يبدو المشهد طبيعيا جدا فى مدينة شرم الشيخ.. السائحون يمارسون حياتهم بصورة طبيعية.. يرتادون الشاطئ.. يستقلون المراكب الزجاجية فى رحلات خاصة للاستمتاع بالشعاب المرجانية.. يخرجون فى رحلات السفاري.. يتجولون فى البازارات.. يشاركون فى رحلات الغطس.. يقضون ليلهم على الكافيهات، ويشاهدون حفلات السمر بالفنادق والقرى السياحية، وكأن قرار الحظر الذى أصدرته روسيا وبريطانيا، عقب حادث تحطم الطائرة الروسية لم يكن!! وبالرغم من أن أعدادا كبيرة من السائحين الروس والبريطانيين قد غادروا المدينة ممن حانت لحظة عودتهم بسبب انتهاء مدة الحجز، إلا أن أعدادا كبيرة منهم لا تزال تستمتع بأجواء المدينة الساحرة، وبرامجها السياحية الفريدة، وسمائها الصافية، وطبيعتها الخلابة، وجبالها الشاهقة، غير أن شرم الشيخ مازالت تستقبل كل يوم أفواجا كثيرة من السائحين من جنسيات مختلفة. إجراءات أمنية مكثفة والحال هذه، تشهد الطرق المؤدية إلى مدينة شرم الشيخ، مرور دوريات أمنية مكثفة، لتأمين سلامة وصول السائحين، كما تشهد شوارع المدينة، ومنشآتها السياحية والفندقية، جهودا أمنية غير مسبوقة أيضا، لتأمين السائحين، فضلا عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة فى مطار شرم الشيخ الدولي، إلى جانب عمليات تفتيش ذاتى للمسافرين لضمان سلامتهم. رصدت « تحقيقات الأهرام» فى سماء شرم الشيخ العديد من الرحلات الجوية، التى وصلت المطار، لتتحدى جميع الشائعات التى تروج لها قوى خارجية، وعناصر داخلية، ولتؤكد أن شرم الشيخ مازالت قبلتهم المفضلة، بين مختلف المناطق السياحية فى العالم. ذهبنا إلى مطار شرم الشيخ ، ورصدنا جميع الإجراءات الأمنية المكثفة التى يتبعها رجال أمن المطار، لتأمين سلامة المسافرين، وضمان خلو الطائرات المغادرة من أى قصور، يعرضها للخطر، كما رصدنا المئات من السائحين، وملامح الحزن تكسو وجوهم، لانتهاء رحلتهم، حيث حانت ساعة المغادرة، مؤكدين أنهم سيعودون مرة أخرى إلى تلك المدينة الساحرة كما وصفوها لنا، مؤكدين أن أحلام العودة إلى شرم الشيخ تراودهم مرة أخري. استمرار تدفق السائحين وبالرغم من تحذيرات السفر لشرم الشيخ ، التى انطلقت عقب حادثة الطائرة الروسية، تشهد المدينة حالة من الاستقرار وتدفقا من السائحين على المدينة من خلال الرحلات القادمة ، حيث استقبل مطار شرم الشيخ الدولى حتى نهاية يوم أمس الأول، 60 رحلة دولية وداخلية من بينها 6 رحلات أوكرانية على متنها 610 سائحين و4 رحلات من بولندا على متنها 350 سائحا و3 رحلات من الأردن على متنها 300 سائح، بالإضافة إلى رحلات من إيطاليا واستونيا ولاتافيا والسعودية، إضافة إلى 11 رحلة داخلية على متنها 720 راكباً يمثلون سائحين عرب وأجانب ومصريين، فضلا عن وصول 36 رحلة دولية على متنها 604 سائحين من مختلف الجنسيات، و11 رحلة محلية على متنها 997 سائحا مصريا، وكذلك وصول 70 رحلة دولية على متنها 3342 سائحا إلى شرم الشيخ ، من مختلف الجنسيات و15 رحلة محلية على متنها 978 سائحا مصريا، بينما وصل صباح أمس العديد من الرحلات الجوية التى تقل سائحين من هولندا ولا تفيا. خطة ترويج السياحة تسود هنا مشاعر الأمل بين العاملين فى القطاع السياحي، وأصحاب المحلات والبازارات ، بعد ما تابعوه عن الخطة التى وضعها هشام زعزوع، وزير السياحة، لتنشيط السياحة فى شرم الشيخ، والتى تضمنت مساندة الدولة لقطاع السياحة ، من خلال منح المستثمرين تسهيلات فى سداد فواتير الكهرباء والمياه، وجدولة مديونيات التأمينات المستحقة