24 ساعة وتنطلق جمعة الغضب الثانية أو ثورة الغضب.. والتي دعت لها بعض القوى والتيارات السياسية والدينية في مصر... ولكن هناك حالة من الجدل الآن تسيطر على الشارع المصري ما بين مؤيد لهذه الثورة ومعارض لها.. فما هي المطالب التي سوف يرفعون بها أصواتهم.. ولماذا حذر البعض من خطورة هذه الجمعة وما يمكن أن يترتب عليها ؟! . (أنا محستش بالتغيير ونازل تاني التحرير)و (جمعة الغضب الثانية.. كلنا فداكي يا مصر) و(من أجل إنقاذ مصر) .. تحت هذه الشعارات نجد العديد من صفحات الفيس بوك تدعو للنزول إلي ميدان التحرير يوم الجمعة نظراً لأنهم لم يشعروا بأن الثورة أتت بثمارها حتى الآن، ويجب القيام بثورة جديدة حتى يكتمل النجاح، ولكن في المقابل نجد صفحات أخرى ترفض هذه المسيرة، والكثير يؤكد أنها ستكون خطراً على مصر، وقد تؤدي إلي نتائج سيئة، بجانب أنه لا يوجد مبرر لها، ولابد من الحوار بدلا من المظاهرات والاعتصامات، وتبدأ المظاهرات عقب صلاة الجمعة، وتنتهي في السادسة مساء – حسبما معلن - كما ستكون هناك لجان تنظم الدخول إلي الميدان مثلما حدث أيام الثورة لتأمين الميدان والتأكد من عدم تسلل أي عناصر من البلطجية ومنع دخول الأسلحة إلى الميدان نهائيا حفاظا على سلمية المظاهرة فضلا عن تنظيم الشعارات واللافتات ورفع مطالب موحدة. أما عن مطالب هذه المظاهرات فلخصها اتحاد شباب الثورة في الأتى: - مجلس رئاسي مدني يحكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية . - إسقاط الإعلان الدستوري والدعوة للجنة تأسيسية لدستور جديد . - إلغاء المحاكمات العسكرية وتحويل المتهمين إلى القضاء المدني . - تطهير المحافظين والإعلام وحل المحليات المزورة. - إسقاط قوانين منع التظاهر والاعتصام وتعديل قوانين الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية عبر حوار اجتماعي مع القوى الوطنية. – تجميد نشاط رموز الحزب الوطني ومنعهم من العمل السياسي لمدة لا تقل عن 5 سنوات. – سرعة المحاكمات العلنية لرموز النظام وعدم التواطؤ معهم. – سرعة احتواء الانفلات الأمني القائم. – إقرار حد أدنى للأجور وحد أقصى وفرض الضريبة التصاعدية. أما عن القوي المؤيدة لجمعة الغضب الثانية.. فقد تبني ائتلاف شباب الثورة الدعوة إلي هذه المظاهرات، وكان مبررهم في ذلك بأن ثورة 25 يناير لا تسير في مسارها الصحيح، وكانت المشاكل التي حدثت في الأيام الماضية في الحوار الوطني دافعا أقوى إلي هذه المظاهرات لإحساسهم بأنهم لم ينجحوا في تغيير شئ حتى الآن سوى إسقاط النظام، وأعلنوا أن أهم المطالب هي سرعة محاكمة رجال النظام السابق محاكمات عادلة ومعلنة ، ووضع دستور جديد قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، ولا يجب الانتظار حتى يأتي برلمان منتخب لوضع الدستور، بجانب الكشف عن المهام الحقيقية لجهاز الأمن الوطني، والذي يضم حتى الآن عدد كبير من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل، كما أن مشاركتهم يوم الجمعة تأتي لشعورهم بالإقصاء والتهميش بالرغم من أنهم المفجرين للثورة والمحركين لها على حد تعبير أحمد دومة عضو المكتب التنفيذي للائتلاف، والذي أكد أنه تم إطلاق سراح رموز الحزب الوطني الذين أفسدوا الحياة في مصر وهذا خطر، بجانب إصدار عدد من القوانين دون مناقشتها شعبياً لقبولها أو رفضها، وهذا ضد الديمقراطية، مؤكداً على أنه بالرغم من مرور عدة أشهر منذ اندلاع الثورة لم يتم وضع استراتيجية واضحة لإدارة للبلاد، وتوقع عدد من شباب الائتلاف ضعف المشاركة في المظاهرات بسبب اقتراب الامتحانات، ولكنهم أكدوا أنهم لا يخشوا ذلك، ودعا الائتلاف إلي حشد جماهيري كبير في ميدان التحرير والميادين الرئيسية في المحافظات. وأعلنت أيضا حركة 6 أبريل المشاركة في هذه الجمعة، والتي أطلقوا عليها اسم( جمعة إحياء الثورة)، ويطالبون بسرعة محاكمة الرئيس السابق وعائلته، وكل رموز نظامه وحتى من تم إخلاء سبيلهم مثل عائشة عبد الهادي ومفيد شهاب وإبراهيم كامل، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة تتمتع بصلاحيات قوية تمكنها من التحقيق في جرائم الفساد السياسي أو جرائم قتل المتظاهرين، ودعت الحركة إلي تنظيم مسيرات من المساجد والكنائس في اتجاه الميادين الرئيسية في المحافظات. ودعا الإعلامي محمود سعد إلي النزول إلي الميدان من أجل إنقاذ الثورة وأعلنت حركة كفاية الانضمام للمظاهرات، كما أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير عن مشاركة شباب الجمعية يوم الجمعة، بجانب مشاركة حركة شباب من أجل العدالة والحرية والتي دعت إلي مشاركة جميع قوى الشعب في الثورة الثانية كما أكد القمص متياس نصر قائد اعتصام ماسبيرو على مشاركة الأقباط للمسلمين في جمعة الغضب الثانية من أجل تحقيق مطالب الثورة، وبجانب ذلك هناك عدد من القوى والجبهات أعلنت انضمامها إلي جمعة الغضب مثل الجبهة الحرة للتغيير السلمي بسبب التباطؤ في محاكمة الفاسدين، كما أنهم اعتبروا أن إخلاء سبيل البعض يعتبر تراجع وإهدار لدماء الشهداء، وأعلن حزب الغد بالإسكندرية عن المشاركة في هذه المظاهرات، ويقومون بدعوة الشعب المصري للمشاركة من أجل استمرارية الثورة وتحقيق كل مطالبها، كما أعلن حزب التجمع المشاركة أيضا، وأرسلوا رسائل على الموبايل إلي أعضاء الحزب للمشاركة، كما أعلن د. مصطفي النجار مشاركة حزب العدل في المظاهرات للتأكيد أيضا على مطالب الثورة والتي لم تنفذ حتى الآن، ولكنه انتقد تحريض بعض الشباب ضد الجيش، ونفى أن يكون هناك احتكاك محتمل بين الشباب والأمن، كما أكد الأمين العام للحزب الناصري ببورسعيد أن المشاركة في جمعة الغضب واجب وطني، ودعا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الجماهير للمشاركة من أجل التمسك بمحاكمة المسئولين عما لحق بمصر من فساد سياسي و خراب اقتصادي دون تباطؤ، وللتعبير أيضاً عن التمسك بخطة محددة للمرحلة الانتقالية تبدأ بوضع دستور دائم يتم على أساسه الانتخابات الرئاسية أولاً ثم البرلمانية بعد ذلك، وبجانب ذلك التمسك بالوحدة الوطنية. أما عن الرافضين للمشاركة في هذه الجمعة فيأتي على رأسهم الإخوان المسلمين، واعتبروا أن هذه الجمعة تمثل انقلابا على الثورة وعلى الديمقراطية، وهذا ما أكده صبحي صالح القيادي بالجماعة، والذي أعلن رفضهم للمشاركة، وأنهم ليسوا في خصومة مع حكومة عصام شرف، وشدد على أنه يجب أن تتفق القوى الوطنية على الخروج بمصر من هذه المرحلة الانتقالية، من خلال التشاور مع القوى السياسية المختلفة والرموز الوطنية لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية، للقضاء على السلبيات التي انتشرت ومنها الانفلات الأمني، كما أكد الدكتور محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والذي كانت له سيطرته على الميدان أيام الثورة أنه هناك قلق بين القوى السياسية بسبب ما تردد عن العفو عن مبارك ونظامه السابق، وأكد الجيش أن المسار القانوني سيسير ولا عفو عن النظام السابق مشددا على قلقه من الدخول في مواجهة بين القوى الوطنية والجيش، وأن الإخوان لن يشاركوا لعدم تواجد اتفاق بين القوى الوطنية على قضية محل توافق وطي، مؤكدا على أن القضايا التي محل الخلاف لا يوجد وراءها حشد، ويعتبر عدم مشاركة الإخوان المسلمين في هذه الجمعة يعتبر بمثابة إضعاف لها، لما لهم من أكبر قدرة على الحشد في مصر الآن، وهو ما ظهر أيام الثورة. فى نقابة المحامين أعلن فريق الإخوان والتيار الدينى فى النقابة، مقاطعة المظاهرات، ودعوا فى بيان لهم مقاطعتها، فى حين أن مقرر لجنة الحريات محمد الدماطى شدد على ضرورة المشاركة ، وأكد نجيب ساويرس رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريون الأحرار رفضه للدعوات المطالبة بتنظيم مظاهرة مليونية ، وقال إن مصر تحتاج فى الوقت الحالى لإعادة الأمن والهدوء إلى ربوعها لإعادة دوران عجلة الإنتاج بعد أن أصبح الاقتصاد المصرى على شفا الانهيار . وأعلن السلفيون أيضا أنهم لن يشاركوا، وحذروا الشعب من المشاركة، وبثوا رسالة تنبيه على صفحتهم على الفيس بوك أكدوا فيها أن مظاهرات 27 مايو سيقوم بها " العلمانيون والليبراليون والكفرة والملحدون " . والغريب أنه هناك عدد كبير من قيادات ائتلاف الثورة أعلنوا رفضهم للمشاركة، حيث وصف الدكتور طارق زيدان- رئيس اللجنة التنسيقية لائتلاف الثورة- أنه هذه المظاهرات خطر علي مصر، وأنه هناك 12 حزباً وتياراً وائتلاف سوف يقاطعون هذه المظاهرات، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والشبان المسلمين وائتلاف ثورة مصر والوعي المصري والعاملين بالدولة وائتلاف ثوار مصر وحزب السلام الديمقراطي وحزب شباب التحرير وجمعية محبي مصر، كما أكد الدكتور هاني حنا عضو مجلس أمناء الثورة والواعظ المسيحي مقاطعته لهذه المليونية كما اتخذ نفس الموقف الدكتور مظهر شاهين خطيب الثورة، وأكدوا أنها جمعة لتخريب مصر.