قريبا من الميدان الاحمر او بقول ادق عند مدخله الجنوبي، على يسار "بوابة سباسكايا" - اهم المداخل الرئيسية للكرملين المقر الرسمي للسلطة في روسيا، تقف كاتدرائية "فاسيلي بلاجيني" شاهدا على تاريخ مجيد تتباين اطيافه وتتعرج مساراته، بعد ان صارت احدى عجائب روسيا "العظمى" وواحدة من اهم رموزها السياحية والتاريخية.وحقا يقولون ان تاريخ هذه الكنيسة شديد الغرابة بنفس قدر غرابة ذلك القديس الذي حملت اسمه وهو "فاسيلي بلاجيني". "كاتدرائية" او "كنيسة" فاسيلي بلاجيني" او "كنيسة بوكروفسكي"، او "الكنيسة ذات القباب العشر".. تسميات مختلفة للتحفة المعمارية فريدة النمط التي اقيمت في 1555-1561 بموجب تعليمات مباشرة من القيصر ايفان الرهيب في ذكرى انتصاره على التتار والاستيلاء على قازان، التي تقف اليوم في صدارة المعالم التاريخية للدولة الروسية شاهدا على تعرجات تاريخ الدولة منذ ذلك التاريخ.. اما عن هذه الاعجوبة المعمارية بقبابها العشر فهي انسامبل متجانس لتسع كنائس تحوي بين جنباتها ما يزيد على اربعمائة من اقدم الايقونات التاريخية. وفي ما يتعلق بتسمية الكاتدرائية باسم بوكروفسكي فانها تستمد اصولها من ذكرى بدء بناء هذه الكنيسة في يوم عيد شفاعة العذراء في اول اكتوبر من كل عام. ولعله من الغريب والطريف معا ان تكون هذه الكنيسة صاحبة اكبر عدد من الاساطير والحكايات التي يتناقلونها حتى اليوم، وأهمها ما يقال حول ان هذه "الاعجوبة المعمارية" اصابت ايفان الرهيب بالذهول المشوب بالفرحة والدهشة معا، ما دفعه الى استدعاء مصمميها وفقأ اعينهم للحيلولة دون تصميمهم لمثلها بعد ذلك التاريخ.. ويقولون ايضا ان اسم فاسيلي بلاجيني الذي اتخذته "هذه التحفة المعمارية عنوانا، اختاره القيصر ايفان الرهيب تمجيدا لتاريخ القديس فاسيلي بلاجيني الوحيد الذي كان يخشاه. اما عن فاسيلي بلاجيني فيقولون انه كان يجوب المدن والقرى والنجوع عاريا صيفا وشتاء، صائما في اغلب الاحيان، يدعو الى الفضيلة، وينهى عن الرذيلة، متمتعا بقدرة هائلة على سبر اغوار النفوس، وفضح الكذب والكذابين. كان يأتي الى المكان ليلقي عبر كتفه الايسر بما جمعه من عملات معدنية تظل غير مرئية في مكانها لا يقربها احد، حتى عاد الى المكان قبيل وفاته ليسلمها الى ايفان الرهيب من اجل اقامة كنيسة. ويقولون أيضا ان هذه الكنيسة التي شيدت من الاحجار البيضاء وغدت قبرا لفاسيلي بلاجيني كانت اساسا للتوسعة التي نشهدها في ذلك الانسامبل المعماري الفريد النمط الذي تحول الى احد اهم الرموز السياحية للدولة الروسية. وعلى مقربة من الكاتدرائية يوجد تمثال مينين وبوجارسكي الذي اقيم تكريما للاميرين اللذين قادا حملة طرد الغزاة البولنديين من موسكو عام 1612، الى جانب «لوبنويه ميستو» وهي منصة دائرية كانت تتخذ مكانا لاعلان المراسيم والقرارات الصادرة عن قيادة الدولة، وهو ما نستكمله لدى حديثنا عن "الميدان الاحمر" و"الكرملين".