ماذا سيحدث علي الأرض السورية؟ وهل هناك احتمالات ل'حرب بالوكالة' في الشرق الأوسط بعد قرار الولاياتالمتحدة إرسال قوات خاصة إلي سوريا؟ روسيا حذَّرت من هذا، وقال 'سيرجي لافروف' وزير الخارجية الروسي: إن هذا القرار يزيد الحاجة للتعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال 'لافروف': إن الولاياتالمتحدة اتخذت قرارها بصورة 'أحادية' ودون الرجوع ل'القيادة السورية'!! معربًا في الوقت نفسه عن قناعته بأن 'أيًا من الولاياتالمتحدةوروسيا لا تريد أي نوع من الانزلاق إلي ما يُطلَق عليه حرب بالوكالة'. في اعتقادي أن الأخ 'بوما' في إطار الحفاظ علي بعض ما تبقي من ماء الوجه وسقوط ورقة التوت بعد الموقف الروسي، أراد في ضوء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي 'أشتون كارتر'، أن يوفر دعمًا إضافيًا لمقاتلي المعارضة السورية. هنا تحديدًا، لا بد أن أشير إلي أن وزير الدفاع الأمريكي، وإن كان يري أن قرار إرسال قوات خاصة أمريكية إلي سوريا، يأتي في إطار جزء من استراتيجية لتمكين القوات المحلية من هزيمة داعش -علي حد قوله-، سيعرِّض القوات الأمريكية للخطر. يتزامن مع هذا إعلان الخارجية الأمريكية صراحةً أنها ستقدم مساعدات جديدة تبلغ نحو 100 مليون دولار للمعارضة السورية، لتنفيذ مهمات تشمل دعم المجالس البلدية وناشطي المجتمع المدني، وبذلك يرتفع إجمالي المساعدة الأمريكية للمعارضة السورية إلي نحو 500 مليون دولار. الولاياتالمتحدة مازالت تصر علي تخريب المجتمع السوري برشاوي دولارية كما فعلت في العراق من قبل، ومازالت تسعي جاهدةً بشتي الطرق والوسائل لرأب صدع سقوط ورقة التوت بعد التدخل الروسي، وتأكُّد العالم أن أمريكا هي صانعة الإرهاب وأن داعش صناعة أمريكية 100%. الأمر الغريب أن وزير الخارجية السعودي 'عادل الجبير' مازال يؤكد ويعلن أن علي روسيا وإيران الاتفاق علي موعد وسبل مغادرة الرئيس بشار الأسد للبلاد والاتفاق علي سحب كل القوات الأجنبية من سوريا!! وكأن الوزير السعودي يتحدث عن المملكة!! أنا شخصيًا أعرف المبرر السعودي!! ولكنني أتعجب لأن بعض الدول تتخذ مواقف سياسية دولية لمبررات وأسباب شخصية بحتة. الأمر هنا يوجب أن أشير لمقابلة كان قد أجراها 'بان كي مون' السكرتير العام للأمم المتحدة نشرها عدد من الصحف قال فيها: 'إنه أمر 'جائر' و'غير مقبول' أن تكون عملية التفاوض السياسي حول الأزمة السورية 'رهينة' لمصير الأسد'!! تري متي يرتقي مستوي تفكير القيادات العربية، ومتي يدرك وزير الخارجية السعودي أن بقاء الأسد من عدمه ليس رهنًا بإرادة المملكة، وأن مَنْ يقرر البقاء من عدمه الشعب السوري فقط. هذا الذي أكتبه هنا، أكده 'بان كي مون' في المقابلة التي أشرت إليها، بقوله: 'إن مستقبل الرئيس الأسد، يجب أن يقرره الشعب السوري'، وأضاف 'مون': 'إنه أمر غير منطقي إطلاقًا أن ترتهن كل عملية التفاوض السياسي بمصير شخص، إنه أمر غير مقبول'. إنني أهمس في أذن وزير الخارجية السعودية، وأقول له: يوم لك ويوم عليك!! ومن يدري مَنْ يرحل ومَنْ يبقي!! كنت أتوقع أن تكون مباحثات فيينا –التي فشلت– تنصبُّ أساسًا علي تأكيد سلامة الكيان السوري من التقسيم وضرورة إنهاء الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب السوري منذ سنوات يوم صنعت أمريكا داعش لتستخدمها في قلقلة أمن الشعوب العربية، لكن وللأسف وزير الخارجية السعودي كان له رأي آخر، فانتهت مباحثات فيينا إلي لا شيء ومازلنا في المربع صفر، ويبدو أن الولاياتالمتحدة قررت استحداث 'الحرب بالوكالة' لتضمن لنفسها موطئ قدم علي الأرض السورية!! تخيلوا، وزير خارجية المملكة يقول في العلن 'إنه ينبغي علي الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة، خلال أي عملية سياسية لحل الأزمة السورية أو الهزيمة في ميدان القتال'!! تُري باسم مَنْ يتحدث وزير الخارجية السعودي؟! إنني من هنا أرفض شكلًا وموضوعًا الموقف السعودي، وأرفض ما نطق به وتفوَّه وزير الخارجية السعودي، وأؤكد أن بقاء الأسد من عدمه حق أصيل للشعب السوري فقط. وللحديث بقية..