لم أصدق عيني عندما رأيته وخصوصا في هذا المكان. .أمام إحدي بوابات نادي من أرقي نوادي القاهرة .فأنا لم أر هذا المشهد منذ زمن .وكأني حصلت علي كنز جريت عليه وكان حوله العديد من الزباين يشترون منه فانتظرت حتي أنفض الجميع من حوله الحقيقة منظر مودرن لبائع العرقسوس عم سلامة يختلف تماما عن الشكل التقليدي لبائع العرقسوس قديما الذي كان يرتدي الصديري واللباس الاسكندراني مثل البمبوطية فهو يرتدي ملابس عادية ويضع مشروباته علي موتورسيكل زاهي الألوان. بهرني لمعان أواني العرقسوس والصوبيا والتمر الهندي .وكأنها لوحة عربية اصيلة يقول بدأت العمل في مهنتي دي كهواية مع بائع من الإسكندرية لمدة خمس سنوات وبعدين جيت القاهرة وبدأت أعمل بمفردي من حوالي عشر سنين . أنادي علي زبايني ( بالجوز) زوج من الصاجات في حجم رغيف العيش .وأستوقفني أنه يقوم بشطف الأكواب دون صابون .وعندما سألته أجابني الكوبايات مش بتلحق تتوسخ أنا بشطفها علي طول حاولت بشتي الطرق إقناعه بخطورة عدم غسل الأكواب جيدا بالصابون ولكن دون طائل فهو ليس لديه أي فكرة عن الأمراض المنتشرة مثل الألتهاب الكبدي بأنواعه ولديه قناعة تامه بأنه لا يقترف أي خطأ فغيرت دفة الحديث بعد أن أعيتني السبل في اقناعه وسألته كيفية تحضير بضاعته فقال ,,بحضر بضاعتي بنظافة ! في البيت اه اهم حاجة في شغلتنا النضافة والامانه لو مفيهاش أمانه ماتعرفيش تعملي منها فلوس بشتري كل خاماتي من عند العطار الصوبيا بتتعمل بلبن وجوز هند وفانيليا ولبن بدرة ولبن حليب .والعرقسوس بشتريه من العطار وبنقعه من بالليل ونفس الشيء التمر الهندي . وعن الغش في هذه المهنه يقول ,,طبعا في غش ممكن ينضاف ألوان صناعية زي بتاعت المصاصة للتوفير مثلا العرقسوس والتمر ممكن ينضاف ليهم بدرة الشيكولاته والصوبيا ممكن يتخفف اللبن الحليب . وببيع الكوباية بخمسين قرش وببتدي شغلي في الصيف من الساعة 12 الضهر لحد بعد العشا ولما بروح بحضر شغل تاني يوم وبياخد مني ساعتين شغل و في الشتا ببيع فشار . الفشار سوقه في الشتا ومالوش سوق في الصيف لأنه بيعطش و العرقسوس مالوش بيع في الشتا .وأنا عملت الموتوسيكل ده لأني تعبت من الزق أنا أصلي ساكن بعيد عن هنا والفشار برضوا بركب المكنة بتاعته علي الموتوسيكل وفيه درج بحط فيه الخامات والتلج والمية الساقعة .وفي رمضان مش بشتغل غير في الكياس مش الكوبايات وبقف في مكان ثابت وعن دخله اليومي يقول عم سلامة بطلع 50 جنيه صافي يدوب معيشنا أنا والبنتين وأمهم .وتركته وأنا أفكرفي الكارثة التي يساهم فيها دون أن يدري وكم الامراض التي يمكن أن يساهم في انتشارها ولكن ما البديل ؟!