قبل نحو 600 عام، استدعى القيصر الروسي "إيفان" الثالث مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتصميم قلعة محاطة بجدار ضخم بطول ميلين ونصف، وارتفاع 65 قدماً وسط غابات الصنوبر الكثيفة. وفي الفترة التي عاشها "إيفان" بين 1440- 1505 تطور المبنى العريق بعد بناء ميدان الكاتدرائيات، وأصبح الناس يطلقون عليه "الكرملين" وتعني باللهجة الروسية المحلية "الحصن". وفق صحيفة "سبق" وبعد ثورة 1917م، تَحَوّل الكرملين إلى مقر لأجهزة الحكم العليا، وتوسع إلى قصور جديدة وكنائس، وأصبح الأعجوبة التاريخية فيما بعدُ بلاطاً لاستقبال زعماء العالم، ومن بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سيجذب أنظار العالم لقاؤه -ظهر اليوم بتوقيت السعودية المتوافق تماماً مع توقيت روسيا- الرئيسَ "بوتين" في رحلة توثيق العلاقات بين موسكو والرياض. ويقع "الكرملين" في العاصمة موسكو على تل "بوروفيتسكي" في الضفة اليسرى لنهر "موسوكوفا"؛ حيث يصب فيه نهر "نيغلينايا"، ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 متراً واحتضنت جنبات أسوار القصر جثمان القيصر "إيفان" وأحفاده. وقد اكتسب هذا المكان شهرته؛ فلا يكاد زائر يزور موسكو دون أن يزوره أو يذكر اسم موسكو دون ذكره؛ حتى أصبح الموقع الرئيسي للعروض العسكرية أيام الحقبة الشيوعية، إضافة إلى وجود عدد من الآثار القديمة به كقصر الكرملين الرئاسي ومقابر كبار الشخصيات الروسية، أمثال قائد الثورة الشيوعية وأول رئيس للاتحاد السوفيتي "لينين"، الذي لا يزال محنطاً حتى الآن، ورائد الفضاء الأول "غاغارين" والعالم "كورتشاتوف" والكاتب "ماكسيم غوركي" وغيرهم.