يعد التأمين ضروريًا للحماية المالية، والمرونة الاقتصادية، والتنمية الشاملة، ومع ذلك، لا تزال فجوات الحماية، أي التكلفة المحتملة لتحقق المخاطر التي لا يغطيها التأمين أو مدخرات التقاعد، قائمة في العديد من المناطق والفئات السكانية، مما يجعل الأفراد والشركات والمجتمعات عرضة لمجموعة متزايدة من المخاطر. وأصدر الاتحاد العالمي لاتحادات التأمين (GFIA) في أكتوبر 2025 تقريرا بعنوان: " Pathways to protection: from challenges to opportunities in insurability" ويسلط التقرير الضوء على الحاجة المُلحة إلى تضافر الجهود لمعالجة الثغرات المتزايدة في الحماية التأمينية على مستوى العالم. ويُبين التقرير أنه على الرغم من الابتكار والاستثمار والجهود الكبيرة التي يبذلها قطاع التأمين، لا يزال العديد من الأفراد والشركات والمجتمعات يفتقرون إلى التغطية التأمينية الكافية. وتُعرّض هذه "الثغرات في الحماية" المجتمعات لمخاطر متزايدة، تشمل الكوارث الطبيعية، والتهديدات السيبرانية، والتغيرات الديموغرافية، والتقلبات الاقتصادية. وبحسب ما ذكره اتحاد شركات التأمين في نشرته الأسبوعية فإن هذا التقرير يستكشف فجوات الحماية من خلال إطار عمل بعنوان "الركائز الأربع": الوعي، وإمكانية الوصول، والقدرة على تحمل التكاليف، والتوافر. ويستند التقرير إلى مبادرات القطاع وأفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى وضع توصيات لتسليط الضوء على التحديات والمسارات المحتملة نحو تغطية تأمينية أكثر استدامة. ويؤكد التقرير أنه على الرغم من سعي شركات التأمين للتكيف والابتكار، إلا أنها لا تستطيع سد ثغرات الحماية بمفردها. ويُشير التقرير إلى أن تهيئة بيئة تنظيمية مناسبة تُمكّن شركات التأمين من تسعير المخاطر بدقة، وتوزيع المنتجات بكفاءة، والمساهمة في تعزيز القدرة على الصمود. وفى نهاية المطاف، يتطلب سد ثغرات الحماية جهداً منسقاً بين مختلف الجهات المعنية، ولتحقيق ذلك، تدعو GFIA إلى اتباع نهج استباقي وتعاوني بين شركات التأمين وصناع السياسات والهيئات التنظيمية والمجتمع المدني. فمن خلال مواءمة ابتكارات القطاع ومبادرات السياسة العامة التكميلية الأخرى ضمن بيئات سياسات تمكينية تحترم الركائز الأساسية لتنظيم التأمين السليم، يمكن معالجة الجوانب الأربعة وتضييق الفجوات.