فى محاولة لإحياء المشهد السياسى المصرى الراكد منذ حين واعادة الروح لهذا الجسد بعد طول موات يدعو الكاتب خالد صلاح إلى عقد مؤتمر موسع يضم الاحزاب السياسيه المصرية خاصة الممثلة فى البرلمان الحالى كمرحلة أولى وبرعاية حزب الوفد بصفته الأقدم والأكثر خبرة للجلوس معًا من أجل رسم خارطة طريق معاصرة ينتهجها الجميع للخروج من عنق الزجاجة الضيق الذى توقفت عنده الحياة الحزبية فى مصر وكادت تختنق فهل هو أوان المصارحه وتقديم مصلحة الوطن وتقبل فكرة ان الواقع الحزبى فى مصر قد دخل غرفة الانعاش ولابد من انقاذه فورًا .. أم يظل المكابرون فى غيهم لنستمر فى هذا الهراء المسمى كذبًا وزورًا بالتعددية الحزبية؟! أحزاب تخطت حاجز ال100 دون اى مردود ايجابى على شكل الحياة السياسية فى دولة عريقة عرفت السياسة منذ قرون فهل يدوم الحال ام نتصارح الأن بأننا ما زلنا فى سنة أولى سياسة بعد ثورتين غيرتا التركيبة الحزبية وفتحتا الباب على مصراعيه لظهور عشرات الكيانات التى سميت مجازًا بالأحزاب وان ابتعدت شكلا ومضمونًا عما نعرفه ويعرفه العلم والعالم عن كلمة حزب سياسى ... هل تلقى هذه المباردة حجرًا ثقيلًا فى الماء الراكد الذى كاد ان يجف لننتقل إلى سنة تانية سياسة؟ وهل يُدرك رؤساء الأحزاب المصرية أنهم فى مُفترق طرق بين أن يخدموا الوطن ويغذوا شرايينه بالدماء الجديدة التى تثرى الحياة السياسية السليمة وبين ان يستمروا متقوقعين خلف مكاتبهم الديكورية بلا اى اضافة أو هدف..!! الأجواء تبدو جيدة فمع إعلان الوفد قبول المهمة ومع بعض التصريحات واللقاءات التليفزيونية هنا وهناك من رؤساء ومسئولى احزاب كبرى نرى أن الأمر قد مُهد له جيدًا واننا على اعتاب مرحلة حزبية مختصرة جدًا في العدد تتم كتابة تفاصيلها حاليًا ويتبقى فقط إشهارها ووضع رؤوس المجموعات ليتم بعدها انضمام واندماج المتشابهين فى الفكر والأيدلوجية والاسلوب فى عدة تجمعات حزبية جديدة قد لا تتجاوز اصابع اليد او تزيد قليلًا لتمثل اليمين واليسار والقديم والحديث وتحل المعضله التى نغوص فيها منذ سنوات بكثرة العدد وقلة العتاد فالتكتل والاندماج سيمنحان هذه الكيانات الصغيرة وحتى الكبيرة «ان جاز التقسيم» نوعًا من المدد والدعم الذاتى فيما بينها والامكانيات التى لم ولن تتوافر لحزب بمفرده الا نادرًا في سنواتنا الاخيرة.. ! انها قادمة لا محالة ولا غضاضة حتى وإن بدا الأمر مرتبًا وممنهجًا فحين نصل لهذا المستوى المهترئ من ممارسة السياسة وابتعاد الجماهير عن اداء دورها الطبيعى داخل الاحزاب بل ونفور الاغلبية الصامتة من كل ما هو حزبى ونخبوى .. عندما نصل لهذه الحالة الاستثنائية فلابد وأن يكون الحل استثنائيًا ايضا وليكن بدعم واشراف الدوله او حكماء السياسة فى مصر ليقدموا لنا فى النهاية شكلًا جديدًا ربما يشبه بداية تحول المنابر إلى احزاب فى سبعينيات القرن الماضى فنرى اليمين واليسار والوسط وما بينهما من مساحات للرأى فى شكل مقنن وعدد صغير يتيح لرجل الشارع المهتم بالعمل الحزبى السياسى أن يحفظ الأسماء ويدرس البرامج ويتعرف على الأشخاص والأيدلوجيات فيُحسن الاختيار والتمييز بين ما هو فى صالحة وصالح الوطن وبين اى دخيل يحاول العبث بمقدرات الوطن تحت دعوى حرية ممارسة السياسة. خطوة قد تكون ايجابية رغم كل ما ستتعرض له من انتقادات وصعوبات فى التنفيذ العملى ولكن ستبقى خطوة قد تتبعها خطوات ومؤتمرات اكبر لضم كل الأحزاب الشرعية الموجودة فى مصر ايذانًا ببدء الاندماج الفعلى ووصولًا إلى حياة سياسية طبيعية بعد ان عشنا طويلًا فى وضع استثنائى فُرض علينا او قُدر لنا ان نعيشه فى سنواتنا السبع المنصرمة فليدعم الجميع هذا التوجه ولنخرج فى نهاية هذا المؤتمر وما سيليه بتوصيات وآليات للتنفيذ تحفظ لهذا الوطن ريادته وتاريخه العريق فى ممارسة الحياة الحزبية قبل اغلب دول العالم التى تتباهى الان بما وصلت له من تعددية حقيقية وممارسة رشيدة للعمل الحزبى.. حفظ الله مصر الريادة وأرشد رجالها إلى كلمة حق سواء من اجل اجيال قادمه تستحق افضل من هذا الذى عشناه.. حفظ الله مصر الوطن.