تنسيق المرحلة الأولى 2025.. تحذير لطلاب الثانوية العامة غير مسجلي الرغبات: «لن تدخلوا كليات القمة»    ما هي واجبات أعضاء مجلس الشيوخ؟.. القانون يجيب    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب اليوم السبت 2 أغسطس بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    وزير الزراعة: أسعار الدواجن في انخفاض مستمر.. والأعلاف تراجعت 2000 جنيه للطن    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين شمال خان يونس    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل مطعم بولاية مونتانا الأمريكية    علي معلول يعلن انضمامه ل الصفاقسي التونسي (صورة)    يونس: شحاتة قادر على التطور..وأول 10 مباريات فاصلة للزمالك في الدوري    مصر ترفع رصيدها إلى 91 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    تضاؤل فرص لحاق وافد الزمالك الجديد ببداية مشوار الدوري    محافظ سوهاج يطمئن على مصابى حريق مطعم بميدان الشبان ويوجه بدعم طبى عاجل    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    بينهم طفل.. إصابة أسرة كاملة في انقلاب دراجة نارية بالوادي الجديد    سقوط مروع لطفل من دراجة نارية في الوادي الجديد    إخلاء سبيل منظم حفل محمد رمضان وعمال الفير ووركس بكفالة 50 ألف جنيه    حيل مذهلة لتحضير فنجان قهوة تركي لا ينسى (كلمة السر في الثلج)    قرارات عاجلة من محافظ سوهاج بعد حريق المطعم    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد "مثالية".. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    الزمالك يحسم صفقة الفلسطيني عدي الدباغ بعقد يمتد لأربع سنوات    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    حماس: اتهامات ترامب باطلة وفندتها الأمم المتحدة    ماسك يؤكد وجود شخصيات ديمقراطية بارزة في "قائمة إبستين"    زفاف إلى الجنة، عريس الحامول يلحق ب"عروسه" ووالدتها في حادث كفر الشيخ المروع    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    مفاجأة عمرو دياب لجمهور العلمين في ختام حفله: مدفع يطلق «تي شيرتات» وهدايا (صور)    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    عمرو دياب الأعلى استماعا خلال شهر يوليو على أنغامي (صور)    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    انتخابات الشيوخ 2025| استمرار التصويت للمصريين بالخارج داخل 14 بلد وغلق الباب في باقي الدول    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا وراء التحريض علي المجلس العسكري؟!
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 20 - 06 - 2011

الخلاف بين المجلس العسكري ومجلس الوزراء متي ينتهي؟!
لا أعرف سببًا لهذا الهجوم غير المبرر علي المؤسسة العسكرية في مصر، اللهم إلا إذا كان الهدف هو ضرب حائط الصد الأخير الذي يحول بيننا وبين الفوضي في البلاد.
لقد انحازت القوات المسلحة للثورة منذ اليوم الأول لاندلاعها ورفض المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان وكافة أعضاء المجلس الاستجابة لمطلب الرئيس السابق بالصدام مع المتظاهرين والاعتداء عليهم وقمع ثورتهم.
كان موقفًا وطنيًا متوقعًا، ولكنه كان موقفًا شجاعًا وجريئًا، لا تستطيع الأخذ به سوي الرجال الشرفاء، الذين أعطوا الأولوية لمصلحة الوطن وكانوا مخلصين للقسم ولشرفهم العسكري.
ومع تأزم الموقف، بدا الموقف أكثر وضوحًا، فكان للقوات المسلحة الدور الحاسم في إجبار الرئيس السابق علي التنحي إنقاذًا للبلاد وحماية لأمنها واستقرارها.
ومنذ البداية أعلن قادة القوات المسلحة أنهم ليسوا طامعين في السلطة، وأنهم يريدون تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، وأنهم ينتظرون تحقيق هذا الهدف بفارغ الصبر.
وقد تعرضت قواتنا المسلحة إلي حملات استفزاز وتحريض، وحاول البعض جرها إلي صدام مع الشعب، كان مخططًا مدروسًا، له أهدافه المحددة، ولكن الجيش المصري العظيم فوّت الفرصة علي هؤلاء ورفض الاستجابة للاستفزازات، لأنه كان يعرف ما وراءها!!
