وحشتنا شرم الشيخ.. جملة حدتثنا بها أنفسنا بمجرد ان هبطت الطائرة التى أقلتنا من القاهرة لحضور فعاليات احتفالية مجلس النواب بمرور 150 عامًا على تأسيسه.. بالطبع شرم التى نقصدها ليست المنتجع الذى يستطيع أى منا أن يستمتع به فى أى وقت من العام.. ولكن ما وحشتنا هى شرم مدينة المؤتمرات والفعاليات والوفود التى تشارك من نواحى الدنيا الأربع. شرم الشيخ التى وهبها سبحانه وتعالى مناظر خلابة وطبيعة ساحرة وشواطئ ممتدة.. كانت فيما مضى مقصدًا للسائحين من شتى بقاع الأرض، ولكن بعد أحداث ثورة 25 يناير، ضُربت السياحة بصفة عامة فى مقتل، وبعد ان عاودت على استحياء نشاطها، سرعان ما كانت الضربة القاصمة التى أجهضت كل محاولات القطاع السياحى للنهوض، وهو حادث سقوط الطائرة الروسية على أرض سيناء، والذى تم على إثره إجلاء كافة السياح، لتقبع المدينة الساحرة فى ركنها الهادئ حزينة خاوية. معظم المنشآت السياحية والفنادق اضطرت إلى تسريح جزء كبير من عامليها، مما حدا بعدد كبير منهم إلى البحث عن وظيفة أخرى، بعد أن باعوا ممتلكاتهم واستدانوا لكى يعيشوا، حالة الركود التى هبطت فجأة على شرم الشيخ لم تفلح معها محاولات تنشيط السياحة الداخلية عوضا عن انقطاع السياح الأجانب الذين تحولت وجهاتهم إلى مدن أخرى أكثر أمانًا من وجهة نظرهم ومن وجهة نظر حكوماتهم. اليوم شرم الشيخ ترسل رسالة سلام ومحبة لكل شعوب العالم، اليوم تزينت بأعلام كل الوفود البرلمانية المشاركة سواء عربية أو افريقية أو دولية، واتخذت كافة التدابير الأمنية والإجرائية لتأمين وسلامة الوفود المشاركة، فى المطار طالعتنا الوجوه الباسمة المرحبة بعودة الحياة من جديد لأرض السلام، وكان فى الاستقبال شباب جامعى يعمل ضمن فريق المتطوعين الذى أعدته وزارة الشباب والرياضة لاستقبال ضيوف الاحتفالية، شباب يشعرك بالأمل فى غد سيكون أفضل بفضل جهودهم ووعيهم، قال لى أيبك وهو طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن مشاركته فى مثل هذه الفعاليات يزيده وعيًا بكل ما يدور حوله من أحداث، وأن ذلك يثقل مهاراته العلمية والعملية أيضًا.. حسنا فعل البرلمان عندما دعا لاحتفاليته بمدينة شرم الشيخ، فهذه الرسالة القوية التى وجهت لكل دول العالم بأن مصر بلد الأمن والأمان وان شرم الشيخ كانت وستظل تلك المدينة بازغة الجمال التى تحتضن ضيوفها وتحيطهم برعايتها إلى ان يعودوا سالمين إلى أوطانهم.. جميعا يحدونا الأمل فى ان يعود النشاط السياحى لسابق عهده وان تعود شرم الساحرة لذروة نشاطها السياحى.. نأمل خيرًا ونعمل من أجل هذا الخير.. وهذا هو السبيل الوحيد لتجاوز المحن.