لم تشهد دولة تغيير أسمها لمرات عديدة في فترة زمنية قصيرة مثلما شهدت الكونغو الديمقراطية , ففي عهد الاستعمار كانت الكونغو البلجيكي ثم كينشاسا و زائير موبوتو وأخيرا جمهوريه الكونغو الديمقراطيه , وتغيير الاسم يعكس من خلفه احداثا دامية عاصرتها الكونغو الديمقراطيه تحت وطئة الاستعمار وبقاياه تارة وعدم الاستقرار السياسي والعنف تارة اخري والتدهور الاقتصادي الذي يعكس بدوره معاناة شعب مرت الكونغو بفترات عصيبة بالرغم من اختلاف الاطراف الفاعلة في اللعبة الا ان تدخلهم كان بأساليب ودوافع مختلفة , ففي القرن السادس عشر كان عصر الرقيق والانسان الافريقي هو محور اللعبة و هو نفسه الذي تم اخذه من موطنه وبيعه الي العالم الخارجي واصبح هو الوسيلة للانتاج , ثم يأتي عصر التكالب الاستعماري وكان بعد مؤتمر برلين 1884 وكان بعد عصر الرقيق مباشرة بعد (تفريغ الانسان الافريقي )عن طريق معرفه مجاهلها وطرقها والانهار الصالحه فيها للملاحه منه , تمهيدا للاستعمار الاوربي واحتلت الكونغو, والفتره الاخيره ظهرت في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي وتساقط النظم السياسيه في دول أوروبا الشرقيه في هذا الوقت بدأت الازمات تتفاقم في الدول الافريقية بما فيها الكونغو مما ادي الي عجز الحكومات عن تحقيق اهداف مجتمعها في التنميه والتقدم , فالكونغو الديمقراطية من اغني بلاد العالم فيما يتعلق بالموارد الطبيعيه والمياه فهي تمتلك نهر النيل ونهر الكونغو العظيم والذي تعد مياهه زائده عن حاجة البلاد الغنية بالأمطار الأستوائية المتوافرة طوال العام ويعتبر الشعب الكونغولي من أغنى شعوب العالم بالموارد المائية ونصيب الفرد من المياه يصل الي 3500 متر مكعب سنويا بالإضافة إلى الف مليار متر مكعب سنويا تصب في المحيط الاطلنطي ( مياه عذبه مهدره تمتد لمسافه 137كلم داخل المحيط ) كما تمتلك 100 مليار من الامطار سنويا وبالرغم من هذه الوفرة المائيه الاانها من اكثر دول العالم فقرا , مايذيد عن 44 مليون فقير بسبب المرض والجفاف والمجاعات وتدني الرعايا الصحيه فهي تمتلك ثروة غير مستغلة من المعادن الخام وخاصة الكوبالت والماس وتمتلك 70% من الكولتان في العالم وهي غنية بالتتاليوم وايضا تمتلك سدس الطاقه الكهروبائيه في العالم والتي تنتجها شلالات انجا و تمتلك مساحات واعده من الاراضي الخصبه غير المستغلة وثروه من الحيوانات المتوحشة والبرية والنادرة و علاقة الكونغو الديمقراطية بمصر علاقة قوية فمصر مدينة الي هذه الدولة لانها تعاني حصارا اقتصاديا وسياسيا من قبل دول حوض النيل الاخري بسبب رفضها التوقيع علي اتفاقية عنتيبي الخاصة بأعادة توزيع الحصص المائية بحجة انها غير عادلة وان الاتفاقية التي تمت عام 1959 قد تمت في عهد الاستعمارمتجاهلة كل محاولات الضغط عليها بالانضمام لهذه الاتفاقية وأثناء توقيع اتفاقية عنتيبي في مايو 2010 ابلفت الكونغو الرئيس السابق مبارك برفضها التوقيع مطلقا وبعد ثوره 25 ينايرابلغت الكونغو ممثله في وزير خارجيتها السفيره مني عمر عن تمسكها بمبدءها وهو عدم التوقيع او الانضمام للاتفاقيه عنتيبي وان موقفهم ثابت ولن يتغير بتغير الاشخاص وان مصلحة الكونغو مع مصر(لاقال فرصه ولا هدنه ولا قال وان عدتم عدنا كما فعل موسفيني الرئيس الاوغندي مع عبد الحكيم عبد الناصر) ان هذه الاتفاقية التي ابتدعتها اثيوبيا تعد الغطاء القانوني لانشاء سد النهضه واظهار مصر كدولة منعزلة اذن الكونغو الديمقراطية في حاجه الي مصر كما أن مصر في حاجة الي الكونغو ( المصالح المشتركه) ووفقا لمبدء الاهمية النسبي والذي يعتمد علي تدعيم التنمية المشتركة بين الدولتين لخلق تكاملا أقتصاديا بينهما , وهذا واضح من موقفها الرافض للاتفاقيه متجاهله التواجد الاسرائيلي علي ارضها او اي تواجد اخر وهنا يتطلب الامر فهما للواقع الاقليمي والدولي فهما موضوعيا للتعرف علي ماهي القوي الدوليه التي تلعب دورا مؤثرا في المنطقة وخاصة الكونغو الديمقراطية بعد أعلان موقفها الرافض لاتفاقيه عنتيبي وبرصد الدور الامريكي في المنطقه وجد ان لها دور معلن و أخر مستتر فهناك صراعا خفي بين الولاياتالمتحدهوالصين ( وقفا للمد الصيني المتغلغل في افريقيا وخاصة الجنوب السوداني والكونغو الديمقراطية) اما المعلن هو مشاريع القياده الامريكية الموحدة والتواجد الامريكي دائما في مناطق التعدين وخاصه البترول لتذليل كافه الصعاب لتحقيق الهدف السابق اعتمادا علي حكم الاقليات بلجيكا والاحتلال الناعم واسرائيل والتواجد في المناطق الغنية بالموارد المائية ايران : هناك ظهور للمد الشيعي في المنطقه منذ اكثر من عقدين وهو ورقة ضغط في المستقبل البنك الدولي : وابرز المانحين اليابان وهولندا في مجال مشروعات دول حوض النيل الصين وأيطاليا : تلعب دور المقاول دائما في تشييد الاعمال الهندسية والمقاولات والسدود والخزانات وخاصة في كينياواثيوبياوالكونغو المنظمات الدولية وحقوق الانسان: لها العديد من الاثار السلبية فهي تقدم بالفعل دعما انسانيا ولكن في ادني مستوياته وتتدخل حينما تعجز الدولة عن تقديم دورها لهذا الاقليم نتيجة ضعف في مؤسسات الدولة فتعمل المنظمات علي تعويض الدور المفقود للدولة وبالتالي تتنازل الدولة شيئا فشيئا عن سيادتها وتفوض الامر للمنظمات الدوليه وبالتالي التحكم في قرارات هذا الاقليم ومقدراته وقد يصل التدخل احيانا الي التدخل العسكري . في ضوء معطيات الواقع الحالي علي مصر تدعيم علاقتها بدولة الكونغو واستخدام الاستراتيجيات الاستباقية او الالتفافية وهذا يستدعي التحرك دون أبطاء او تأجيل من خلال منظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية تأكيدا لمبدأ الدبلوماسية الشعبية (اسوه بالمنظمات الدوليه ) ويكون تركيزها علي الدور الخدمي والرعاية الاجتماعية وازالة الخلافات العالقه بين القبائل وفي النهاية ان نجاح هذه المنظمات سوف يكون اللبنة الاولي في بناء حضارة وادي النيل