لم يكن حسن البنا ساذجاً ولا مغفلاً؛ عندما أنشأ جماعته في مدينة الإسماعيلية(شرق القاهرة) في عام 1928م؛ فقد تقرَّب إلى المحتل البريطاني الرابض بمعسكراته في قناة السويس؛ فنال دعمه السياسي، والعسكري، والمالي، واللوجستي، والاستخباراتي! ومنذ ذلك الوقت؛ صار الإخوان .. الابن غير الشرعي للاستخبارات الغربية على اختلاف أسمائها؛ ولمن يدفع أكثر؛ ولمن يحتضن الجماعة أكثر؛ ولمن يعقد معها زواجاً كاثوليكياً أطول! وهكذا؛ استنَّ حسن البنا لجماعته من بعده؛ بدعة الارتماء في أحضان الغرب، والعمالة للمخابرات الغربية ضد الأنطمة العربية، ومصالح هذه الشعوب، وتحريرها من ربقة الاستعمار الغربي! وهي السياسة المريبة التي تحياها جميع هذه الجماعات، والتيارات، والتجمعات الإسلامية في الغرب؛ فالكل قدَّم عربون خدمته المدفوع مقدماً لحساب الغرب؛ فحظيَ بالإقامة، والجنسية، والتمويل، والخدمة في جيوش الغرب الغازية لأراضي العرب والمسلمين، والناهبة لخيراتها؛ بفضل عمالة الإخوان، وهذه الفرق والجماعات، وسياساتهم الانتهازية الوصولية إلى الحكم؛ حتى وإن حكموا أشباحاً، وأشباه دول! المهم؛ الجلوس على سُدَّة الحكم؛ والتحكم في مقدرات البلاد والعباد؛ باسم الإسلام الإرهابي الراديكالي! ففي كتابه(مسجد في ميونيخ .. النازيون ووكالة الاستخبارات المركزية وبزوغ نجم الإخوان المسلمين في الغرب) المدعوم بوثائق الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأرشيف الاستخبارات الألمانية، والبريطانية؛ كشف الصحفي الكندي/ إين جونسون .. أفضل صحافيي التحقيقات الاستقصائية في العالم؛ والصادر قبل مدة في الغرب، والذي تمت ترجمته مؤخراً عن مكتبة الأسرة؛ كشف عن وجه الإخوان القبيح، والجماعات المتأسلمة الخارجة من عباءتها؛ والتي ارتمت بإرادتها في أحضان الغرب؛ لتحقيق مآرب خسيسة ضد العروبة والإسلام! هتلر أعطى الإخوان ألفي جنيه! يقول إين جونسون عن قابلية الإخوان للعمالة، والخيانة قديماً: "هذا؛ وقد ذهبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أشواطاً بعيدة إلى الحد الذي قبلت معه أموالاً من العملاء النازيين؛ فوفقاً لمستندات تحصَّل عليها البريطانيون في بواكير الحرب الكونية الثانية؛ فقد حصلت جماعة الإخوان المسلمين على مبلغ ألفي جنيه مصري من الصحافي الألماني فيلهلم شتيلبوغن مدير وكالة الأنباء الألمانية، والمقرب من الجالية الألمانية بالقاهرة! هذا؛ وقد استُخدِم هذا التمويل النازي في تأسيس التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، وهو نظام تراتبي شبه عسكري"! وهو مبلغ ضخم جداً؛ بحسابات الثلاثينيات من القرن العشرين! إذن؛ فطبقاً للوثائق الغربية الاستخباراتية المُفرَج عنها هناك؛ فتاريخ الإخوان ملئ بالعمالة، وخدمة الاستخبارات الغربية في كل العصور! فقد نالوا من البريطانيين؛ ما أقام الجماعة بدايةً في مصر! ونالوا من النازيين ما أنشأ لهم التنظيم الخاص؛ الذي قتل أبناء مصر الأطهار؛ من الجيش، والشرطة، والقضاء! ومن قبل، ومن بعد؛ فالكتاب كله فضائح إخوانية؛ كشفت عن أن المخابرات المركزية الأمريكية استعملت سعيد رمضان