وسعي البعض علي الجانب الآخر إلي إلصاق الاتهامات الكاذبة بالقوات المسلحة عن طريق نشر معلومات مغلوطة وكاذبة، الهدف منها إثارة المواطنين ضد الجيش، وشن حملة كراهية وتحريض وإساءة متعمدة، غير أن المؤسسة العسكرية ظلت رابطة الجأش، وفوتت الفرصة علي هؤلاء.
إن الهدف الحقيقي من وراء ذلك، معروف للكافة، انهم يريدون تكرار سيناريو ما جري مع المؤسسة الأمنية، ذلك أن الحرب ضد جهاز الشرطة تعدت حدود النقد والإصلاح إلي محاولة الهدم الكامل لهذا الجهاز الوطني لضمان استمرار حالة الانفلات التي تعيشها البلاد، والتي يراد من ورائها إجهاض الثورة العظيمة وعرقلة تحقيق أهدافها.
لقد كشفت التحقيقات الأخيرة مع ضابط الموساد الإسرائيلي 'جرائيل' عن وجود مخطط يستهدف إثارة الجماهير ضد الجيش إضافة إلي إثارة الفتنة والفوضي في البلاد، وكان ذلك يتم تحت شعارات التعاطف مع الثورة، وهو أمر يكشف لنا عن حقيقة المخطط وأبعاده.
إن أمريكا وإسرائيل وحلفاءهما لن يرضوا بنجاح الثورة ودعم المقاومة وتحقيق الديمقراطية والتقدم علي أرض مصر، ولذلك يسعون إلي تحقيق مخططاتهم المشبوهة عبر بعض العناصر التي تحرض باسم الثورة، والثورة منهم براء.
إن المطلوب من الجماعة الوطنية التوحد لكشف هذه المخططات ومواجهة المحرضين علي استمرار البلاد في حالة الانفلات التي لن تؤدي إلا إلي الدمار والقضاء علي الثورة والتفريط في دماء شهدائها.
إن الثورة لا تعني الفوضي، بل تعني الاستقرار والبناء وتحقيق المبادئ والأهداف، ومواجهة قوي الثورة المضادة التي تستهدف الجميع بهدف إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، ولكل ذلك يتوجب التصدي بكل حسم وبكل قوة، وأن تتحرك الأغلبية الصامتة دفاعا عن وطنها وعن ثورتها.
الخلاف بين المجلسين
قبل الحديث عن التواصل مع القوي السياسية وائتلاف الثورة حول قضية الدستور أولاً أم الانتخابات أولاً، يجب إنهاء الخلاف الناشب بين المجلس العسكري ومجلس الوزراء فيما يخص هذه القضية.
إن المجلس العسكري لايزال متمسكًا بما يسميه 'الخيار الشعبي' والذي عبر عن نفسه في نتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية حيث اختارت الأغلبية الكاسحة ان تقول 'نعم' للتعديلات، أي بما يعني الاستمرار في سيناريو الانتخابات، ثم وضع دستور جديد للبلاد، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية.
غير أن رئيس الوزراء د.عصام شرف وعددًا آخر من كبار المسئولين في مقدمتهم د.يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء أعلنوا انحيازهم ولو بشكل 'شخصي' لخيار الدستور أولاً.
وهكذا راح هذا الخلاف يفتح الطريق أمام حالة من الجدل الشديد أدت إلي استقطاب حاد في النخبة السياسية والجماهيرية، يمكن أن تؤدي إلي مزيد من التفاقم وفتح الأبواب أمام المزيد من المشكلات والأزمات التي ستؤثر بالقطع علي برنامج المرحلة القادمة.
لقد قال د.عصام شرف في لقاء مع الشباب مؤخرًا 'إن عصام شرف المواطن المصري يري أن تأجيل الانتخابات أو إعادة الترتيب بوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات قد يعطي فرصة أكبر لبلورة الحياة السياسية'، وأضاف 'أما بالنسبة لعصام شرف كرئيس للوزراء فلو تم الأمر وفق الجدول الزمني الموضوع فستبذل الحكومة كل الجهود لأن تكون انتخابات ناجحة وتعكس اختيار المواطن'!!
