أكدت الدكتورة هالة أبوعلي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أهمية المشاركة الفاعلة للأطفال بإبداء آرائهم في كل ما يمسهم من قضايا أو خطط أو إستراتيجيات تقوم بها الدولة أو المجتمع المدني. وأشارت الأمين العام للمجلس إلي أن ملتقي أطفال مصر يهدف لدعم قدرات الأطفال في نشر ثقافة الحقوق والواجبات بينهم وبين أقرانهم من الأطفال غير المشاركين وأن يصبحوا مستقبلا سفراء لقيم وأفكار الحق والعدل والتسامح ومبشرين بمفهوم حقوق الطفل وحقوق الإنسان مع أقرانهم، إلي جانب التأكد من ممارسة الأطفال لحقهم في المشاركة وإبداء الرأي في كل ما يخصهم، طبقاً للمادة 31 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. جاء ذلك خلال خلال ختام ملتقي أطفال مصر الذي نظمه المجلس بحضور 50 طفلا وطفلة من مختلف محافظات مصر لطرح أفكارهم وآرائهم في الإستراتيجية القومية للطفولة والأمومة وتقرير مصر الدوري الخامس والسادس، الخاص بتنفيذ التزامات مصر الدولية فيما يتصل بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وبدأ الحفل الختامي للملتقي بأوبريت بعنوان 'أطفالنا أساس مستقبلنا' جسد خلاله الأطفال براعة الشعب المصري في إنجاز قناة السويس الجديدة، وبحضور اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية. وقالت الدكتورة هالة أبو علي إن وجودنا في محافظة الإسماعيلية وبالقرب من قناة السويس يستدعي أن نشعر جميعا بالفخر فهذه القناة تربط العالم بعضه البعض وتمثل شريانا من أهم شرايين التجارة العالمية، وكانت ولازالت رمزا من رموز مصر الحديثة لتسهيل النقل البحري وتخفيض تكاليفه، وقد كان إنجاز مشروع قناة السويس في هذا الزمن القياسي إنجازا رائعا لمصر والمصريين نأمل أن يستمر لتحقيق التنمية المستدامة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وعلي المستويات المحلية والإقليمية والدولية. ومن جانبه، أثني اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية علي العرض الذي قدمه الأطفال المشاركون في الملتقي بعنوان 'أطفالنا أساس مستقبلنا' والذي أوضح من خلاله الأطفال حقوقهم وواجباتهم، موضحا أن قناة السويس اشترك في حفرها ربع سكان مصر منذ حوالي 150 عاما لأن تعداد مصر في ذلك الوقت كان 4 ملايين مصري تقريبا، أي أن هناك فردا من كل أسرة مصرية اشترك في حفر القناة، وما تم إنجازه خلال عام واحد في حفر قناة السويس الجديدة جاء ليؤكد أن المصرين عازمين علي كسر القواعد ووضح ذلك جليا من خلال هذا الإنجاز العظيم الذي تم بأياد مصرية والأهم أنها بتمويل شعب مصر بناء علي قرار رئاسي. وأوضح اللواء ياسين طاهر أن محافظة الإسماعيلية تعد جزءا رئيسيا من قاطرة تنمية الاقتصاد المصري حيث يقوم رئيس الجمهورية بدعم التنمية والاستثمار في مصر من خلال محور تنمية قناة السويس والتي تتمتع محافظة الإسماعيلية بنسبة 50% منه، ولابد أن يعي أطفال مصر أنهم مشاركون في تنمية تؤسس حاليا ويعود النفع عليهم في المستقبل، وسيأتي غد أفضل وسوف نجني ثمار هذه المشروعات خلال ال 20 عاما القادمة. وأضاف أن المشروعات التي يتم تنفيذها حاليا علي أرض محافظة الإسماعيلية، هي مدينة الإسماعيلية الجديدة ووادي التكنولوجيا والذي سينتج في البداية الأجهزة التكنولوجية الدقيقة و نأمل في