لا أحد يجادل في أن شباب مصر ليسوا فقط عدة الحاضر وذخيرة المستقبل وإنما هم أيضا طاقة الحلم الصادق الذي يعبر بكل الوضوح والشفافية عن قلب الأمة وروح حضارتها وهو ما تجسد واضحا وجليا أمام العالم كله في كل المصاعب والتحديات التي واجهتها مصر علي طول تاريخها. إن شباب هذا الوطن هم أغلي ما تملك مصر, بل إنهم أعز وأقوي رصيد استراتيجي لها, ومن ثم يتوجب اعتماد الحوار والإقناع سبيلا وحيدا للتعامل مع طموحاتهم المشروعة حتي لو ارتدت هذه الطموحات ثياب الانفعال والاندفاع حتي يمكن وضع طاقاتهم المتجددة في إطارها الصحيح الذي يلبي طموحاتهم من ناحية ويتوافق مع قدرات واحتياجات المجتمع من ناحية أخري. ولأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل فإن كل مجالات العمل الوطني السياسية والاقتصادية والاجتماعية ينبغي أن تستوعب في خططها وبرامجها كل ما يلبي احتياجات شباب الحاضر ويؤمن لهم آفاق الغد. أتحدث عن الحاجة إلي رؤية استراتيجية جديدة قادرة علي مخاطبة شباب مصر وإقناعهم بالأفعال قبل الأقوال أن جسور التواصل بين الأجيال هي السبيل الوحيد لإنجاز فترة انتقالية مأمونة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تكون بمثابة حجر الأساس لبناء مجتمع يملك كل مقومات القدرة والتكافؤ وبما يجنب أبناء الغد وشباب المستقبل مشقة المعاناة بحثا عن فرصة عمل أو طلبا لمسكن لائق!. وهذا الذي أتحدث عنه يتطلب كنقطة بداية وعيا وإدراكا من مختلف القوي السياسية بأن الشباب هم القوة المحركة للتنمية والتقدم في أية دولة تطمح في النهوض, حيث إن هؤلاء الشباب يشكلون أهم كتائب معركة إعادة البناء وفي المقدمة منها معركة التحول الديمقراطي المرتكزة إلي قواعد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومهما يقال عن جنوح وتطرف أو اندفاع أوتجاوز من جانب بعض شباب هذا الوطن فإن كل الشواهد تنتصر لإيجابية انتمائهم لهذا الوطن بعد أن ثبت علي أرض الواقع أنهم لا ينتظرون دعوة من أحد للإسهام في قضايا وطنهم وإنما هم فقط يحتاجون إلي قدوة تقدم لهم المثل العليا برؤية واضحة وفكر مستنير وسلوك فوق مستوي الشبهات! خير الكلام: الحكيم إذا غضب لا ينفعل وإذا انتصر لا ينتقم! [email protected]