قالوا زمان عن الفن إنه مرآة الشعوب لأنه كان يجسد الواقع سواء كان إجتماعيًا أوسياسيًا أوإقتصاديًا يعيشه المجتمع وهو المؤرخ الحقيقي لذاكرة الأمة لأنه الأبقى والأقدر على التواصل بين الأجيال، وهو الأسرع فى التأثيرعلى سلوكيات المواطنين ، وتعظيم أو تشويه الموروث الثقافى للشعوب حسب رؤية صناع الدراما ومن هنا تكون خطورة وأهمية الأعمال الدرامية فى الفن المصرى سواء المسرح أو التليفزيون أوالسينما وتحديدًا الأعمال التليفزيونية لأنها تخترق جميع المنازل وتستهدف جميع الفئات من المواطنين على اختلاف درجاتهم الثقافية والعلمية والاجتماعية .. فهذا كله يجعلنا أكثر حيطة فى التعامل مع صياغة ومعالجة الدراما التى تعرض على المواطنين خاصة أننا فى فترة تتطلب تكاتف جميع الجهود لبناء مصر الجديدة القائمة على الحد من السلبيات والسلوكيات المهينة والخاطئة وإعلاء قيم الأخلاق والآداب العامة .. ولكن المحزن والمؤسف أننا لاحظنا فى الفترة الأخيرة وفى ظاهرة غير مسبوقة ومحزنة فى تاريخ صناعة الأعمال الدرامية والفنية انتشار ظاهرة العنف والاسفاف والإجرام والعرى بشكل مبالغ فيه وبصورة لا تتصل ولا تصف الواقع الفعلى للشعب المصرى الذى مازال يحمل الكثير من الموروثات الثقافية والتقاليد الريفية والصعيدية القائمة على احترام الكبير وحرمة الجار والمحافظة على الأعراض فنحن شعب متسامح بطبعه ولكن يبدو أن صناع الدراما لهم رأى آخر، فحينما تصبح السينما تعرض أفلام البطل فيها بلطجى والبطلة عاهرة ولكن الأكثر غرابة هو إصرارهم على تشويه صورة المرأة المصرية وحصرها فى أدوار الأم السلبية او الزوجة المتسلطة أو فتاة ليل أو الخائنة فماذا تنتظر أنت من جيل قادم أقل شئ يقال عليه أنه منقسم على نفسه شر انقسام فكل هذا أوصلنا إلى لغة حوار تصل إلى حد الإسفاف والبذاءات والايحاءات الجنسية بسب قلة لا يوجد لديهم أى ضمير!! وقد شاهدنا فى السنوات الفائتة، هؤلاء القلة يتصارعون فى تقديم تلك الأعمال المجردة من أى مضمون ثقافى أو معالجة لمشكلة اجتماعية أو تسليط الضوء على أوضاع خاطئة ليبقى الربح المادى هو سيد الموقف والجشع وأنانية رأس المال هى من تشكل وجدان الأمة فهنا يمكن أن نقول على الفن الحالى السلام. والمحزن فى ما سبق من كلامى أن ما وصلنا إليه اليوم على يد قلة أعاد إلى ذهنى ما كانت تفعله السيدة أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم من إحيائهم لحفلات خارج مصر ليكون دخلها للجيش المصرى لينفق على السلاح وأيضا لا يفوتنى أن أتكلم عن السينما فى زمن الفن الجميل وكيف كانت تنشر السلام وتغرس الإنتماء للوطن هؤلاء فى ذمة الله ولم يتركوا لذويهم أى أموال لأنهم كانوا على يقين وايمان برسالة وهدفهم مصلحة البلد أما اليوم فنحن نعيش فى زمن أصبح فيه الإسفاف حرية والعرى ابداع أى حرية هذه وأى ابداع فكان لزامًا على الرئيس السيسى أن يمنع مثل هذه الأعمال كما قال فى خطابه الأخير حفاظًا على جيل يشاهد مثل هذه الأفلام ويقلدونهم فى سلوكياتهم فمن يقوم بتزيف الواقع ويعرى أبناء وطنه دون وجه حق من الممكن أن يفعل أكثر من ذلك .