أكد ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني اليوم الجمعة علي أن الشباب، الذين يلتئمون في المنتدي العالمي للشباب والسلام والأمن، يتطلعون إلي دور أكبر للأمم المتحدة وهيئاتها بالعمل علي تبني مخرجاته وتطبيقها بما يضمن إعادة الاعتبار لدورهم وتفعيله في بناء السلام والتصدي للتطرف والتخفيف من آثار النزاعات. جاء ذلك خلال لقاء عقده ولي العهد عقب الجلسة الافتتاحية للمنتدي مع المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان باباتوندي أوسوتيماين الذي مثل الأمين العام بان كي مون في المنتدي وألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية نيابة عنه. وأعرب الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن تقديره للدور المهم الذي بذلته المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة في سبيل إنجاح المنتدي الذي يؤسس لأجندة عالمية حول الشباب والأمن والسلام. وأشاد ولي العهد، خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جودة، بمستوي الحضور والتمثيل الدولي للشباب ومنظماتهم الأمر الذي يمنحهم فرصة الشراكة في صناعة المستقبل والتعامل مع التحديات التي تواجههم كقوة بناء في مجتمعاتهم. وبدوره عبر المسئول الأممي عن شكر الأممالمتحدة وتقديرها للجهود الكبيرة التي يبذلها ولي العهد في إبراز قضايا الشباب والاهتمام بها وإعلاء صوتهم في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن. وأشار إلي أنه ومع تصاعد حدة العنف والصراعات في العالم فإن الشباب يعتبرون اليوم الشريك الأقوي في مواجهة هذه التحديات فضلا عن ما يتطلبه تحقيق التنمية المستدامة العالمية من إشراك فعال للشباب وإزالة العقبات من طريقهم علي مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأكد علي استمرار الأممالمتحدة ومنظماتها في دعم الشباب وتمكينهم والمساهمة بفعالية بالنهوض بمستويات التعليم والرعاية الصحية لهم والتي يعتبر الاستثمار فيها من الأولويات بالنسبة للأمم المتحدة ولصندوق الأممالمتحدة للسكان. كما التقي ولي العهد مع المديرة العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو' إيرينا بوكوفا، حيث أبدي تقديره لإسهامات اليونسكو في مختلف المجالات خصوصا في تعزيز السلام والتنمية العالميين اللذين يشكل الشباب في تحقيقهما وإدامتهما عنصرا رئيسيا. وأعرب عن شكره لدعم اليونسكو ومنظمات الأممالمتحدة للمنتدي، مشيرا إلي أن الشباب يتطلعون إلي الدور الفاعل لهذه المنظمات في دعم قضاياهم وتفعيل إشراكهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والتنمية وبما يسهم في رسم المستقبل الأفضل لهم ولمجتمعاتهم. وبدورها.. أشادت بوكوفا بجهود ولي العهد في قيادة هذا الجهد الدولي المميز وسعيه لتسليط الضوء علي قضايا الشباب وأهمية النهوض بمستوي مساهمتهم وإشراكهم في التعامل مع مختلف القضايا الدولية. وأعربت عن تقدير اليونسكو لتعاون الأردن الدائم فيما يتعلق بحفظ المواقع التراثية العالمية، مشيدة أيضا بدور المملكة باستضافة اللاجئين السوريين علي أراضيها وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم. والتقي ولي العهد الأمين العام لوزارة الخارجية النرويجية مورتن هوجلند، الذي يشارك في فعاليات المنتدي، حيث جري التأكيد علي الأهمية الكبري التي توفرها جلسات المنتدي لتسليط الضوء علي قضايا الشباب وتفعيل ودعم دورهم في صناعة المستقبل والتصدي لخطر النزاعات والعنف والتطرف. وأشاد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بالدعم المقدر الذي تقدمه الحكومة النرويجية للشباب وقضايا التعليم خصوصا الدعم الكبير لمنظمة الأونروا بما مكنها من الاستمرار في فتح المدارس التابعة لها وتقديم خدماتها التربوية للطلبة لما للتعليم من أهمية كبيرة في حماية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة. وكانت قد انطلقت صباح اليوم، بمدرسة كينجز أكاديمي بمحافظة مأدبا '35 كم جنوب عمان' تحت رعاية وحضور ولي العهد الأردني، فعاليات المنتدي العالمي للشباب والسلام والأمن الذي تستضيفه المملكة بالشراكة مع الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية ويستمر لمدة يومين. ويعتبر المنتدي، الذي شهد أيضا حضور الأمير فيصل بن الحسين وعدد من الوزراء الأردنيين، الأول من نوعه كمظلة عالمية لأكبر تجمع لممثلي المنظمات الشبابية حول العالم حيث يجمع 500 مشارك من حول العالم يمثلون بشكل رئيسي الشباب ومنظمات يقودها الشباب ومسئولين من الأممالمتحدة ومن عدة دول ومنظمات دولية غير حكومية ومؤسسات ووكالات مانحة وأكاديميين ووسائل إعلام.