شفا وخمير يا عرقسوس " تمر وسوبيا " تهنى العطشان.. هذه العبارات التي يتغني بها صانع السوائل المثلجة للإعلان عن شراب عرف منذ القدم بمذاقه الحلو، الذي لا يعرف قيمته إلا "الكبار"، وتكون مهمته أكثر نفعا خصوصا في شهر رمضان . التقيت فى طريقى الشاب السوهاجى " سامح محمد " والذى يبلغ من العمر 30 عاما وجاء من محافظة سوهاج ليبع " العرقسوس والتمر " فى محافظة المنيا ، يختلف تماما عن الشكل التقليدي لبائع العرقسوس قديما الذي كان يرتدي الصديري واللباس الاسكندراني مثل البمبوطية فهو يرتدي ملابس عادية ويضع مشروباته علي موتورسيكل ، فى أوانى زجاجيه تبهر الجميع بلمعانها .
وبدأ كلامه " للأسبوع" قائلاً : حصلت على بكالوريوس الدراسات الإسلامية من محافظة أسوان ، ولعدم وجود وظيفة بالمؤهل زى أى شاب فى البلد ، تركت سوهاج وجئت إلى المنيا وبدأت العمل في مهنتي دي منذ خمس سنوات وتزوجت ولدى طفلين .
وأضاف " سامح " أنه يبيع الكوباية " بجنيه" وببتدي شغلي في الصيف اليوم كله لانه دا الموسم بتاعنا، وبروح فى العشاء ، وأبدأ أحضر شغل تاني يوم وبياخد مني ساعتين على الأقل .
وفي شهر رمضان قال " سامح " أنا بشتغل بالأكياس أكثر من الكوبيات وبقف في مكان ثابت وعن دخله اليومي يقول سامح بطلع ب 50 جنيه صافي يدوب معيشنا أنا والولاد وأمهم .
وسألته كيفية تحضير بضاعته فقال ,,بحضر بضاعتي بنظافة ! في البيت اه أهم حاجة في شغلتنا النظافة والأمانة ، مضيفا أن " بشتري كل خاماتي من عند العطار السوبيا بتتعمل بلبن وجوز هند وفانيليا ولبن بودرة ولبن حليب ، والعرقسوس بشتريه من العطار وبنقعه من بالليل ونفس الشيء التمر الهندي .
واختتم سامح كلامه بسخرية ممزوجة بالحسرة قائلا " قالولي أن البلد دي بتاعة شهادات فقلت اتعلم ولا نفعني ولا شهادات ولا تعليم واديني بياع عرقسوس" ، موضحا أنه لم يختار عمله، قائلا " مش بحبها بس مفيش شغل وقدمت على كذا وظيفة لكن مفيش رد ".