لدى المنشآت الفندقية والسياحية، وموافقة القطاع المصرفى على جدولة تلك المديونيات لدى البنوك، فضلا عن تشجيع الوزارة للسياحة الداخلية ، لتشجيع المصريين على السفر لشرم الشيخ، لقضاء عطلاتهم بالفنادق والمنتجعات السياحية. قرار صادم فى منطقة خليج نعمة، التقينا السائحة الروسية «نتالي»، وتعمل أستاذة بإحدى الجامعات الروسية، حيث أكدت لنا أنها زارت شرم الشيخ نحو 9 مرات من قبل، مؤكدة أن قرار حظر سفر السائحين الروس إلى شرم الشيخ، بعد حادث تحطم الطائرة الروسية، أصابها بالصدمة والحزن والإحباط، وأنها تتمنى التراجع عن قرار الحظر، لتتمكن من العودة مرة أخرى إلى شرم الشيخ. مصر بلدى الثاني «مصر بلدى الثاني»، هكذا قالت لنا السائحة الروسية «ألوفا» وأنها تتمنى العودة مرة أخري، مؤكدة أن قرار حظر السياحة الروسية إلى مصر أصابها بالحزن، وأن شعب مصر مضياف، ويستقبل السائحين بحفاوة، كما أنها تأمل عودة السائحين الروس مرة أخري، للاستمتاع بمعالم مدينة شرم الشيخ، وطبيعتها الساحرة، والأمن والأمان الذى شعرت به خلال مدة إقامتها ، وأن حادث الطائرة الروسية ليس جديدا على الطيران، وأنه قد سبقته حوادث كثيرة فى العديد من دول العالم، وأن ما حدث لن يمنعنا من المجيء إلى شرم الشيخ، وأنها تأمل الاحتفال بالكريسماس على أرض شرم الشيخ. بلد الأمن والأمان وفى الثامنة من صباح أمس، توافد مئات السائحين من جنسيات مختلفة على سقالة خليج نعمة ، لاستقلال البواخر فى رحلات خاصة بالبحر، هناك التقينا المرشدة السياحية أليرونا ، التى جاءت على رأس وفد سياحى لاصطحاب طاقم الرحلة الايطالية إلى الباخرة، قالت اليرونا ل « تحقيقات الأهرام» والابتسامة تطو وجهها، إن شرم الشيخ تعد من أفضل مدن العالم السياحية، وأنها شعرت بالأمن والأمان على أرض مصر، وأنها ستعود مرة أخرى فى مرحلة لاحقة للاستمتاع بالمعالم السياحية للمدينة. يشاركها ابتسامتها السائح البريطانى روبرت، والذى أكد لنا أن مصر آمنة، وأنهم يشعرون بالهدوء والأمن فى شرم الشيخ، حيث يتحرك دون أدنى شعور بالقلق، وأن سيشعر بالحزن عندما تنتهى مدة رحلته لشرم الشيخ. داخل مطعم إحد الفنادق، التقينا العديد من الأسر الخليجية السعودية والكويتية، حيث عبروا عن تضامنهم مع مصر، ودعمهم للسياحة المصرية، مؤكدين أن مصر آمنة، وأن روسيا ولندن استبقتا نتائج التحقيق فى حادث سقوط الطائرة الروسية، واتخذا قرارا بحظر الرحلات السياحية.. ولا نعرف لماذا لم ينتظرا نتائج التحقيقات حتى تتضح الحقائق والأسباب التى كانت سببا فى تحطم الطائرة الروسية؟.. لكن العرب لن يتركوا مصر فى محنتها، وسيدعمون الحركة السياحية المصرية، وسيأتون فى تجمعات سياحية كبيرة إلى مختلف المناطق السياحية. ليالى السمر السائحون هنا فى مدينة شرم الشيخ لا ينامون، يرتادون الكافيهات فى منطقة خليج نعمة، أو يقضون ليلتهم مستمتعين بحفلات السمر، التى تنظمها القرى والفنادق السياحية كل ليلة بدأ من التاسعة مساء وحتى الحادية عشرة، فإذا ما انتهت تلك الحفلات، خرجوا الى الشوارع، مستمتعين بالممشي، والجو الجميل، ذهابا وإيابا، فرادى أو جماعات، وتبدوعلى وجوههم ملامح الفرح والسعادة. داخل أحد محال العطارة بمنطقة خليج نعمة، والتى يقبل عليها السائحون من جنسيات مختلفة، وأبرزهم الروس، التقينا رشاد مصباح ويعمل فى أحد محال شرم الشيخ، حيث اكد لنا أن السائحين الروس يمثلون نحو 70% من حجم السياحة فى شرم الشيخ، وأن السائح الروسى يتمتع بقدرة شرائية عالية ، حيث يقبلون على شراء