يعتبر قصر الكرملين من أضخم المباني في موسكو، إذ يعود تاريخه إلي عام 1849 ويرمز إلي موسكو الجديدة، وورد اسم الكرملين لأول مرة في التاريخ عام 1331.والكرملين، كلمة روسية معناها القلعة أو الحصن، وتطلق علي مركز موسكو القديم بمبانيه، وهو محاط بجدار ضخم طوله ميلان ونصف وارتفاعه 65 قدما. ويضم الكرملين عدة قصور فاخرة كانت قديما ملكا للقيصر ورجاله قبل أن تتحول إل متاحف. ويقع الكرملين في موسكو علي تل «بوروفيتسكي»، وذلك علي الطرف الأيسر من نهر موسكوفا، حيث يصب فيه نهر نيجلينايا. وأسس الأمير يوري دولجوروكي عام 1156 حصن موسكو، وتحول إلي كرملين موسكو في عهد الأمير إيفان كاليتا، ليصبح مقرا للأمراء والمطران بدلا من مجرد قلعة عادية، وبات أهل موسكو يبنون في أرضه منشآت لا من الخشب فحسب، بل ومن الحجارة البيضاء، وأنشئت في أعلي موقع لتل بوروفيتسكي عامي 1326 و1327 كاتدرائية «أوسبينسكي» باعتبارها كنيسة رئيسة للإمارة وغيرها من الكاتدرائيات والكنائس، بما فيها كاتدرائية «أرخانجلسكي» التي دفن فيها الأمير إيفان كاليتا وأحفاده. وجددت هذه الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء وسط الكرملين، ولم تتغير سماتها الأساسية حتي الآن. وكان القيصر الروسي إيفان الثالث أصدر أوامره في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين. وتم علي أساس الجمع بين تقاليد فن العمارة الروسي والهندسة المعمارية الإيطالية في عصر النهضة بناء ميدان الكاتدرائيات. ويقع الكرملين علي مساحة 275 ألف متر مربع، ويبلغ طوله حوالي 2235 مترا. وبدأت تظهر بعد ذلك في الكرملين مبان وكنائس وقصور جديدة. وحولت السلطات بعد ثورة أكتوبر 1917 الكرملين إلي مقر لأجهزة الحكم العليا. وانتقلت الحكومة السوفييتية من بتروجراد إلي موسكو في 12 مارس 1918، واختار فلاديمير لينين مجلس الشيوخ في الكرملين كمقر له كما كان جوزيف ستالين يمتلك حجرات خاصة في الكرملين، والذي حرص علي إزالة بقايا نظام القياصرة من المقر. وتم استبدال النسور الذهبية علي أبراج بنجوم الكرملين اللامعة. ووصل عدد أبراج الكرملين إلي 20 في القرن السابع عشر، لكن أطولها يسمي تروزكايا الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 74 مترا. ويقع ميدان الكاتدرائية في قلب الكرملين، يحيط به 6 مبان تتضمن 3 كاتدرائيات. ومن بين المعالم البارزة في الكرملين أيضا، «إيفان برج الجرس العظيم» ويقع في الشمال الشرقي من الميدان، والذي يقع في وسط موسكو، ويشبه شمعة محترقة. يتميز القصر بأنه فريد من نوعه بفضل أقواس الطوب الواسعة التي تضم أكثر من سبعمائة غرفة، ويتميز أيضا بالفخامة الروسية، حيث يتمتع بكل الأنماط الفنية من عصر النهضة إلي البيزنطية. وقاعة جورجيفيسكي هي أكبر القاعات التي تضم لوحات الرخام المنقوش عليها أكثر الأسماء لعشرة آلاف من الضباط الروس الذين تم منحهم أعلي وسام في الجيش الروسي، وسام القديس جورج. وهناك قاعة الرخام الوردي أرديفيسكي، وغرفة العرش، المسقوفة بالقبة الكروية المزينة بمعاطف الأسلحة، وقاعة فلاديميرسكي المركزية، بما لها من قبة عالية والتي تسمح بمرور الضوء في الداخل، وقاعة إيكاتيرينسكي، وفي الحقبة السوفييتية، تم الجمع بين قاعتي أندريفيسكي وألكسندروفيسكي لتشكيل مقعد مجلس السوفييت الأعلي، وفي التسعينيات من القرن الماضي تمت استعادة غرفتين إلي مظهرهما الأصلي.