قال وجه رئيس تيار الغد السورى المعارض، أحمد الجربا، أن اختيار مصر دولة راعية لم يأت ترضيةً أو لمصلحة ضيقة، بل كانَ نتيجةً طبيعيةً وضروريةً لأسباب عدة منها عدم وجود صراعٍ بين مصر وأى فصيلٍ سورى فاعل فى مناطق الاتفاقات، إضافة إلى عدم دعم مصر لأى طرف عسكرى فى الأزمة، الأمر الذى يشكل حساسيةً لأطراف اُخرى، موضحا أن علاقة الثقة المتينة بين مِصرَ وروسيا كانت دافعا إيجابيا له كجانب سورى. وشدد الجربان فى مؤتمر صحفى بأحد فنادق القاهرة الكبرى، اليوم السبت، على أن الجانب المِصرى لم يتجاوز فى أى تفصيل حدود الوساطةِ والرعاية، بل كان "داعماً دوماً ما نطرحه فى المفاوضات". ووجه رئيس تيار الغد السورى المعارض، أحمد الجربا، رسالة إلى أبناء الشعب السورى فى شتى بقاع الأرض، مؤكدا أن سوريا فى مرحلة حساسة لكنها الأهم فى تاريخ "الثورة السورية" التى قدمت نموذجا للعالم حول التضحية والوفاء والصبر والعزيمة. وأكد "الجربا" على عدد من ثوابت المصلحة السورية والركائز الاستراتيجية وهى الحفاظ على مكتسبات الثورة، وعدم التضحية بالدماء والجهود التى بذلها ولا زالت تبذل من أبناء الشعب السورى، مشيرا لأهمية حمايةُ المدنيينَ والثوار فى مختلف المناطق السورية، من بطش الآلةِ العسكرية للنظام السورى وحلفائه، مع حفظ الكرامة ومكتسبات الثوار، عبر اتفاقات واضحة وشفافة تخدم قضية الشعب السورى العادلة. وأشار الجربا إلى جانب آخر من الثوابت وهو تعبيد الطريق أمام الشعب السورى للوصول إلى الأهداف الأساسية التى رسمتها الثورة- قبل أن يشوهها بعض الدخلاء – بدءاً بالحرية والكرامة، مروراً بالتغيير السياسى، وصولاً إلى سوريا ذات سيادة مستقلة وديمقراطية كما تطمح كل الشعوب الحرة فى هذا العالم. وكشف الجربا، عن التشاور المتواصل مع الثوار بمختلف المناطق، وعلى تنوع انتمائاتهم ومشاربهم، من أجل رسم خريطة طريق للوصول سياسياً إلى الأهداف التى "عملنا عليها من اليوم الأول للثورة، مؤكدا أننا لم نتجاوز أو نستثن فصيلا صغر أم كبر، إلا من استثنى نفسهُ لغايات ومآرب لا شأنّ لنا بها"، مشيرا للتواصل اليومى الحثيث مع السوريين فى الداخل، الأمر الذى أفضى إلى بلورة مناخ عام حول أوضاعهم التفصيلية وحاجاتهم الراهنة، إضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية. وأشار إلى إنه استنادا لعدد من الثوابت المصلحة السورية شرع باتفاقات بدأت بالغوطة وانتقلت إلى حمص، مؤكدا أن الهم الأول والأخير الوصول إلى أهداف الشعب السورى التى سطرها بالدم فى ثورة الكرامة، وأن أقصر الطرق وأقلها ضررا للوصول لنتيجة عملية التواصل مع روسيا للوصول إلى نتيجة مرضية، مشيرا إلى أن ذلك تم عقب مشاورات مع عدد من الشركاء السياسيين والفصائل.