منتجات العطارة، إلى جانب الشاى العادي، والكركديه، والشاى الأخضر. قال لنا رشاد مصباح ، إن خطة وزارة السياحة لترويج الحركة السياحية لمصر، واستهداف السوقين الروسية والبريطانية، وتسويق البرامج السياحية المصرية فى دول كثيرة كألمانيا، وإيطاليا، والتشيك، والمجر، وبولندا، ستؤدى حتما لزيادة أعداد السائحين القادمين لمصر، مطالبا بتنشيط السياحة الداخلية، وتشجيع المصريين لزيارة شرم الشيخ. إيطالياوهولندا وقال مدير أحد المنتجعات السياحية فى شرم الشيخ ل «تحقيقات الأهرام» رفض ذكر اسمه- إن نسبة الاشغال لديه تقدر حاليا بنحو 39%، ومن المتوقع أن تتراجع إلى 25% الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الجنسيات الموجودة بالمنتجع حاليا معظمها روسية وبريطانية ، وأنه من الطبيعى أن يغادروا المدينة بعد انتهاء مدة رحلتهم، وهناك حجوزات لسائحين من إيطاليا، وهولندا، حيث إن هاتين الدولتين لم تنضما لقرار الحظر الذى أصدرته روسيا وبريطانيا منذ أيام عقب حادث تحطم الطائرة الروسية.
انتعاش معدلات الإشغال الصورة كانت افضل حالا لدى محمد موظف الاستقبال فى أحد فنادق خليج نعمة الشهيرة، حيث أكد ل «تحقيقات الأهرام» أن نسبة الإشغال بالفندق بلغت نحو 57 %خلال اليومين الماضيين، لكنها وصلت إلى 70%، مشيرا إلى أن معظم نزلاء الفندق ينتمون إلى جنسيات عربية (سعودية وكويتية) ، وبعض الوفود الروسية التى لم يحن موعد مغادرتها بعد، وأنه من المتوقع وصول وفود أخرى أرمينية، وأوكرانية، وبولندية، خلال أيام إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء إجازتهم. تراجع فى المبيعات أما المبيعات فقد تراجعت كثيرا خلال الفترة الماضية إلى ما بين 20-30%، مقابل 80% قبل حادث الطائرة الروسية ,, هكذا قال لنا سامح كامل، ويعمل فى إحد محال الملابس الجاهزة، والمفروشات المنزلية، مؤكدا أنه وزملاؤه يعقدون الآمال على الأسابيع المقبلة، بزيادة عدد السائحين، لرفع نسبة المبيعات. الأمر ذاته، أكده لنا دواد، ذلك الشاب «الأسواني»، والذى يعمل فى بازار لبيع المنتجات الفرعونية، حيث يشير إلى أن تحسن الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة، سيؤدى إلى ارتفاع معدلات المبيعات، بعد تراجعها بشكل ملحوظ، ومغادرة العديد من السائحين خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدا أن القرار الروسى والبريطانى بحظر وصول السائحين استبق نتائج التحقيقات فى حادث تحطم الطائرة الروسية، وكان يجب الانتظار لحين انتهاء التحقيقات.. طمأنة السائحين ضرورة بينما أكد لنا أحمد وهيب صاحب محل لبيع العطور، ومنتجات العطارة فى منطقة خليج نعمة، أن اصحاب المحال والبازارات، وحتى العاملين بالفنادق والمحلات، ينتظرون بفارغ الصبر على حد قوله - أن يثبت سقوط الطائرة الروسية بسبب اعطال فنية وميكانيكية فى محركات الطائرة، من أجل عودة السائحين الروس بصورة طبيعية إلى مدينة شرم الشيخ، لإنعاش الحركة السياحية، ورفع معدلات الإشغال الفندقي، وعودة حركة المبيعات إلى طبيعتها، مطالبا فى الوقت نفسه، بتنظيم حملات دعائية احترافية، للترويج السياحى لمدينة شرم الشيخ، وتأكيد أنها بعيدة تماما عن المناطق المستهدفة من جماعات الإرهاب، خاصة أن العديد من راغبى السفرالى مدينة شرم الشيخ لديهم انطباعات خاطئة، معتقدين أن شرم قريبة من المناطق المستهدفة من العمليات الإرهابية، ومن ثم يحجم عدد منهم عن زيارتها، لذا يجب تصحيح هذه الصورة السلبية، لجذب المزيد من الوفود السياحية.