انتهى عرس الأوليمبياد في ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل وعاد أبطال العالم المشاركون بالبطولة في كافة أنواع الرياضات إلى بلدانهم ففاز من فاز وخسر من خسر، وفيه نرى بلدانا حصدت عشرات الميداليات ما بين ذهبية وفضية وبرونزية وبلدانا كبلداننا العربية أخفقت في تحقيق المرجو من مشاركتها عبر أبطالها الذين لم يكونوا بقدر البطولة وعادوا إلينا من ريو بخفي حنين باستثناء حصد قليل القليل الذي لم يحفظ لنا ماء الوجه، كنا نتطلع في هذه البطولة رقم 31 في أن يحقق لاعبونا المصريون والعرب العديد من الميداليات في الألعاب الفردية والجماعية ورغم احترامنا لهم وتعليق الآمال عليهم إلا أنهم خذلونا بالبطولة وسببوا لنا الإحباط والاكتئاب بعد أن تساقطوا مبكرا وتضاءلت فرصهم للتأهل، مما جعل الكل يتساءل عن سبب تلك الإخفاقات والسيناريوهات التي تتكرر عبر كل بطولة ولا نجد من يحاسب هؤلاء المسئولين الذين أرسلوا أبطالا غير مؤهلين للمنافسة بالدرجة التي تليق بمصر، ومقابل ذلك نجد أنفسنا ومن خلال أجهزة الإعلام أمام نفس هؤلاء المسئولين من اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية الذين يلقون بالتهمة وكالعادة على الشيطان وسوء الحظ والمناخ وقلة الإمكانات وفوق كل ذلك مواساتنا بشعار يروجونه مع كل بطولة وهو « الاحتفاء العظيم بشرف المشاركة بالبطولة» أو شعار ليس فى الامكان، في حين أن المشاركة الحقيقية في الأوليمبياد تكون فرصة لتحقيق النصر وحصد الميداليات وإعلاء أعلام البلدان المنتصرة عاليا, كما أن الأوليمبياد تكون فرصة نادرة لا تتحقق إلا كل 4 سنوات تظهر فيها القدرات والمواهب الفذة والمختارة لتحقق المتعة والقيمة الرياضية العالية للجماهير وتحقق أيضا بالأرقام القياسية والإعلان عن علو هامة الأوطان عندما يجد الإنسان بلده متميزا ومنحوتا بأبطاله في لوحة شرف البطولة التى تصبح فيها كل ميدالية وسام شرف يضاف إلى جبين الوطن، لِمَ لا وقد أصبحت الرياضة سياسة واقتصاد وثقافة وفن ومتعة ووجود بعد تحقيق الأبطال للنصر الناتج عن الإرادة والاعداد الطويل، فما بين الذهب والفضة والبرونز عبر تلك البطولة المتميزة والنزيهة بريو دى جانيرو تحققت أمجاد وانتصارات متميزة للعديد من أبطال وبلدان العالم وخلال أيامها ظلت أعيننا موجهة نحو أبطالنا المصريين للحصول على الكثير من الميداليات أسوة بنظائرهم من بلدان العالم وبما يليق بمصر ولكن ومع مرور الأيام وتضاؤل فرص أبطالنا في الحصول على ما يفرحنا فقد سبب لنا هذا الإخفاق الألم باستثناء حصولنا على ثلاث ميداليات لم تشفع لبعثتنا الأوليمبية عن فداحة تلك الانتكاسة. فقد دفعنا العزاء إلى أن نمني أنفسنا بما يخفف عنا فرحنا نتطلع إلى ما يمكن أن يحققه أبطالنا العرب بالبطولة فما وجدنا فيهم غير زيادة للحسرة والالم بعد حصولنا مجتمعين على عشر ميداليات أو يزيد، فإلى متى ستظل تلك الانتكاسات تتوالى عبر كل دورة أوليمبية الامر الذي يستوجب منا وجود الجرأة والمواجهة الحقيقية لمحاسبة المسئولين عن الخروج المخزي من البطولة على هذا النحو رغم ما نتمتع به من إمكانات لم نبخل بها عن البعثات الأوليمبية والاتحادات المسئولة التي لم نجن منها غير إهدار المال العام والظهور المخزى والمتدني وغياب الانجاز الحقيقي على غرار أبطال البلدان الأخرى، ولهذا فإن هذا الإخفاق لابد أن تتحمله أطراف محددة وفقا للنتائج المحققة وبعيدا عما يروجه هتيفة الفشل لكي ينال كل مسئول جزاءه وأن تكون هذه المشاركة الهذيلة هي آخر المشاركات المؤلمة لتكون لنا بمثابة الدرس والدافع في الإعداد الصحيح من الآن للبطولات القادمة باكتشافنا واختيارنا للاعبين الموهوبين بالمدن والقرى وكليات التربية الرياضية وإعدادهم بشكل علمي وأن نعمل على التخلص من الواسطة والمحسوبية من حياتنا ومن سائر الرياضات لنصل من خلال مسئولين مخلصين فاعلين ومتخصصين في العمل التنظيمي والرياضي لنحقق الأمجاد التي تستحقها مصر ويستحقها كل بلد عربي وبالإخلاص فإن أبطالنا قادرين على ذلك .