هذا عن موقف الحكومة والمجلس العسكري، فماذا عن الطريق الثالث للخروج من هذه الأزمة؟
لقد حملت الأنباء تصريحات نسبت إلي اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة نشرتها صحيفة 'وول ستريت جورنال' قال فيها 'إن المجلس العسكري يفكر في مطالب الأحزاب الليبرالية بشأن اقتراح الدستور أولاً'.. ولكن بعد ساعات من نشر هذا التصريح أكد اللواء العصار في تصريح ل 'اليوم السابع' التزام المجلس العسكري باختيار الشعب المصري الذي كشفت عنه نتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، ومن ثم فإن الطريق الذي اختاره المصريون هو الانتخابات.. إلا أنه قال 'إذا أرادت القوي السياسية التي ترفع شعار الدستور أولاً إزالة المخاوف أو تحقيق بعض الضمانات فإن المجلس العسكري مستعد لذلك في ضوء توافق كل القوي السياسية علي هذه الضمانات وموافقة الشعب عليها'.
إن المطلوب هو حوار جاد وسريع مع كافة القوي لوضع حد لهذه الأزمة المتصاعدة، عبر طريق ثالث يرضي كافة الأطراف ويدفعها إلي التوحد.
التعديل الوزاري المرتقب
وزير إعلام يا ولاد الحلال!! هذا هو شعار المرحلة، الدولة تبحث عن وزير إعلام، وكل من يتم مفاتحته في هذا الأمر تعتذر بهدوء وينسحب.
إن حجة المعتذرين هي كيف نقبل وزارة ثم يجري التشكيك فينا وفي كفاءتنا ووطنيتنا لينتهي الأمر بمظاهرة مليونية هدفها الإسقاط.
وعلي ذلك قس كثيرًا، وربما هذا هو ما يعطل إجراء التعديل الوزاري المتوقع والذي سيطال عددًا من وزراء الحكومة الحالية.
المباحثات التي جرت خلال الأيام الماضية دارت حول اختيار وزير للخارجية أولاً، وفي البداية استقر الرأي علي تولي د.فايزة أبو النجا وزارة الخارجية والتعاون الدولي غير أن بعض الأصوات راحت تنطلق لتقول إنها من ذيول النظام السابق، ثم جري بحث ملف السفير محمد العرابي مساعد وزير الخارجية، وبين فايزة أبو النجا والعرابي يدور الحوار الذي يؤكد عجز الحكومة عن اتخاذ القرار المناسب حتي الآن.
وإذا كنا نقول 'صحيح ان الأجواء السائدة في البلاد وحملات التشكيك تجعل الكثيرين يبدون اعتذارهم ورفضهم قبول المناصب القيادية، فإن الحكومة مطالبة في الوقت ذاته بضرورة الحسم واتخاذ قرارات قوية وفاعلة وعدم الاستجابة للادعاءات الباطلة التي لم تترك أحدًا إلا ونالت من سمعته ووطنيته وكفاءته.
نجيب ساويرس والحكومة!!
لا أعرف ما هي حكاية نجيب ساويرس مع مجلس الوزراء.
لقد أصبح الرجل أقوي من الجميع، يفعل ما يريد ويتغلغل كيفما يشاء، لا يرد له طلب، ولا يستطيع أحد أن يقول له 'لا'، وكأننا علي أبواب ولادة 'جمهورية نجيب ساويرس' 'أوراسكوم' وشركاه'.
مع بداية الأسبوع الجاري أذاعت شبكات التليفزيون الحكومية والخاصة تفاصيل لقاء أعد له نجيب ساويرس بين رئيس الوزراء والشباب، والغريب أن من أداره أيضًا نجيب ساويرس، أي تأليف وسيناريو وإخراج !!
وأنا لا أعرف بأي حيثية يتحرك نجيب ساويرس، هل بحيثية انه مؤسس لحزب سياسي نجح دون غيره في الزحف إلي مجلس الوزراء واستغلاله لحساب حزبه، وبدا أمام الرأي العام وكأنه الآمر الناهي، وأن جميع أعضاء الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء هم أعضاء في حزبه دون إعلان، أم انه تعامل بنفس منطق 'الفتونة' واللي موش عاجبه يشرب من البحر.
لقد كنت أتمني علي الدكتور عصام شرف أن يضع حدًا لتغلغل نجيب ساويرس داخل مجلس الوزراء، لا أن يستجيب لمبادرته التي لا تخلو من أهداف سياسية وغيرها.
من حق نجيب ساويرس أن يتحرك كما يشاء وأن يؤسس أحزابًا وأن يسعي لطرح نفسه نائبًا لرئيس الجمهورية القادم ولكن ليس من حقه أن يستخدم مجلس الوزراء لتحقيق أهدافه ومآربه، كما ليس من حقه أن يستخدم التليفزيون المصري ويوظفه كيفما يشاء!!
