محمد الدمرداش أحمد زهران وسط توقعات ومخاوف من سقوط الأمطار. يسدل الستار اليوم علي فعاليات واحدة من أكثر دورات الألعاب الأولمبية إثارة للجدل حيث يشهد استاد "ماراكانا" الأسطوري اليوم حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الحادية والثلاثين "ريو دي جانيرو 2016". فيما كانت الاحتجاجات والمظاهرات هي "البعبع" الذي اثار قلق المنظمين قبل حفل افتتاح الأولمبياد والذي أقيم في الخامس من أغسطس الحالي. ستكون الرياح والأمطار هي الشبح الذي يسيطر علي أجواء الحفل الختامي اليوم في ظل التنبؤات الجوية بأن تصل قوة الرياح في ريو دي جانيرو علي مدار اليوم إلي 48 كيلو متراً في الساعة وان يتخللها سقوط الأمطار وهو ما يهدد فقرات حفل الختام. كذلك. أثارت هذه النبوءات قلق العديد من العدائين المنتظر مشاركتهم في سباق الماراثون الرجالي والذي يقام صباح اليوم وان تفاءل كثيرون منهم بالانخفاض المتوقع في درجات الحرارة والتي تصل إلي 18 درجة مئوية مما يعني إقامة السباق في أجواء بعيدة عن الحرارة المرتفعة التي قد لا تسمح للعدائين بإخراج طاقاتهم. في نفس الوقت. حذرت وسائل الإعلام البرازيلية الضيوف والجماهير المنتظر حضورهم حفل الختام وأكدت علي ضرورة اصطحاب معاطف تحسبا لهذا الطقس البارد. بعد أكثر من أسبوعين من المنافسة الشرسة علي 306 ميداليات ذهبية في 28 رياضة مختلفة. سيشهد استاد "ماراكانا" الرهيب ختاماً مبسطاً أيضاً لفعاليات الدورة مثلما جاء حفل الافتتاح الذي تكلف أقل كثيراً مما تكلفه حفل الافتتاح في أي من الدورات الأولمبية الأخيرة التي اقيمت قبل هذا الأولمبياد علماً بأن تكلفة حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 بلغ عشرة أمثال تكاليف حفل افتتاح أولمبياد ريو.. وقد تتسبب الرياح والأمطار في تغيير برنامج الحفل أو بعض فقراته. رغم التكاليف الهزيلة المتوقعة لحفل الختام. ينتظر ان يكون مبهجاً مثلما كان حفل الافتتاح وهو ما وعد به المخرج البرازيلي الشهير فيرناندو ميريليش الذي أشرف علي إخراج الحفلين وكذلك مساعدته الفنانة روزا ماجاليس التي تشتهر بأنها أحد أبرز مصممي الكرنفالات.. وينتظر ان يشهد حفل الختام أيضاً اشارة وتركيزاً علي النواحي البيئية مثلما أشار حفل الافتتاح إلي ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي والدور الكبير الذي تلعبه البرازيل في التصدي لهذه الظاهرة من خلال غابة الأمازون. علي الرغم أيضاً من السرية المفروضة علي فقرات حفل الختام. تأكد ان الموسيقي النرويجي الموهوب كايجو سيشارك في إحياء الحفل حيث أكد في بيان صحفي له انه سيشارك في الحفل وأنه شرف عظيم له حيث قضي سنوات عديدة من طفولته في البرازيل. كانت حالة من الترقب قد سيطرت علي الجميع بأن يكون أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه هو أيقونة حفل الختام وان يلهب حماس الضيوف في مدرجات استاد "ماراكانا" الذي طالما شهد بصماته في الملاعب خلال مسيرته الكروية.. وكان بيليه قد غاب عن حفل الافتتاح علي هذا الاستاد أيضاً بسبب حالته الصحية وتواجده في المستشفي لكنه بعث بأكثر من رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الصحفية بأنه يسعي للتعافي من أجل التواجد مع الجماهير في حفل الختام. لكن الجماهير البرازيلية العاشقة للملك أصيبت بالصدمة بعدما قال منظمو أولمبياد ريو دي جانيرو