ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة عام 1868 لأب کردي وأم من أصول ترکية وشرکسية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلي جانب من الغني والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، التحق بمدرسة الحقوق وانتسب إلي قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأي فيه مشروع شاعر كبير. سافر إلي فرنسا علي نفقة الخديوي توفيق، وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولي منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين جمعية التقدم المصري، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي، وربطته وقتها صداقة حميمة بالزعيم مصطفي كامل، وتفتّح علي مشروعات النهضة المصرية. طوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلي رأسهم المتنبي. لكن تأثره بالثقافة الفرنسية لم يكن محدودًا، وتأثر بالشعراء الفرنسيين وبالأخص راسينا وموليير. توجه شوقي بشعره لمديح الخديوي عباس الذي كان سلطته مهددة من قبل الأنجليز بعدعودته إلي مصر، ويرجع النقاد التزام أحمد شوقي بالمديح للأسرة الحاكمة إلي عدة أسباب منها أن الخديوي هو ولي نعمة أحمد شوقي وثانيا الأثر الديني الذي كان يوجه الشعراء علي أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة. أدي ما فعله شوقي إلي نفي الإنجليز له إلي إسبانيا عام 1915، وفي هذا النفي اطلع أحمد شوقي علي الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلي قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع علي الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة مطلعا علي الأوضاع التي تجري في مصر فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن علي نفيه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، عاد شوقي إلي مصر سنة 1920. بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرا للشعر عام 1927، وبعد تلك الفترة نجد تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا ومن مسرحياته الشعرية، مصرع كليوباترا وقمبيز ومجنون ليلي وعلي بك الكبير، و ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتي فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، و توفي في أكتوبر 1932م.