القيادي الإخواني؛ مؤسس مسجد ميونيخ أسوأ استغلال ضد مصر، والإسلام! فقد كان يكتب لها تقارير عن ضرورة إنشاء المسجد، والإفادة من الإخوان، وأهمية دعمهم، وتمويلهم! بداية عمل الأمريكان مع الإخوان! يقول إين جونسون: "ففي عام 1957م؛ أنشأ مجلس تنسيق العمليات، وهو الكيان القائم على تنفيذ العمليات المغطّاة لوكالة الاستخبارات المركزية .. تغييراً جديداً داعياً إلى تبني الإسلام سلاحاً، وتوظيفه، والتعامل مع جماعات الإصلاح؛ من أمثال جماعة الإخوان المسلمين"! لا؛ بل إن كل الجماعات المسلمة؛ القوقازية، والتركية، والعربية، والمغاربية .. تم اختراقها من قبل الاستخبارات الغربية كلها؛ فأصبح زعماؤها جواسيس للغرب، يقدمون تقارير ومعلومات له! كما كشف الكتاب عن كون كل المراكز، والتجمعات الشبابية، والاتحادات، والمجالس الإسلامية في الغرب .. هي صنيعة إخوانية للسيطرة عليها؛ باسم الإخوان؛ وللتحكم في القرار الإسلامي؛ وليكون الإخوان أصحاب الكلمة الفصل، والمهيمنين على مقاليد الأمور؛ بإيعاز من واشنطن وأوربا! فمثلاً؛ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا .. واجهةٌ إخوانية أسَّسه يوسف ندا، ويوسف القرضاوي في اجتماع عام 1977م على بحيرة لوغانو السويسرية؛ حيث قصر يوسف ندا الخيالي الفانتازي! والمجلس الأوربي للإفتاء صناعة إخوانية؛ للتحكم في الفتوى بين الأوربيين! والمعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا تم تأسيسه عام 1978م بحضور قيادات إخوانية؛ للتأثير بين الجاليات المسلمة، ونشر أفكار الإخوان! لا؛ بل إن جميع المدارس الإسلامية في الغرب إخوانية التوجه، والهوية، والأيديولوحيا، وما تزال! والسؤال المهم هنا؛ هو: فإذا كان الغرب هو داعم المتأسلمين؛ من الإخوان، والقاعدة، والدواعش .. فكيف تاجرَ بهؤلاء الإرهابيين؛ لاحتلال العالم، وضرب العراق، واحتلاله، واحتلال أفغانستان، وحالياً يريد تقسيم البلاد العربية من خلال استغلال هؤلاء المتأسلمين .. فلم يقاومه أحد من أحرار الغرب، ومفكريه؟! وكيف صمتت الأنطمة العربية منذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الآن؛ إزاء الزواج الكاثوليكي بين الإخوان والقاعدة والدواعش من جهة، وبين الغرب من جهة أخرى؟! إنني أتعجب؛ كيف أن هذا الكتاب المهم الوثائقي التأريخي .. غفلت عنه دوائر صنع القرار، ومراكز البحوث العربية؛ فلم تدرسه، وتخرج منه باستراتيجية؛ مؤداها: أننا نُحارَب اليوم بسلاحٍ غربي، وجيوشٍ من المتأسلمين؛ صنيعة الغرب؟! فلا جرم؛ أن نشر هذا الكتاب بين الناس ليعرفوا حقيقة هذه الجماعات المارقة؛ هو فريضة الفرائض الآن! وسؤالي للحكومة الموقرة؛ هو: أن جمع كل وثائق هذا الكتاب تكفي لرفع قضية ضد تنظيم الإخوان الدولي أمام المحكمة الجنائية الدولية، والمحكمة الأوربية؛ لاتهامه بالإرهاب، والعمالة، والخيانة! فمتى تشرع حكومتنا الفتية في تقديم هذا الملف؛ للقضاء على هؤلاء المتأسلمين بالضربة القاضية في عقر أوربا؛ فنكشف عن دعم الغرب لهم قديماً وحديثاً؟! ومن ثم؛ تعرف الشعوب الغربية؛ كيف أن قادتها .. هم أكبر الداعمين للإرهاب في العالم؛ زمان والآن؟!