ان بيليه لن يشارك بالحفل الختامي للأولمبياد.. وقال آبيل جوميز المشرف الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام للصحفيين "بيليه لن يشارك في الحفل الختامي". كان من المقرر ان يشعل بيليه "75 عاماً" المرجل الأولمبي في الحفل الافتتاحي ولكنه انسحب بتوصية طبية.. وقال ماريو أندرادا المتحدث الرسمي باسم اللجنة المنظمة انه لم يكن هناك تواصل بين المسئولين وبيليه منذ وقتها ولكنه أضاف: "بالطبع إذا اتيحت لنا الفرصة ان يكون معنا هنا. فسيكون هذا من دواعي سرورنا". يذكر ان ما يقرب من 41 ألف تذكرة تم بيعها للحفل الختامي والذي قالت عنه روزا ماجاليس انه سيكون مزيجاً من الحزن والفرح. كما جرت العادة في حفل ختام الدورات الأولمبية. سينتهي الحفل بتمرير الراية الأولمبية من منظمي الأولمبياد الحالي إلي منظمي الأولمبياد التالي "طوكيو 2020".. وبهذا. سيسلم إدواردو بايس عمدة ريو الراية الأولمبية إلي يوريكو كويكي حاكمة طوكيو الذي حضر مؤخراً إلي ريو دي جانيرو. وشارك بايس أمس الأول الجمعة في مؤتمر صحفي مع حاكمة طوكيو. وأكد ثقته بأن يحقق أولمبياد طوكيو النجاح الباهر مثلما كان الحال في أولمبياد ريو فيما أكد كويكي "احترام الطبيعة والإدارة الرشيدة للنفقات ستكون بين القيم التي يحافظ عليها أولمبياد طوكيو.. ولهذا حضرت المؤتمر بزي الكيمونو "الزي التقليدي في اليابان"" كما أكدت انها وبلادها في غاية الحرص علي إظهار أفضل أشكال الضيافة والاحترام لكل من يزور اليابان لحضور فعاليات الأولمبياد التالي. من ناحية أخري. لم تأت دموع إدارة بعثتنا الأولمبية في ريو دي جانيرو من فراغ. بل عكست الكم الهائل من الضغوط التي مر بها الجميع هنا في مدينة الأولمبياد حتي حفل الختام المقرر له مساء اليوم بتوقيت البرازيل. الواحدة صباح الاثنين بتوقيت القاهرة.. وما بين فرحة البعض ببرونزية هداية ملاك وتبادل الأحضان وعبارات التهنئة. ظهر وجوم المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس البعثة المصرية. حتي تخلي عن صمته فجأة وأكد أمام الجميع استعداده التام للمحاسبة والرد علي أي نوع من الاستفسارات بشرط أن تكون الجهة صاحبة السؤال مدركة تماماً حجم المتحقق في نتائج البعثة بريو دي جانيرو.. ويمكنها إجراء المقارنة السليمة والعلمية بين هذه النتائج وغيرها في الدورات الأخري. أكد حطب ل "الجمهورية" ان المنصفين فقط يمكنهم رؤية حقيقة ما جري في ريو من نتائج شملت العديد من الاتحادات الرياضية لأول مرة في تاريخ الرياضة المصرية. ولم يقتصر الأمر علي لعبة أو اثنتين. فرأينا فتيات تحصلن علي الميداليات لأول مرة. واخريات كان المركز الرابع والخامس من نصيبهن لأول مرة أيضاً. وفئة ثالثة كانت قاب قوسين أو أدني من تحقيق الميدالية.. وهي الحقائق التي لم نلمسها من قبل أولمبيا. قال حطب. ان مكافآت الفوز بالميدالية وعبارات الإشادة تنهال علي اللاعبين وقيادات الاتحادات وهذا أمر طبيعي. أما الحديث عن الفشل أو غير ذلك من المرادفات فهو ينحصر في شخص رئيس اللجنة الاولمبية فهل هذا منطقي.. وأكد ان تكريم الرئيس السيسي للاعبينا أصحاب الانجازات والإشادة الكبيرة بهم تعني الكثير لهم ولنا في الوقت نفسه. وهي خير تكريم للجميع. في هذه الأوقات الصعبة. أضاف رئيس اللجنة الأولمبية ان اجمالي المصروف علي بعثتنا الأولمبية لم يتجاوز المصروف علي الجميع في دورتي