الفوضي الإعلامية
لا أحد يستطيع أن يرفض الحرية والحق في اصدار الصحف وإنشاء الفضائيات والإذاعات فهذه حقوق أساسية ناضلنا من أجلها كثيرًا، لكن السؤال كيف نحمي إعلامنا من الاختراق؟!
قد يقول البعض كفوا عن هذه الأساليب التي لا تستهدف سوي التشكيك وقمع الحريات، ونحن نقول لهم في المقابل ان الاختراق لم يعد خيالاً بل حقائق نراها علي أرض الواقع.
إن أمريكا وحلفاءها يضخون علنًا وسرًا هذه الأيام مئات الملايين التي تستهدف اختراق كل شيء ودعم الثورة المضادة ودعاة الفتنة ونشر الفوضي وبعض المنظمات المشبوهة التي ارتدت أقنعة مزيفة وراحت تسرق الثورة من الثوار الحقيقيين.
فضائيات وصحف وأموال تتدفق، والدولة لاتزال تتفرج، وكأنها قررت ترك البلد فريسة للاختراق الأجنبي.. إن جملة ما تم تقديمه لمنظمات ونخب خلال النصف الأول من هذا العام يربو علي المائة مليون دولار.. قولوا لي ما الهدف، ولماذا؟ ولمصلحة من؟!
لقد حكي لي أحد رؤساء الأحزاب الجديدة ان اتصالات جرت بحزبه من عناصر أجنبية، بل وشخصيات مصرية لها علاقات مشبوهة بالخارج، وعرضوا 50 مليون جنيه كبداية شريطة أن يكون لهم تدخل في شئون الأحزاب وضم بعض القيادات إليه لتتولي مناصب قيادية.
إن أخطر ما تتعرض له مصر في الوقت الراهن هو الاختراق الذي يؤدي إلي الفوضي، إنه المخطط الذي تم إعداده جيدًا لإنهاء بنية الدولة المصرية وتفكيكها والقضاء عليها تمهيدًا لتقسيمها.
وإذا كان البعض يسعي إلي تفكيك المؤسسات والنقابات والاتحادات تحت شعارات كاذبة فالأيام سوف تثبت أن هؤلاء ليسوا سوي أداة في مخطط كبير يستهدف مصر.
إن هؤلاء هم الذين يقودون حملات التشكيك ضد كل شيء، إذا اتخذ المجلس العسكري قرارًا شككوا فيه، وإذا تم القبض علي جاسوس إسرائيلي راحوا يرددون أن الهدف هو تلويث سمعة الثورة، مع أن الثوار هم الذين أبلغوا عنه، وإذا طرح اسم كادر محترم لا يشكك أحد في وطنيته، خرجوا علي الفور ليقولوا انه من ذيول النظام السابق، حتي انهم لم يتركوا أحدًا علي أرض هذا الوطن، فالكل ملوثون، والكل عملاء، والكل من الفلول.
إنهم بهذه الحملات يستهدفون القضاء علي نخبة المجتمع ووأدها وإجبارها علي اعتزال العمل السياسي والتنفيذي، وهم بهؤلاء يسعون إلي تجريف الوطن من كوادره الشريفة والوطنية، لأهداف بدأت تتكشف بأبعادها المختلفة.
الفساد حتي في الإسعاف!!
في وزارة الصحة لا حديث إلا علي صفقة شراء سيارات الإسعاف التي بلغت قيمتها مليار جنيه، السيارات جاءت بالأمر المباشر دون التزام بالقواعد المتفق عليها، تم الاتفاق مع شركات ثم فوجئوا بإجراء مناقصات وهمية، رغم التزام الجميع بكراسات الشروط.
قامت الوزارة بتشكيل لجنة لفض المظاريف وفحص العروض المقدمة، غير أن ذلك تم علي غير القواعد، وفوجئت الشركات المتقدمة برفض عدد منها جميعًا، ثم فوجئوا بإتمام التعاقد مع الشركة الألمانية 'WAS' بعيدًا عن وكيل الشركة المعتمد.
لقد كان سيناريو من إعداد وإخراج كبارالمسئولين بوزارة الصحة، وكانت نتيجته هي هذا الانهيار الذي شهده مرفق الإسعاف وأيضًا ضياع أموال الشعب في صفقة دارت حولها الشبهات.
ليبيا.. إلي أين؟!
