انطلقت، صباح اليوم الجمعة، بمدرسة كينجز أكاديمي بمحافظة مأدبا (35 كم جنوبعمان) تحت رعاية وحضور ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فعاليات المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي تستضيفه المملكة بالشراكة مع الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية ويستمر لمدة يومين. ويعتبر المنتدى، الذي شهد أيضا حضور الأمير فيصل بن الحسين وعدد من الوزراء الأردنيين، الأول من نوعه كمظلة عالمية لأكبر تجمع لممثلي المنظمات الشبابية حول العالم، حيث يجمع 500 مشارك من حول العالم يمثلون بشكل رئيسي الشباب ومنظمات يقودها الشباب ومسئولين من الأممالمتحدة ومن عدة دول ومنظمات دولية غير حكومية ومؤسسات ووكالات مانحة وأكاديميين ووسائل إعلام. ومن أبرز المشاركين الرسميين في أعمال المنتدى وزراء خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، العراق إبراهيم الجعفري، فلسطين رياض المالكي، اليمن رياض ياسين، السودان إبراهيم غندور، السنغال مانكير أنجاي، بالإضافة السفير عبدالرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية /المؤتمر العلمي للشباب والسفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن. كما تشارك وفود رسمية عالية التمثيل من منظمات الأممالمتحدة (المدير العام لليونسكو) وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الدولي وجامعة الدول العربية والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والسويد والنرويج وسنغافورة وسلطنة عمان وأذربيجان وأفغانستان وإثيوبيا والصومال وأوغندا وجزر القمر. ويتناول المشاركون خلال جلسات المنتدى محاور متعددة تتضمنها أجندة الأمن والسلام للأمم المتحدة وبما يفضي في نهاية اليوم الثاني للمنتدى إلى صياغة مشتركة لإعلان عمان حول الشباب. وسيتمخض عن المنتدى (إعلان عمّان حول الشباب) الذي سيتم إعداده بالكامل من قبل الشباب وسيعرض رؤيتهم وخارطة الطريق نحو إيجاد إطار يدعم أدوارهم ومساهماتهم في بناء السلام والتصدي للتطرف والنزاعات، وسوف يستخدم هذا الإعلان في الأشهر التي تعقب المنتدى لغايات إشراك صناع القرار في اعتماد إطار دولي جديد بهذا الخصوص. ويسعى المنتدى، الذي جاء ترجمة لمبادرة ولي العهد الأردني أثناء ترؤسه جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب في أبريل الماضي، إلى إشراك الشباب بشكل فاعل في أحد أهم محاور عمل الأممالمتحدة وهو السلام والأمن إلى جانب التنمية وحقوق الإنسان. ويهدف المنتدى إلى إيجاد أرضية مشتركة للعمل والحوار بين الشباب والفئات العمرية الأخرى من أجل التصدي للنزاعات والعنف والتطرف والصراعات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وتتضمن الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمة لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة وكلمة للأمين العام للأمم المتحدة يلقيها بالنيابة عنه المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان ومداخلة لمديرة عام اليونسكو إيرينا بوكوفا إلى جانب رسالة مسجلة عبر الفيديو لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجلسات نقاشية وعرض لقصص ملهمة للشباب. ويتزامن انعقاد المنتدى مع ظرف دولي يشهد تأثر حوالي 600 مليون شاب بشكل مباشر نتيجة غياب الأمن والاستقرار، فيما يعاني حوالي 14 مليون من الشباب في العالم من أزمات النزوح واللجوء بسبب الصراعات والكوارث الطبيعية. ويسهم المنتدى في التجسير بين السياسات الدولية المتعلقة بالشباب من خلال إعلانه بيانا شاملا حول السياسات المتعلقة بالشباب من حيث الالتزامات والأولويات والتعهدات وإيجاد رؤية واضحة لتنفيذها؛ وذلك كله في سياق محور السلام والأمن. ويمثل المنتدى فرصة تاريخية للارتقاء بالأجندة العالمية حول الشباب والسلام والأمن وطرح خطاب بديل، حيث سيمثل إعلان عمان حول الشباب مدخلا مهما جدا للسياسات المتعلقة بالشباب على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وسيتم صياغة «إعلان عمان حول الشباب» بشكل كامل من قبل الشباب عبر عملية صياغة جامعة لكل أطياف الشباب من خلال وسائل التواصل الإلكتروني، كما سيتم تضمين الإعلان الذي يمثل رؤية مشتركة وخارطة طريق نحو إطار سياسات أفضل حول الشباب وبما يدعمهم في تفادي ومعالجة حالات الصراع والعنف والتطرف.