كشفت دراسة عالمية أعدتها شركة 'سايمون - كوشرآند بارتنرز'، عن تفوق دبي ضمن 14 مدينة عالمية عريقة في تقديم وسائل مواصلات عامة تتسم بالجودة العالية والمتانة والأمان والسرعة والرفاهية والنظافة، إضافة إلي الدقة في مواعيد الرحلات، وتوفير المعلومات الخاصة بالركاب ووسائل النقل الجماعي، والتقنيات الحديثة، منها التطبيقات الذكية التي تسهّل كثيراً علي رواد المواصلات العامة التخطيط المسبق للتنقّل للوصول إلي وجهاتهم المختلفة بشكل سلس وآمن وسريع. وأعرب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات، مطر الطاير، عن سروره بنتائج هذه الدراسة التي أظهرت تفوق مدينة دبي علي نظيراتها من المدن العالمية التي عرف بعضها نظام النقل الجماعي منذ أكثر من 100 سنة، مشيراً إلي أن الاستثمارات الضخمة التي ضختها حكومة دبي في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل أثبتت نجاحها وفاعليتها. وأكد مُضي الهيئة بخطوات سريعة وثابتة نحو تحقيق الأهداف التي وضعتها عند تأسيسها، المتمثلة في توفير نظام طرق ونقل متكامل، يضمن انسيابية الحركة، ويوفر أفضل مستويات السلامة لكل مستخدمي النظام، وتحقيق التكامل بين مختلف وسائل النقل الجماعي في الإمارة. وتابع: 'أدي التوسّع العمراني والتطور الحضاري الذي مرت به مدن وحواضر العالم عموماً علي مر السنين، ومنها الإمارات عموماً، ودبي علي وجه الخصوص، إلي ظهور كثير من التحديات والمشكلات، منها مشكلات النقل الحضري المتمثلة بشكل رئيس في ازدحام الشوارع والاختناقات المرورية، والضوضاء، والتلوث البيئي بكل أشكاله البصرية والسمعية، ونتيجة لذلك ظهرت الحاجة إلي وجود نظم ووسائل مسيرة لأمور الحياة داخل هذه المدن من مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والخدمية، من بينها نظم النقل والمواصلات التي تعد من العناصر الرئيسة في التنمية الاقتصادية والعمرانية في المدن المتطورة'. وأكد الطاير أن التخطيط السليم لوسائل النقل الجماعي يلعب دوراً أساسياً وحاسماً في تحقيق الرؤية المستقبلية لمنظومة المواصلات في أي دولة أو مدينة حديثة، أو تسعي لتحقيق الحداثة والرقي علي جميع الصعد الاجتماعية والاقتصادية والخدمية والسياحية، مشيراً إلي أن التخطيط الفعّال يتحقق من خلال تضافر جهود جميع الجهات الرسمية وشبه الرسمية والشركاء الاستراتيجيين ومستخدمي وسائل النقل الجماعي، ومجتمع الأعمال والمؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات والمنظمات الاجتماعية والإنسانية، وغرس ثقافة استخدام وسائل النقل الجماعي بين النشء الجديد، لما لذلك من أثر بالغ في تعويد الأجيال المقبلة علي استخدام هذه الوسائل وجعلها الخيار الأول في التنقل اليومي لديهم. وشملت الدراسة التي أجرتها الشركة، خلال شهري أغسطس وسبتمبر من عام 2014، مترو دبي وحافلات المواصلات العامة ووسائل النقل البحري، 'لم تشمل ترام دبي لأن افتتاحه جاء بعد الانتهاء من إعداد الدراسة'. والمدن التي شملتها إلي جانب دبي هي زيورخ وبرلين ولندن وباريس وأمستردام ونيويورك وسيدني وطوكيو ومدريد وميلان ووارسو وسنغافورة وساوباولو وسانتياجو. وخلصت النتائج إلي حصول مدينة دبي علي المرتبة الأولي كأفضل مدينة في تقديم خدمات وسائل المواصلات العامة التي تخدم المطار بمعدل 20 رحلة في الساعة، كما تعد دبي أفضل مدينة بالنسبة لتعرفة تذكرة الاتجاه الواحد 'One-way ticket'، إذ يعد سعر هذا النوع من التذاكر في دبي هو الأرخص مقارنة بالمدن الأخري علي مستوي العالم، بينما صُنِّفَت زيوريخ بأنها الأغلي عالمياً من هذا الجانب، كما تعد تعرفة التذاكر الشهرية في دبي بين أفضل ثلاث مدن في العالم، في حين تعد لندن هي الأغلي في التذاكر الشهرية. وأظهرت الدراسة أن وسائل المواصلات العامة في مدينتي دبيوزيوريخ هي الأفضل عالمياً من حيث نظافة وسائل المواصلات العامة والمرافق التابعة لها، مثل المحطات والمواقف، وغيرها من البني التحتية، وحققت دبي المرتبة الثانية عالمياً في جودة الخدمات المقدمة والرضا العام لمستخدمي وسائل المواصلات العامة، إذ تتميز دبي بتوفير أكبر عدد من ساعات تقديم الخدمة في مراكز خدمة المتعاملين والخط الساخن. من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في الهيئة، عبد الله يوسف آل علي: 'يعد قطاع النقل الجماعي من القطاعات المهمة التي تلعب دوراً أساسياً في تطور أي مدينة في العالم، فعلي المستوي الاقتصادي يعد النقل عموماً والنقل الجماعي علي وجه الخصوص الوسيلة اللازمة لربط عناصر ومناطق الإنتاج في ما بينها من خلال نقل الأفراد والبضائع والسلع والمواد الأولية، ومن الناحية الاجتماعية تعد نظم النقل والمواصلات بمثابة الرابط الاجتماعي في ما بين الأفراد في المجتمع، خصوصاً مع الامتداد العمراني الكبير للمدن في عالمنا الحاضر'. وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات، الدكتور يوسف محمد آل علي، أن الهيئة أولت عملية التخطيط الفعّال لتأسيس منظومة مواصلات عامة واسعة ومتطورة أهمية بالغة، مشيراً إلي أنه مع النمو الحاصل وازدياد أعداد السكان داخل المدن وتعدد متطلبات الحياة الحضرية، يصبح التخطيط المسبق حاجة ملحة لإنشاء شبكة نقل جماعي رصينة.