انطلقت أعمال تنظيف صخرة المعراج الشريفة داخل قبة الصخرة المشرفة، اليوم الخميس، والتي بدأتها دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ضمن استعداداتها لاستقبال شهر رمضان الكريم لهذا العام. وقالت مصادر مقدسية إن الأعمال تتم تحت إشراف كوادر متخصصة في الإعمار والترميم وقسم سدانة المسجد الأقصى المبارك التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية، حيث تتم ولأول مرة باستخدام مادة كيميائية متخصصة في التعامل مع الصخور الكلسية؛ للحفاظ عليها وحمايتها من التآكل بسبب العوامل الطبيعية، وأعمال النظافة العادية. وتعد قبة الصخرة أحد أهم المعالم الإسلامية في فلسطين التي أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وتقع في باحات المسجد الأقصى، ومنها عرج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج. وتكتسي قبة الصخرة التي طليت بالذهب في عهد العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، بالفسيفساء التي تميل في شكلها إلى المربعات الصغيرة، واشتهرت كعنصر زخرفي في تجميل العمائر الهندسية في العصرين الأموي والبيزنطي. وكانت دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى قد كشفت في يناير الماضي عن أن سلطات الاحتلال تمنع إجراء أعمال الصيانة وإعادة الإنارة لقبة الصخرة في المسجد الأقصى، بمنع إدخال الأدوات اللازمة لإصلاح خلل كهربائي. إلا أن الاحتلال أعاد السماح بأعمال الصيانة هذا الشهر بعد منع دام قرابة الشهرين، وحذرت دائرة الأوقاف حينها من مغبة ما تقوم به الشرطة الإسرائيلية من انتهاكات بحق الأقصى، وقالت إن تدخلات الشرطة طالت أبسط الأمور داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، لدرجة أن مديرية مشروعات إعمار المسجد باتت لا تستطيع تصليح أو ترميم أي عطل أو خلل يصيب أبسط مرافق المسجد، ويتعرض موظفوها للملاحقة والاعتقال المتكرر. ويعاني المسجد الأقصى من اقتحامات شبه يومية من المستوطنين المتطرفين الذين يدخلون في مجموعات بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي بهدف التقسيم الزماني والمكاني للأقصى كما فعل الاحتلال بالمسجد الإبراهيمي بالخليل جنوب الضفة الغربية. وقال الشيخ ناجح بكيرات مدير أكاديمية الأقصى للوقف والتراث -لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الاحتلال الإسرائيلي عمل ومنذ احتلال الشطر الغربي للقدس عام 1948 وحتى اليوم على تهويد مدينة القدسالمحتلة، حيث تعرضت خلال هذه السنوات لهجمة تهويدية ضخمة على الصعد الدينية والثقافية والديموغرافية، بالإضافة لمحاولة تغيير هوية المكان عبر رواية تاريخية مكذوبة حاول الاحتلال إقحامها في خط المدينة التاريخي، مشيرًا إلى أن سياسات الاحتلال التهويدية استهدفت المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وعملت على جعل حياة الفلسطينيين في المدينة ضربًا من الجحيم، عبر حصارهم اقتصاديًا ومعيشيًا وفي سكنهم، بالإضافة إلى حفر الأنفاق أسفل وفي محيط المسجد المبارك، وتشييد المباني التهويدية، وصولًا لهدم منازل الفلسطينيين، وخنق أي جهة قائمة في وجه الاحتلال، من أجل طرد المقدسيين، وإحلال المستوطنين، وتغيير هوية المكان، وهي استراتيجية الاحتلال المستخدمة ضدنا. ولفت إلى أن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية كذريعة لزيادة الاقتحامات بشكل كبير، ولعل سماح الاحتلال لهم بأداء الصلوات التلمودية على أبواب الأقصى بحجة عيد الفصح والدعوات لإخلاء الأقصى من المصلين المسلمين غدا الجمعة لصالح مجموعة من المستوطنين المتطرفين إلى جانب الاقتحامات الجماعية والاعتداءات على المصلين في الأقصى وحراسه وموظفيه وقيام جماعات "الهيكل المزعوم" باستعدادات ضخمة وواسعة لتنظيم نشاطها السنوي "تدريب قرابين الفصح" عند أسوار المسجد الأقصى الجنوبية في منطقة القصور الأموية كإجراء تهويدي خطير جدا يحدث لأول مرة في تاريخ الاحتلال الصهيوني في وقف إسلامي ملاصق للمسجد هي خير دليل على ما أقول..ورغم كل هذه الإشكاليات، إلا أننا مصرون على البقاء، والحفاظ على هويتنا المقدسية، وحراسة مقدساتنا وبيوتنا من خطر الاستيطان.