قررت ان اكتب قصة» للفراخ»..قصة للأطفال.. تقول القصة انه كان ياما كان فى سالف العصر والأوان، كان هناك مزارع غلبان يربى الدجاج فى حقله الذى يزرع فيه الخضراوات، ويبيع البيض للسكان.. البيضتان مقابل حفنة قمح، والدجاجة العجوز التى قطع الرجاء فى بيضها مقابل بعض الزبد والريش للوسائد مقابل اللبن، والفضلات يسمد بها الأرض فيخرج منها الزرع بطعم الشهد، وكان وسط الدجاج ديك صياح، يخصب البيض فيترك الفلاح الطيب بعض البيض ليرقد عليه الدجاج فيفقس كتاكيت تصوصو ولا أحلى كورس يملأ الدار بهجة وحياة، يبيع الرجل الخضراوات أو يقايضها ببعض اللحم، وتدور دورة الحياة والكل سعيد فرحان، وفى يوم من الأيام جاء تاجر جشع إلى القرية وقرر أن يبيع بعض كيماوياته، ولتزدهر تجارته وفى موسم هجرة الطيور فى السماء أعلن أن فى الجو وباء وانتهز فرصة البرد وأمراض الشتاء وأذاع الخبر فخاف الناس وهاجمو الفلاح المسكين وامتنعوا عن شراء البيض وأكل الدجاج، وباع الرجل دواءه المسمى ب «تامى فلو» فملأت الأموال خزانته الواسعة، وظهر غيره مادامت القرية «صيدة» ومادام الفلاح المسكين «ملطشة» فاتفقوا مع تجار القرية المجاورة ليحضروا من عندهم الدجاج المذبوح المجمد بأرخص الأسعار، وأعلنوا أن فيه الصحة والعافية، وأن الطازج مميت لأن فيه أنفلونزا الدجاج والكتاكيت، الرجال الذين لا نعرف لهم ملة ولا دين تسببوا فى قتل الناس لأمهات الدجاج وموت الكتاكيت، وأصبحوا من اثرى الأثرياء لأنهم باعوا للناس الدجاج كما باعوا قبل ذلك الدواء، ومرت الأيام وكلما حاول الفلاح ان يرفع رأسه ويربى الدجاج، وجدوا حلا ليقضوا على أكل عيشه، حلولا تسهل على المجمد الدخول إلى كل دار وتبور بسببها تجارة الرجل الشقيان، وأثبتت «الفرخة المجمدة» انها قادرة وجبارة وأنها إذا دخلت فى الكرتونة أخرجت الدجاجة الحية على نقالة، وهكذا ترك التجار الشطار الفلاح المسكين عاريا فى الشتاء لا يملك ريشا ولا بيضا ولا حتى سمادا لزراعة الأرض.. وأهل القرية الأبرياء الذين كانوا يستمتعون بكبد الدجاج الطازج ونتف الريش على سطح الدار كإعلان عن العز وأكل الوز، صاروا يأكلون مجمد الأكياس التى لا يعرف أحدا حقيقة ما بها أو مدى مصداقية صلاحيتها.. فكل شىء صار مرهونًا بمكاسب حفنة تجار يشغلون المناصب ويفعلون ما يشاءون من خلف الستار. حكاية للأطفال قد تتسم بالبراءة أو السذاجة.. حكاية.. مجرد حكاية.. لكننا أصبحنا فى بلد تحدث فيها حكايات الأطفال كل يوم..للكبار.