أعلن مسئول بالمجلس الانتقالي الليبي أن خسائر ليبيا من جرّاء القتال الدائر بين أبنائها حتي الآن وصلت إلي 480 مليار دولار.
وهذا المبلغ الضخم يعني أن البنية التحتية لليبيا قد دمرت وأن الاقتصاد قد انهار وأن الليبيين لم يعودوا قادرين حتي علي توفير لقمة العيش الكريمة علي أرض بلادهم.
إنها مأساة حقيقية، لعب فيه حلف الأطلسي الدور الأخطر، ليس دفاعا عن الثورة أو الثوار، وإنما اتخذها غطاء لتدمير ليبيا وقتل الأبرياء.. نعم الشعب الليبي يريد التغيير، ولكن ليس علي أرضية حلف الأطلسي، ولا علي أرضية الخراب والموت والدمار الذي تعيشه ليبيا في الوقت الحالي بفعل وقائع ما يجري علي أرضها.
لقد طرحت الحكومة الليبية مبادرة تقوم بإجراء الانتخابات الرئاسية تحت الاشراف الدولي، فالشعب وحده هو الذي يستطيع أن يقرر مصير القذافي أو غيره، ولكن أمريكا سبقت الجميع وأعلنت رفضها لإجراء الانتخابات فجاء المجلس الانتقالي ليعلن أيضاً بدوره رفضه لهذا الحل، بل ويتبرأ من أي حوار مع الحكومة الليبية.
إننا مع الثورة ومع الثوار الحقيقيين ولكننا لسنا مع تدمير ليبيا وقتل أبنائها والنيل من كيانها، لذلك طالبنا بالبحث عن حل ينهي هذه الأزمة علي قاعدة التغيير وإنهاء سيطرة العائلة.
أننا لم نسكت ولم نصمت علي الاعتداءات التي تعرضت لها بنغازي وطبرق وغيرها من المدن، ولكننا في نفس الوقت يجب ألا نصمت أيضًا تجاه ما يتعرض له أهلنا في طرابلس وعموم ليبيا علي يد قتلة الأطلسي وعملائه.
اختلفوا مع معمر القذافي كما تشاءون.. طالبوا بإقالته وإقالة حكومته، ولكن لا تسمحوا للمستعمرين بالعودة إلي ليبيا من جديد، انهم يريدون النفط الليبي، ويريدون كسر إرادة ليبيا ووقف تغلغلها في إفريقيا، فإياكم أن تنسوا ذلك، وإلا مضت الأمور نحو الخراب الكبير الذي سيدفع الليبيون جميعًا ثمنه.
إن سيناريو الأحداث يؤكد أن ليبيا تمضي نحو التقسيم والحروب الأهلية التي لن تنطفئ بسهولة.
ان دماء الثوار الليبيين التي سالت علي أرض بنغازي ومصراتة وطبرق ومناطق كثيرة لم يكن هدفها استبدال القذافي بحلف الناتو، وبالصهاينة الذين بدءوا يدخلون البلاد بجوازات سفر غربية، بل كان الهدف هو ضمان الحرية للشعب الليبي وإنهاء حكم الفرد وتحقيق العدالة بين الجميع.. غير أن الأوضاع في البلاد ذهبت بعيدًا عن ذلك.
إن المطلوب هو تحرك عربي سريع بعيدًا عن المخططات الاستعمارية لهدم الكيانات العربية لصالح الشرق الأوسط الجديد، خاصة بعد أن نجحوا في توظيف الجامعة العربية لتمثل غطاء لهذا العدوان الظالم علي شعبنا الليبي.
إن مصر هي الدولة المؤهلة لإدارة هذا الحوار الذي بدأته وأجرت جولتين تحت رعاية جهة أمنية رفيعة المستوي، إلا أن هناك من كان يسعي حثيثًا لإفشاله منذ بداياته.
المطلوب أن تدعو القاهرة فورًا إلي عقد هذا الحوار حماية لليبيا وحماية للأمن القومي العربي، وأن تدعو للمشاركة في هذا الحوار قوي عربية وإقليمية لا شبهة في مواقفها وأن يتم إعلان الموقف الذي سيتم التوصل إليه وساعتها سيتضح من الذي بيده قراره يملك القدرة علي التصدي لمخططات القوي الاستعمارية ومخططها لإجهاض الثورة الليبية والقضاء علي الكيان الليبي وتفتيته والسيطرة علي نفطه وثرواته!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.