بكينولندن. وهو أمر يدعو للتعجب والإشادة بما تحقق في ظل الأسعار الجديدة والتكاليف الخاصة بالمعسكرات وإعداد الأبطال وتزايدها بشكل رهيب في السنوات الأخيرة. ورغم ذلك لم تقصر وزارة الشباب والرياضة ولا اللجنة الأولمبية في تذليل أي نوع من العقبات في سبيل إقامة المعسكرات أو تلبية طلبات الاتحادات مهما كان نوعها. وكشف رئيس اللجنة الأولمبية انه لم يعد بميداليات قبل السفر علي ريو دي جانيرو. ويتحدي ظهور أوراق أو كشوف تشير إلي توقع عدد معين من الميداليات. وان ما أكدته اللجنة من قبل يتمثل في توقعات بظهور خاص لبعض اللاعبين. وهو ما حدث بالفعل بدليل النتائج المميزة في بعض الألعاب مثل الأثقال لأول مرة والرماية خاصة عفاف الهدهد. وهداية ملاك في التايكوندو ونتائج السباحة غير المسبوقة أيضاً. وقال رئيس البعثة انه من غير المنطقي وصف اللاعبين الذين شاركوا في الاولمبياد بالفاشلين ومقارنتهم بهؤلاء الذين فشلوا في التأهل في الأصل. فهل يجوز هذا النوع من المقارنات. أما عن أحاديث المجاملات في تشكيل البعثة. فطالب حطب كل من يردد هذا الكلام بأدلة ثابتة علي كلامه. مؤكداً ان كل المؤهلين لريو جاءوا من خلال بطولات العالم وبطولات افريقيا. ولم يسافر إلي الأولمبياد لاعب أو لاعبة بسبب صلة قرابة أو نسب أو غيرها من الاتهامات التي يروج لها البعض عن عمد لمجرد زيادة الضغوط علي الجميع. وهو ما لن يأتي بجديد بالنسبة لهم بعد ان تملكهم الحقد وصنوف الكراهية. ورد رئيس الأولمبية بعصبية علي من يطالبه بالاستقالة. مؤكداً انه لا يوجد ما يدعوه للاستقالة فلم يرتكب جرما إدارياً أو مالياً كما فعل البعض. ولم يهدر المال العام كما فعل آخرون ولم يغلب مصلحة شخصية علي مصلحة عامة. وانه يتحدي ان يثبت أحد عكس ذلك.. وأكد سعادته البالغة بوجود أعضاء لجنة الشباب بمجلس الشعب مع البعثة في ريو حتي يتعرف كل منهم علي تفاصيل ما يدور وما دار ويدرك الجميع مدي نجاح المنظومة الرياضية في مجملها مقارنة بما ترصده الدول الأخري من ملايين الدولارات للحصول علي ميدالية واحدة. ولكم ان تعلموا ان ما صرفته البعثة المصرية من 4 سنوات لا يساوي ما يتم صرفه علي تجهيز وإعداد لاعبين اثنين فقط في دول أخري.. ورغم ذلك يحقق لاعبونا نتائج مميزة تضمن لهم المزيد والمزيد في طوكيو 2020 ومن قبلها من بطولات منها دورة ألعاب البحر المتوسط وأولمبياد الشباب وغيرهما من الدورات والبطولات. من ناحية أخري أثارت شائعة حصول بعثتنا علي ميداليات جديدة بسبب ثبوت تعاطي بعض اللاعبين الأجانب للمنشطات حالة من الترقب بين أعضاء البعثة لم يقطعها سوي تحركات الإدارة للتأكد من حقيقة ما يثار منعاً للقيل والقال. وأخطرت المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات عبر مقرها في ريو رئاسة البعثة بعدم ورود أي نوع من التقارير تفيد سحب ميداليات جديدة من لاعبين آخرين لصالح مصريين. وأن المتبع في هذه الحالة هو ورود إخطار من اللجنة الأولمبية الدولية يسلم ليد رئيس الوفد. ويتضمن سحب الميدالية من صاحب العينة الايجابية ومنحها لعضو الوفد المصري. وهو ما لم يحدث. كانت بعض التقارير أفادت بحصول محمد إيهاب نجم الأثقال علي فضية وزن 77 كجم بعد سحب الميدالية الذهبية من رحيموف عقب ثبوت تعاطيه المنشطات. وحصول شيماء خلف علي فضية وزن فوق 75كجم بعد سحب ميداليتي الأمريكية والصينية وهو ما لم يحدث.