تقف ثورتنا المصرية هذه الأيام عند منحدر خطير، ومفترق طرق كبير.. وقد كانت مشاهد جمعة الغضب الثانية بمثابة إيذان ببدء عصر التناحرات الكبري بين القوي السياسية المصرية.. الإخوان ومعهم السلفيون والجماعة الإسلامية وقوي أخري رأوا في الجمعة الثانية للغضب أمرا مبالغا فيه.. والشباب الذين تواجدوا في التحرير ومعهم بعض القوي العلمانية واليسارية اعتبروا نكوص الإخوان ومن والاهم عن المشاركة تراجعا عن دورهم الداعم لها في موجتها الثانية. ولاشك ان محصلة ماجري في الأيام الماضية لايصب أبدا في مصلحة الثورة.. حيث أثبتت تطورات الأيام الماضية أننا لم نتعلم بعد حق الاختلاف، بل إن البعض من القوي السياسية، وخاصة ممن يريدون احتكار العمل الوطني وحدهم يتصيدون أية أخطاء قد يقع فيها أحد التيارات ومن ثم يستل مالديه من أسلحة للانقضاض علي غريمه. سلوكيات كنا نتوقع أن الثورة قد أزالتها من عقول الوطنيين والثوار.. ولكن يبدو أن ما طفا علي السطح يبدد كل الآمال التي بنيناها علي نتائج الثورة. إن أكثر ما أوجع المصريين في الأيام الماضية أن الحملات الإعلامية والاتهامات المتبادلة قد سلكت منحي خطيرا.. وهو مايؤشر إلي وضع جديد، تخرج به الثورة المصرية من حالة التوحد التي إتسمت بها إبان مرحلة الثورة، وهو ماينبئ عن تحول كبير في مسار القوي الوطنية والشبابية، والذي إذا ماإستمر علي هذا المنوال فسوف يمنح الثورة المضادة أرضا خصبة لتحقيق جل أهدافها علي أنقاض الصف الوطني الموحد للثورة ورجالاتها.