تسري معلومات غير مؤكدة مفادها أن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي قد هرب أمس إلي زيمبابوي، وفقا لصحيفة 'نيزافيسيمايا جازيتا' الروسية، في الوقت الذي رأي فيه المحلل البريطاني روبرت فيسك استقبال الجزائر لعائلة العقيد رسالة جزائرية للغرب بأنها دولة مستقلة. حيث أشارت المعلومات إلي أن القذافي شوهد في مطار هراري وأنه وصل إلي مطار زيمبابوي مستقلا طائرة تابعة لسلاح جو زيمبابوي، أما زوجته واثنان من أبنائه وابنته عائشة التي أنجبت طفلة صباح الاثنين الماضي فيوجدون حاليا في الجزائر. وفيما يتعلق بأرصدة ليبيا في الخارج اعلن السفير البريطاني في الاممالمتحدة أن لجنة العقوبات في المنظمة الدولية وافقت أمس علي طلب بريطانيا الافراج عن 1.6 مليار دولار من الارصدة الليبية المجمدة بهدف تقديم مساعدة انسانية الي طرابلس. وتأمل ألمانيا من جهتها بالافراج عن نحو مليار يورو من الارصدة المجمدة، فيما ترغب باريس في الافراج عن 1.5 مليار يورو للمساهمة في شراء احتياجات انسانية لليبيا. كما أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر أن كندا تريد الافراج عن ملياري دولار أمريكي من ودائع نظام القذافي المجمدة في المصارف الكندية من اجل تأمين اعادة اعمار ليبيا. وبموجب العقوبات التي قررتها الأممالمتحدة بحق نظام معمر القذافي، جمدت دول الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة ودائع وممتلكات ليبية بقيمة مليارات اليوروهات منذ بداية السنة. من جهتها، نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس تقريرا تناول الدور الذي يلعبه الاسلاميون في الصراع الدائر في ليبيا وكيف أنهم انتقلوا من سجون القذافي الذي تعاون مع الولاياتالمتحدة بعد هجمات سبتمبر في مطاردتهم إلي حمل السلاح ضد القذافي مع اندلاع الاحتجاجات في ليبيا في شهر فبراير الماضي. ويقول كاتب التقرير باتريك كوبرن إن أغلب قادة الثوار الذين يفرضون سيطرتهم علي طرابلس هم من الاسلاميين لكنهم لا يعرفون القوي التي ستتولي زمام الأمور في ليبيا علي المدي الطويل. ويقول التقرير إن الاعلام الليبي الذي كان يروج لفكرة قيادة الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة للتمرد لم تكن بلا اساس، فالجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة كانت الوحيدة التي لديها اعضاء مدربون لخوض عمليات عسكرية ضد القذافي. ويري الكاتب أن مواقف عناصر الجماعة الليبية المقاتلة المعادية للغرب قد تغيرت بسبب ادراكهم أن الانتصار علي قوات الفذافي كان شبه مستحيل لولا تدخل حلف شمالي الاطلسي في الصراع لكن رغم ذلك اهداف الجماعة علي المدي الطويل لم تتغير كثيرا لكنهم مثل الاسلاميين في باقي الدول العربية ازاء واقع جديد فرضه ربيع الثورات العربية ولا بد لهم من التحالف مع القوي الليبرالية والعلمانية للإطاحة بأنظمة الحكم البوليسية في مصر وتونس وليبيا وسوريا. ويبدو أن هذا ليس عامل التخوف الوحيد من انشقاقات في صفوف الثوار الذين تولوا الحكم فعليا عقب اختفاء العقيد وهروب ومقتل أبنائه، حيث رفض أهالي مصراتة استقبال اللواء 'البراني أشكال'، الذي عينه المجلس الوطني الانتقالي حاكما عسكريا للمدينة، مع خشية معلقين من أن تكون بادرة تقسيم للبلاد. في سياق متصل، يشير الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله بنفس الصحيفة أن العرب لم يستغربوا أن عددا من أفراد عائلة القذافي ظهروا في الجزائر هذا الأسبوع ذلك لأن الجزائريين دعموا لسنوات سياسة القذافي المستقلة حتي ولو كانت غير منطقية أو عقلانية لأن التاريخ قد علم الجزائريين ألا يقبلوا أبدا أوامر من الخارج. يريد الجزائريون أن يظهروا للغرب وخاصة فرنسا، أن حريتهم والسيادة المقدسة للأمة الجزائرية لن تمس، ولا يمكن أن يقبلوا بأن تكون موضوعا للتداول في الدوائر الأوروبية أو الأمريكية. كماذكرت صحيفة جزائرية اليوم أن معمر القذافي كان موجودا بمدينة جدامس الليبية علي الحدود مع الجزائر. وكانت الجزائر أعلنت عن دخول صفية ، عقيلة القذافي ، وابنته عائشة وابنيه محمد وهانيبال وأبنائهم إلي أراضيها صباح الإثنين الماضي. ونقلت صحيفة "الوطن" الصادرة باللغة الفرنسية اليوم الخميس عن مصادر وصفتها بالمقربة من الرئاسة الجزائرية إن القذافي كان موجودا برفقة بعض أفراد عائلته بمدينة جدامس القريبة من الحدود الجزائرية وحاول التفاوض للدخول إلي أراضيها من خلال اتصاله تليفونيا بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأوضحت المصادر أن بوتفليقة ربما يكون رفض الرد علي مكالمة القذافي،حيث اعتذر أحد مستشاري بوتفليقة للقذافي وقال له إن الرئيس غير موجود وإنه مشغول بالأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد 'الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف الأكاديمية العسكرية بشرشال'. ولفتت إلي أنها ليست المرة الأولي التي يحاول فيها القذافي أو مبعوثون عنه الاتصال بالرئيس بوتفليقة لإجراء مفاوضات محتملة. كما أكدت أن دخول بعض أفراد عائلة القذافي إلي الجزائر تم بموافقة وضمانات بعض أعضاء المجلس الانتقالي الليبي. وأشارت صحيفة "الوطن" إلي أن السلطات الجزائرية لا تستبعد أن يتحالف القذافي مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كآخر الحلول.