قصر الكريملين..عبق التاريخ يحتضن قرعة كأس العالم

يستضيف قصر الكريملين فى الساعة الخامسة من مساء اليوم الجمعة بتوقيت القاهرة قرعة كأس العالم لكرة القادم 2018 في اختيار يمزج بين المنافسة الرياضية وعبق التاريخ فى موقع يعد ابرز معالم الدولة الروسية منذ مئات السنين.
الكرملين ( كلمة روسية معناها القلعة أو الحصن وتطلق هذه الكلمة اليوم علي مركز موسكو القديم بمبانيه وهو محاط بجدار ضخم طوله ميلان ونصف وارتفاعه 65 قدما, ويضم الكرملين عدة قصور فاخرة كانت قديما ملكا للقيصر ورجاله قبل أن تتحول إلي متاحف.
يقع كرملين موسكو على تل "بوروفيتسكي"، وذلك على الضفة اليسرى لنهر موسكوفا، حيث يصب فيه نهر نيغلينايا. ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 مترا. وكانت الأرض التي يقع عليها الكرملين حاليا في الماضي البعيد عبارة عن غابات صنوبر كثيفة.. وتشتق تسمية "بوروفيتسكي" عن كلمة "بور" الروسية التي تعني غابة الصنوبر.
أسس الأمير يوري دولجوروكي عام 1156 حصن موسكو، وتحول كرملين موسكو في عهد الأمير إيفان كاليتا من قلعة عادية إلى مقر للأمراء المعظمين والمطران. وبات أهل موسكو يبنون في أرضه منشآت لا من الخشب فحسب، بل ومن الحجارة البيضاء، وأنشئت في أعلى موقع لتل بوروفيتسكي عامي 1326-1327 كاتدرائية "اوسبينسكي" باعتبارها كنيسة رئيسة للإمارة وغيرها من الكاتدرائيات والكنائس، بما فيها كاتدرائية "ارخانجلسكي" (رئيس الملائكة ميكائيل) التي دفن فيها الأمير إيفان كاليتا وأحفاده،. وحددت هذه الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء وسط الكرملين، ولم تتغير سماتها الأساسية حتى الآن.
وكان القيصر الروسي ايفان الثالث (عاش بين 1440-1505 وحكم بين 1462-1505) قد أمر في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين. وتم على أساس الجمع بين تقاليد فن العمارة الروسي والهندسة المعمارية الإيطالية في عصر النهضة لبناء ميدان الكاتدرائيات. وبدأت تظهر بعد ذلك في الكرملين مبان وكنائس وقصور جديدة. وحولت السلطات بعد ثورة أكتوبر 1917 الكرملين إلى مقر لأجهزة الحكم العليا.
ويتميز القصر بالفخامة، أذ يضم أكثر من 700 غرفة، وبتصميم داخلي فخم يجمع أنماطا معمارية عدة من عصور النهضة إلى البيزنطية، بجانب قاعة الاستقبال الرئيسية الضخمة، وخمس قاعات احتفالية كبرى.
وتتسع قاعة الاحتفالات بالكرملين، والمزمع إقامة مراسم القرعة بها، ل6000 شخصًا، إذ تبلغ مساحتها 3960 مترًا مربعًا.وتم استخدام هذه القاعة في السابق؛ لإقامة حفلات موسيقية عديدة أحياها كبار النجوم، إضافة إلى عروض الأوبرا والباليه.