الآن، يذرفون الدموع الكاذبة على سوريا وشعبها.. يبكون ضحايا تآمرهم فى بلدة «مضايا»، بعدما صارت العنوان البشع لجريمتهم الشنيعة بحق الشعب الشقيق.. يبكون أطفالًا وسيدات وعجائز ماتوا بردًا وجوعًا، وآلاف الرجال ممن ذبحتهم ميليشيات الإرهاب، المنقولة (جوا وبرا وبحرا)، من كل حدب وصوب. اسألوهم: من نقل هؤلاء المرتزقة؟ ومن أنفق عليهم مليارات الدولارات لتفعيل السيناريو الوحشى؟ ساعتها، سيتأكد لكم أن من فعلوا ذلك فى سوريا يعيشون الآن فى قصورهم الفارهة- الدافئة.. هكذا حال حاكم قطر، ورئيس تركيا، وأمراء الحرب من واشنطن إلى زعماء أوربا. اسألوهم: أين الإعلام الوظيفى والتنظيمى والمحللون والإستراتيجيون المؤلفة قلوبهم، ممن تقاضوا ملايين الدولارات للترويج للغزو، وتشويه المؤسسات الوطنية؟.. أين العميد صفوت الزيات، وشركاه، وهم يزفون الأخبار، ويدبجون التحليلات عن تقدم المرتزقة فوق جثث جنود الجيش السورى، قبل أن تتحول بلدة «مضايا» ومنطقة «الزبداني» وكل ريف دمشق، ومعظم مناطق سوريا إلى «خراب فى خراب»؟! قد يقول البعض: ما لنا بهم.. دعنا وشأننا.. لكن، كيف نتجاهل هذا؟! إنه المصير نفسه الذى يخطط له «خونة الأوطان» لإغراق شعوب جديدة فى الفتنة، والدمار، والجثث المعجونة فى الدم.. المتآمرون على سوريا هم أنفسهم من يستهدفون مصر وعواصم عربية أخرى.. هم من يخططون لتحويل ما تبقى من الشعوب العربية إلى مجموعات من المشردين والمهجرين الجدد. كانت «مضايا» مصيفًا سوريًا راقيًا يقصده السياح، فإذا بها تصبح «قبورا» فى الهواء الطلق.. أكثر من 28 ألف شخص باتوا نهبا لميليشيات تتغذى على «الدم البرىء».. بدأت الفتنة من «مضايا» و»الزبداني» ضد المؤسسات السورية الوطنية.. اندس «الخونة» بين الأهالى.. صنعوا العداء بين الشعب والمؤسسات.. عشرات العناصر الإرهابية المسلحة( المجلس الثوري، وأحرار الشام، وكتائب حمزة...)، ملئت الفراغ، وترتكب يوميًا عشرات الجرائم الوحشية بحق الأهالى. بات أهالى «مضايا» يأكلون القطط، والكلاب، والحمير، وبقايا الأعشاب، بعدما عجزت المساعدات المحدودة عن الوصول للأهالى بسبب سطوة الميليشيات.. المنطقة محاصرة منذ 200 يوم، وأطراف القتال يتبادلون الاتهامات، فيما برد الشتاء يقتل الأطفال، ويجمِّد الدماء فى عروق الكبار. وحده الشعب السورى يدفع الثمن، بعدما كان سيدًا فى وطنه.. غاب عن أهل سوريا (الذين استسلموا للمؤامرة منذ بدايتها)، أن «الحلال الوطنى بيّن»، وأن «الحرام التآمرى بيّن».. ساروا خلف «وهم الشعارات الزائفة»، قصَّروا فى حق أنفسهم ووطنهم، فذهبوا إلى المجهول. ... الحمد لله على نعمة الأوطان المستقرة، وأعاذنا الله من «الخونة» و»المحرضين على الخراب».