تؤكد التجارب التنموية التي اجتازتها الدول المتقدمة وحققت عن طريقها التقدم الاقتصادي والاجتماعي أن الشباب كانوا الركيزة التي اعتمدت عليها تلك الدول والتي تحملت أعباء البناء وارساء دعائم النهضة. وتمثل هذه الشريحة الاجتماعية الشابة في مصر عماد الحاضر، وقوة المستقبل، والأمل الذي يتطلع اليه المهتمون بالتنمية لتحقيق تقدم وبناء المجتمع وذلك لأن أولئك الشباب يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة ومتنوعة، يحرصون من خلالها على تقديم الافضل لمواطنيهم ولوطنهم الذى يعيشون فيه. ويستطيع الشباب من خلال التعاون الجماعي بينهم من ناحية ومع الدولة من ناحية أخرى العمل على الرقى بالأمة، وحث غيرهم من المواطنين على المشاركة الفعالة فى تقديم انجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية بالغة الأهمية، تسهم في تطوير أوضاع الوطن وتضعه طريق التقدم العالمي. وفي هذا السياق، نجد أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي قد عكس رؤيته للشباب وللدور الاجتماعي والاقتصادي المتوقع منهم حيث قال: «إن الشباب هم رجال الغد الذين يقع على عاتقهم تطور المجتمع في جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتتحقق بأيديهم أهدافهم وطموحاتهم في جميع نواحي الحياة. – ثم أكد سيادته أن – الشباب هم الفئة التي تمثل القوة الدافعة لحركة المجتمع وتطوره، وهم الثروة البشرية القادرة على مواجهة التحديات في الحاضر والمستقبل». إن رؤية الرئيس للشباب كرصيد بشري حيوي وثروة عظيمة يثير عديدا من القضايا التي تتعلق بما ينبغي على الجهات المعنية بالشباب أن تقوم به من اجراءات لإعداد هذه الطاقة البشرية الهائلة للمشاركة في بناء الوطن وتقدمه. كما تثير الاهتمام بمسائل تتعلق بالكيفية التي ينبغي بها إعدادهم لئلا يتحولوا من قوة انتاجية مثمرة الى عبء ومشكلة تستنزف طاقات المجتمع وتصرفه عن مهمته التنموية الأساسية ورسالته لتحقيق التقدم. فضلا عن ذلك، من الجدير بالاهتمام ايضا ان نتعرف على طبيعة الأدوار التي يمكن إسنادها الى الشباب في مجالات تطوير المجتمع التي اشار اليها الرئيس في خطابه السياسي، لكي نستطيع ان نكوَّن تصورا متكاملا عن دور الشباب المتوقع في عملية بناء الوطن وتقدمه . وهذا هو ما سوف نتكلم عنه تباعا في المقالات القادمة بإذن الله تعالى.