أثار توصل القوي الكبري وإيران إلي اتفاق نووي إطاري في مدينة لوزان السويسرية الخميس، بعد جولات مباحثات مكثفة، ردود فعل عالمية مختلفة، لعل أبرزها الاحتفالات الشعبية التي شهدتها مدينة طهران، وكذلك رد الفعل الإسرائيلي. قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إن الاتفاق النووي المبدئي بين إيران والقوي العالمية الست يعد أساساً قوياً لاتفاق في المستقبل قد ينهي المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاماً بين طهران والغرب وإن كان يتعين العمل علي التفاصيل. وأضاف كيري للصحفيين بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق سياسي مبدئي 'التفاهم السياسي بما فيه من تفاصيل توصلنا إليها هي أساس قوي للاتفاق الجيد الذي نسعي للتوصل إليه'. أما رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، الذي دعا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو لإلقاء كلمة في الكونغرس، وهي الدعوة التي أثارت غضب البيت الأبيض، فقال إن إطار الاتفاق الذي أعلن الخميس يمثل 'انحرافاً مثيراً للقلق' عن أهداف أوباما المبدئية. وتابع بينر يقول 'في الأسابيع القادمة سيواصل الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الضغط علي هذه الإدارة بشأن تفاصيل هذه المعايير والأسئلة الصعبة التي بقيت بدون إجابات.' إسرائيل: الاتفاق خطأ تاريخي ففي تل أبيب، وصف مسؤول إسرائيل الاتفاق بأنه 'خطأ تاريخي'، فيما بدأت تدرس 'الخيارات' بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق إطاري. وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه 'إنه اتفاق إطار سيء سيؤدي إلي اتفاق نهائي سيء وخطير'، مضيفاً أنه 'يمنح شرعية دولية للبرنامج النووي الإيراني الذي هدفه الوحيد صنع القنبلة النووية'. وتابع 'إذا تم التوصل إلي اتفاق نهائي استناداً إلي هذا الاتفاق فسيكون هذا خطأ تاريخياً سيجعل العالم أكثر خطراً بكثير' مما هو عليه اليوم، مؤكداً أن إيران 'ستواصل تخصيب اليورانيوم وستواصل الأبحاث والتطوير في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي ولن تغلق أياً من منشآتها النووية بما فيها موقع فوردو تحت الأرض'. الإيرانيون يحتفلون في الشوارع وفي العاصمة الإيرانيةطهران، نزل مئات الإيرانيين إلي شوارعها الخميس للاحتفال باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان السويسرية الخميس بين الدول الكبري وإيران حول برنامجها النووي. وسير المحتفلون مواكب سيارة في جادة والي العصر، ما أدي إلي توقف السير في جزء من هذه الجادة التي تجتاز العاصمة من جنوبها إلي شمالها، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم بينما راح المشاة يغنون ويرقصون علي الرصيف. لندن: الاتفاق أساس جيد لاتفاق شامل في بريطانيا، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الخميس إن التوصل لاتفاق نووي أولي بين إيران والقوي العالمية يوفر أساساً جيداً للتوصل لما قد يكون اتفاقاً شاملاً 'جيداً جداً'. وقال هاموند إن التوصل لاتفاق أشمل يلتزم بالمعايير المتفق عليها في الاتفاق الأولي سيوفر ضماناً بكون البرنامج النووي لإيران سلمياً، لكنه قال إنه ينبغي الدخول الآن في محادثات مكثفة لصياغة 'التفاصيل الدقيقة'. موسكو ترحب بالاتفاق وفي موسكو، رحبت روسيا بالاتفاق، معتبرة أنه يشكل اعترافاً بالحق 'غير المشروط' لإيران في تطوير برنامج نووي مدني. وقالت الخارجية الروسية في بيان 'يستند هذا الاتفاق إلي المبدأ الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وهو الحق غير المشروط لإيران في برنامج نووي مدني'. بان كي مون يشيد بالاتفاق من ناحيته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتفاهم السياسي بين الغرب وإيران وقال إنه يمهد الطريق لاتفاق تاريخي، مشيراً إلي أنه سيمهد لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. واعلن بان، في بيان تلاه المتحدث باسمه، أن 'حلاً شاملاً عبر التفاوض للمسألة النووية الإيرانية سيساهم في السلام والاستقرار في المنطقة وسيمكن كل الدول من التعاون سريعاً للتعامل مع التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجهها'. نتانياهو: الاتفاق يهدد أمن إسرائيل وفي وقت لاحق، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اتفاق الإطار حول الملف النووي الإيراني، يهدد بقاء إسرائيل. وقال نتانياهو للرئيس الأميركي إن اتفاق لوزان يمهد الطريق أمام إيران لحيازة القنبلة الذرية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أوباما مع نتانياهو الخميس أطلعه فيه علي الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه. وأبلغ أوباما نتانياهو أن الاتفاق يمثل تقدماً مهماً نحو حل دائم يقطع عن إيران جميع المسارات التي تؤدي إلي إنتاج سلاح نووي. وذكر بيان البيت الأبيض أن أوباما قال أيضاً إن التقدم علي الصعيد النووي لا يقلل المخاوف بشأن 'رعاية إيران للإرهاب والتهديدات تجاه إسرائيل'.