إن من يفزع من نجاح التيار الديني أشبه بالذي يتحسس يده عند ذكر حد السرقة ما زلت اذكر عندما مررت بإحدي محلات الكتب القديمة وقعت عيني علي غلاف كتاب فيه يد مرفوعة للسماء تحمل مسبحة اشتريته وانهمكت في قراءته و أصبح من أهم الكتب التي قرأتها في حياتي انه كتاب " الله أو الدمار " للأستاذ الكبير سعد جمعة رئيس وزراء الأردن الأسبق ، فالكتاب في مقدمته تحدث عن ظلم الحكام العرب ثم في بقيته تحليل رائع للنظريات السياسية و التاريخ السياسي . من القومية ... للثورية للديمقراطية ثم ربط بين اليهودية و الماسونية و السياسة و تاريخ العرب و المسلمين ... الخلاصة : علي العربيّ أن يأكل ما يقدم له بالطريقة التي تحلو لهم حتي إن كان الطعام مسموما .. و عليه أن يلهث في مثلث .. الثروة ، السلطة ، النساء .. بلا مبادئ بلا حياء ... فاستبحنا الدماء .... نقتتل لنقترب من الحكام حتي هُنّا عليهم فقدموا دماءنا و مقدراتنا قرابين للشيطان الأكبر ...؟ و الآن .... و بعد أن جربنا الاشتراكية و القومية و الدكتاتورية و الشرقية و الغربية ... و جربنا الشعارات و حرب الحناجر و الطناجر ... جربنا المفاوضات و المناورات والمشاورات و عندما نصل لعدونا الحقيقي نقف احترامات .. فنعانق و نصافح ... و ....... ؟؟ .. فلتجرب ما تشاء من حقك أن تخطئ و تصيب إنما تجرب الإسلام أووو .. قف ممنوع .... إن بعبع الإسلام ظل " فزّاعة الغرب " صنعها اليهود بإعلامهم المعروف و المتعاون للتجارة بها .. ثم تاجر بها حكام العالم و علينا أن نشربها فخاف منه مثلهم و مثل كلابهم .. لماذا ؟؟ لا اعرف ... هل نحن مسؤولون عن القرون الوسطي و محاكم التفتيش ، أم مسؤولون عن علاقة المخابرات الغربية بالإرهاب ؟ أم مسؤولون عن تفجير رجال العادلي لكنيسة القديسين . إن من يفزع من نجاح التيار الديني أشبه بالذي يتحسس يده عند ذكر حد السرقة ، أليس من حق أي تيار أو حزب أو تكتل ..أو الجن الأزرق أن يجرب برنامجه طالما نجح في انتخابات حرة و نزيهة وضع فيها الشعب رأيه ، أم أنه عيب .. في الديمقراطية ... فنصلحها عند الخواجات . إن حكمة تنسب للفاروق عمر تقول " مَنْ أَمِنَ العقوبة أَسَاءَ الأدب " و لن تجد خراب أمه إلا عند وقف العمل بهذه الحكمة سواء أيام المخلوع أو بعدها ، و توقيت حرائق " قلب مصر " له دلالة فالذي تلوثت يده بالفتنة و حرق قلب مصر لابد من قطع يده ليكون عبره لمن لم يعتبر ، و' العسكري ' مع اختلافي معهم في بعض الأمور إلا أنهم أفضل من كثير غيرهم ... لكن عليهم الحزم مع رأس الأفعي .. و عين الاخطبوط أولي من يده و إن كان علي المجلس حرج فالمخابرات لها ألف طريقة لتأدب صانعي الفتنة ..... و التلميح ابلغ من التصريح .... وأخيرا ... نحن علي مفترق الطرق إما ... الله أو الدمار .