي الحملة الإعلامية الضخمة التي تبنتها الشركة الإنجليزية،وكانت أولي اللبنات في بناء ما تم تعريفه لاحقا بالإعلام السياحي. وقد خطي الإعلام السياحي خطوات كبيرة للأمام بفضل جهود رجال وضعوا علي عاتقهم قهر المستحيل، وتحدي الصعاب، حتي أصبح أبنائهم اليوم قادرين علي التسويق لأي فكرة ما،بل وإقناع الجمهور بفائدة تلك الفكرة. واليوم أصبحنا نري الإعلام السياحي يسوق لرحلات سياحية الي الفضاء،بدأت الفكرة عام 2001،ومازال حلم الملايين من البشر علي سطح هذا الكوكب هو السفر الي الفضاء، والذي أصبح ممكنا ومتاحا لمن يملك المقدرة المالية. ومن هنا نبدأ حديثنا عن أهمية الإعلام السياحي ودوره الهام في تنشيط السياحة بكامل عناصرها. فالاعلام السياحي يقوم بعدة مهام أساسية من أهمها علي الإطلاق قيامه بتوضيح الإمكانيات والمقومات المتعددة التي تتمتع بها البلدان،وذلك عن طريق النشر الإعلاني او الصحفي في كبريات وسائل الإعلام المختلفة. كما يهتم الإعلام السياحي بمتابعة كل ما ينشر في خارج البلاد سواء كان سلبيا او إيجابيا و تحليله ثم عرضه علي صانعي القرار. ويركز الإعلام السياحي علي التطوير المستمر لكافة المطبوعات السياحية حتي تتماشى مع أحدث تقنيات العصر.وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي لابد للاعلام السياحي من إنشاء مواقع متميزة علي شبكة الإنترنت لمواكبة التطورات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات. واهتمت معظم الدول التي تهتم بصناعة السياحة اهتماما حقيقيا بتعظيم دور الإعلام السياحي وتوفير بل تسخير كافة السبل لإنجاحه. فسخرت وسائل الاعلام المختلفة من تليفزيون وإذاعة وصحافة للقيام بمهام التنشيط السياحي وتثقيف المواطن بأهمية السياحة، ودورها الحيوي في بناء مجتمعات حضارية جديدة. وتعددت البرامج التليفزيونية الموجهة لخدمة القطاع السياحي بغض النظر عن نجاح تلك البرامج او فشلها فهذا أمر آخر يعود الي الحرفية والمنهج العلمي. التواجد المكثف في الأسواق المستهدفة هو اهم مهام الإعلام السياحي علي الاطلاق، فهناك نظرية تؤكد أن تواجد الدعاية لمنتج ما باستمرار تعمل علي تنشيط هذا المنتج ورواجه.. والمثل الاكبر الذي يتناوله معظم رجال الإعلام السياحي والتسويق هو الملايين التي تنفقها شركات المياه الغازية علي قطاع الإعلام والتسويق حتي نجحت في الوصول الي كل بيت ومنزل في كافة ارجاء المعمورة.والملايين التي انفقتها عادت إليها مليارات بفضل الإعلام والتسويق. ويمتد دور الإعلام السياحي الي ضرورة حضور الفعاليات الدولية التي تنظمها الحكومات ومحاولة الاستفادة من جودة التنظيم وحسن الأداء والتواصل مع الخبرات الدولية في القطاع السياحي. ولابد للاعلام السياحي والقائمين عليه الاتصاف بعدة خصائص هامة بدونها لا يتحقق الهدف الاسمي من الإعلام ويأتي علي رأس تلك الصفات: ضرورة ان يتسم بالبساطة والجاذبية حتي يستطيع جذب السائح بسهولة ويسر.الافلام الترويجية الأوروبية بها نوع من التشويق والإثارة في إطار ترفيهي ومصداقية تجذب السائح. بعض الأفلام الترويجية لكبريات شركات الطيران تعد النموذج الامثل للفيلم الترويجي بما تتضمنه من مهارة وامانة وتشويق واثارة لمشاعر العميل. ولذلك نجد انه من اهم الصفات التي يجب ان يتصف الإعلام السياحي هي: الوضوح الشديد وعدم دس معلومات غير حقيقية بغرض التسويق مما يؤثر سلبا علي سمعة المنتج السياحي. ويكون واجبا علي الإعلام السياحي ان يركز علي الحقائق ولكن بطريقة تحفيزية بسيطة دون تعقيد او أرقام كثيرة كي لا يزعج العميل المنتظر. ولابد للقائمين على هذا الأمر من متابعة كل أصناف المنتج السياحي ومراقبة درجة الجودة وتقديم التقارير الفورية للجهات المسؤولة اذا ما حدث تقصير ما في تقديم الخدمة. كما يجب علي الإعلام السياحي التواصل المستمر دون انقطاع مع الأسواق المنافسة ودراسة كل جديد يقدمونه حتي تستطيع الدولة مواكبة التطورات السريعة في مجال التسويق السياحي. ومن اهم الأمور التي علي الاعلام السياحي ان يعيها جيدا هي الفروق الجوهرية بين البلدان والدول المختلفة من حيث الدين والفكر والحرية وتبني أفكار ما قد تؤثر مباشرة علي قرار العميل المنتظر. فأنت يمكن ان تخرج فيلما تسجيليا جميلا ولكن بالنسبة لبعض الشعوب قد يكون هذا الفيديو منفرا وليس محفزا. وهناك الحلم الأكبر لمعظم مسؤولي الإعلام السياحي في كثير من البلدان وهو بث قناة فضائية سياحية تهتم بالحوارات والمناقشات ومعالجة القضايا السياحية واستضافة السائح والاستماع إليه ومحاولة تقييم آراء السائحين وتوجيهها لخدمة السائح . لقد أصبح الإعلام السياحي أداة هامة تعتمد عليها الحكومات في تنفيذ خططها الطامحة لبناء اقتصاد سياحي قوي. حفظ الله مصر جيشا وشعبا