أعرب المحلل السياسي السوداني حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية عن تفاؤله بالمفاوضات الجارية بين السودان ودولة الجنوب. وعزا الساعوري في حديث لموقع تفاؤله بالقول إن باقان أموم رئيس وفد الجنوب الذي زار الخرطوم خلال اليومين الماضيين يعتبر من أكثر القيادات تشددا وتأثيرا داخل الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان. وأضاف أن الجنوب بدأ بإعادة حساباته لانه لم يستطع الصبر علي إيقاف البترول والضائقة والمهددات الأمنية الأخري مما أجبرهم علي التكلم بلغة المصالح وأصبحوا يقدمون مصالح الدولة الوليدة علي المصالح الأخري. وبخصوص زيارة البشير للجنوب , قال الساعوري إنها تأتي للتوقيع فقط باعتبار أن الوفد المفاوض الجنوبي خلال زيارته الاخيرة جاء لإستكمال المفاوضات التي إنطلقت بأديس أبابا وما ميز هذه الجولة أنها جرت بدون وساطة. وتوقع الساعوري أن المباحثات سيغلب عليها طابع الجدية للوصول إلي إتفاق نهائي ذاكرا أن الشئون الأمنية هي إرتباط دولي بين البلدين ومن مصلحتهما التوصل لإتفاق. وختم الساعوري حديثه بالتحذيرات الموجهة للرئيس عمر البشير لزيارة جوبا , مستبعدا أن تلجأ دولة الجنوب لإعتقال البشير أو إستهدافه المباشر وتسليمه للجنائية وذلك لمعرفتها بدواعي وخطورة هذه الخطوة وما يترتب علي ذلك من ردة الفعل من السودان والتي وصفها بأنها ستكون عنيفة لجهة أن ذلك سيعلن حربا شاملة جديدة وإمكانية إحتلال الجنوب بالكامل. من جهتها , أكدت حكومة دولة جنوب السودان أنها لن تعتقل الرئيس عمر البشير عند زيارته المرتقبة لجوبا في الثالث من أبريل المقبل , وقالت ردا علي ما أثير بأنها ستستجيب لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية بأن ذلك غير وارد إطلاقا. وكان وزير الإعلام بدولة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين قال مؤخرا إن الحديث عن امكانية اعتقال حكومته للرئيس السوداني عمر البشير لدي زيارته المرتقبة لعاصمتها جوبا والاستجابة لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية في هذا الشأن "غير وارد إطلاقا". وأضاف أن "جوبا توفر ضمانات كافية لسلامة البشير , وهي لا تلتزم بقرار المحكمة في هذا الصدد" , فيما أكد أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت حريص علي سلامة البشير. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن بعد لقائه مع وفد رسمي من حكومة جنوب السودان برئاسة باقان أموم زار الخرطوم في اليومين الماضيين , أنه سيزور جوبا في 3 أبريل المقبل بعد دعوة رسمية تلقاها من نظيره سلفاكير