صناعة الأقمار الصناعية في المستقبل القريب، بالإضافة إلي مناطق صناعية مماثلة أخري سيتم تنفيذها في محافظاتالسويس وبورسعيد، مؤكدا أن الأطفال هم أمل مصر بغرس المباديء فيهم منذ الصغر. ومن جانبهم.. عرض الأطفال المشاركون في الملتقي توصياتهم وأراءهم تجاه تقرير مصر الدوري الخامس والسادس حيث تناولوا ءعرض العديد من المحاور أولها محور خاص بالأطفال الفقراء، وأوضح الأطفال أن من أهم أسبابه هو التجاهل التام لاحتياجات الأطفال الأساسية من الناحية الصحية والتعليمية وارتفاع معدلات البطالة وينتج عنه مشكلات مثل التفكك الأسري والطلاق وسوء معاملة الأطفال، الذي يؤدي إلي تسرب الأطفال من التعليم والنزوح إلي الشارع وانتشار عمالة الأطفال، وثانيا محور الصحة حيث رأي الأطفال أن الوضع الراهن نابع من قلة الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة وارتفاع الكثافة الطلابية في الفصول وعمالة الأطفال في مهن خطرة بما يؤثر سلبا علي صحتهم. وفيما يخص محور التعليم، أعرب الأطفال عن رؤيتهم في تدني مستوي العملية التعليمية وتجاهل دور الاتحادات الطلابية وعدم فاعليتها، وعدم وجود تنسيق بين الأسرة والمدرسة، وعدم توافق المناهج مع الفروق الفردية للطلاب، والتأثير السلبي للعادات والتقاليد بما يؤثر علي تعليم الفتيات، بالإضافة إلي وجود فجوة بين الريف والحضر في مستوي التعليم، وعن محور الحماية أكد الأطفال ضرورة معالجة القضايا الخاصة بالاتجار بالأطفال في الأعمال غير المشروعة وتجارة الأعضاء والاستغلال الجنسي بالإضافة إلي انتشار المواقع الإباحية وعدم وجود رقابة عليها، وتزايد الفن الهابط الذي يؤثر سلباً علي تنشئة الطفل. وساهم أطفال الملتقي بعدة مقترحات وآراء بهدف تحسين الوضع الراهن للمحاور سالفة الذكر من أهمها تقديم دعم للأسر الفقيرة عن طريق المشروعات الصغيرة، وتوفير دخل ثابت لها عن طريق التدريب المهني، ووجود فرق عمل ميدانية من الجهات المعنية لعمل دراسات عن الأطفال تحت خط الفقر للتعرف علي مشكلاتهم ووضع رؤية واستراتيجية مناسبة، وتغيير نظرة المجتمع تجاه الأطفال من خلال حملات توعية في المدارس ووسائل الإعلام المختلفة والاهتمام بالجانب الصحي للأطفال. وفيما يخص الاستراتيجية القومية للطفولة والأمومة قدم الأطفال رؤيتهم ومقترحاتهم، حيث اكدوا أهمية تمثيل الأطفال ومشاركتهم بشكل أوسع وفعال في لجان وضع القوانين والتشريعات الخاصة بهم، والاهتمام بالأنشطة التي تخص الأطفال، والاهتمام بالإعلان عن خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة ولجان حماية الطفل العامة والفرعية علي مستوي الجمهورية. وأشاروا إلي أهمية ربط المدارس الفنية بسوق العمل، وتزويد المناطق الريفية والبدوية بالكوادر التعليمية، وتفعيل دور المشاركة الطلابية في تطوير المناهج، وضرورة الاهتمام بجوهر العملية التعليمية مع مواجهة العادات السلبية ونشر الوعي بأهمية التعليم، وضرورة إعداد برنامج قوي للوالدين بالتربية الاجتماعية للأطفال من حيث حق الطفل في الرعاية، وضمان توزيع الخدمات وتوفير حقوق الطفل الصحية والمعيشية وتفعيل دور المؤسسات الأهلية داخل المجتمع، ودمج الأطفال ذوي الإعاقة بالعملية التعليمية وتفعيل دور الطفل المصري في مجلس الشعب عن طريق تخصيص لجنة معنية بقضايا الأطفال.